صحافة دولية

كيف تسعى الأنظمة العربية لتحسين صورتها عبر الرياضة؟

ريال مدريد
ريال مدريد

نشرت صحيفة "لافانغوارديا" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن محاولة الحكومات العربية الترويح لصورة جديدة غير نمطية عنها عبر الرياضة.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه بعد تجاوز الصورة السيئة التي خلفها مقتل خاشقجي، تسعى السعودية من جديد لتلميع صورتها، فبينما يمتد رالي دكار عبر رمال الصحراء العربية، سيطلق منظمو سباق فرنسا للدراجات النسخة الأولى من  سباق "طواف السعودية الدولي للدراجات الهوائية"، الشهر المقبل.

وأوردت الصحيفة أن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، لأن التنافس بين قطر من جهة والسعودية والإمارات العربية المتحدة من ناحية أخرى، يتواصل على الساحة العالمية. تنفذ جميع هذه الدول عدة استثمارات في سبيل تحسين صورتها؛ من خلال جذب النجوم الرياضية والمسابقات الكبرى. تسعى هذه الدول أيضا لتعزيز السياحة والترفيه كركائز لتنويع الاقتصاد وخلق فرص عمل.

وأوضحت الصحيفة أن لعبة البترودولار الأصلية هذه تعيد صياغة قواعد الرياضة حتى في الديمقراطيات الموحدة، وأفضل دليل على ذلك كأس العالم لسنة 2022 الذي ستستضيفه قطر، أو كأس السوبر الإسباني لكرة القدم الذي أقيم في جدة. وفي الواقع، استضافت السعودية كأس السوبر الإيطالي لمدة موسمين بموجب عقد سيمتد إلى سنة 2023. بالإضافة إلى ذلك، يرى ولي العهد أن الوقت قد حان للتخلي عن فكرة أن تقتصر البلاد على إنتاج النفط قبل أن يفوت الأوان، مخففا من حدة التمييز ضد المرأة. ومن المفارقات أن السعودية استضافت الدورة الأولى من بطولة العالم للفورمولا إي للسيارات الكهربائية منذ شهر ونصف.

وأوردت الصحيفة أنه في الوقت ذاته، قام دافيد كاستيرا، مدير بطولة رالي دكار العالمية، من مكتبه في أندورا لا فيلا، بتنسيق نقل رالي دكار من أمريكا اللاتينية، بعد عقد من الزمن، إلى شبه الجزيرة العربية، ويرتبط ذلك برؤية السعودية 2020 لابن سلمان، الذي أصدر منذ السنة الماضية تأشيرات سياحية، لا تتعلق فقط بالأعمال التجارية أو الحج.

وأوضحت الصحيفة أن السعودية تتحول شيئا فشيئا إلى مكان لاستضافة الرياضات ذات المنافسة العالية، فقد استضافت الشهر الماضي في مدينة الدرعية إحدى أهم مباريات الملاكمة لهذه السنة التي تعرف "بالصراع في الكثبان الرملية"، بالإضافة إلى بطولة تنس جديدة رفيعة المستوى. وفي نهاية الشهر، ستطلق أيضا بطولة دولية للغولف.

 

وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من أنه ليس لدى المملكة العربية السعودية تقاليد رياضية ولا حتى مناخ مناسب لمثل هذه الأنشطة في معظم السنة، حيث يعد من غير المعتاد ارتداء السراويل القصيرة أو التنورة، إلا أنه في شهر آذار/ مارس، سيتعين على لاعبات الغولف الأوروبيات في البطولة الأولى للسيدات ارتداء السراويل. وفي الحقيقة، لم يحصل أي سعودي على الميدالية الذهبية الأولمبية.

وأوردت الصحيفة أنه، في خضم هذه العاصفة الصحراوية، تتمكن بعض الدول من تلميع صورتها، بينما تستفيد أخرى اقتصاديا. وعلى الرغم من ذلك، يشكك الكثيرون في القناع الذي تضعه ممالك الخليج والتغييرات التي يقع الترويج لها بعناية، التي لا تفترض أبدا الانفتاح السياسي.

ومنذ وقت قريب، ربما كان السفر عبر طيران الإمارات والخطوط الجوية القطرية، الراعي الرسمي لنادي ريال مدريد وبرشلونة على التوالي، يمثل معضلة. لكن  لم تعد هذه الدول راضية عن مسألة القمصان ونقل الفرق بأكملها. وتجدر الإشارة إلى أن التنافسية تتجلى في شراء نادي باريس سان جيرمان بأموال قطر أو مانشستر سيتي بأموال من الإمارات.


في هذا السياق، تعدّ السعودية راضية عن شراء نادي الميريا، الذي يعد على أبواب الدرجة الأولى، وذلك بعد أن اشترى القطب القطري نادي ملقة. وعندما حاول السعوديون والإماراتيون تضييق الخناق على قطر اقتصاديا من خلال الحصار، الذي ما زال موجودا، تمكنت قطر من افتكاك أغلى عقد في التاريخ، وهو نيمار.

بالإضافة إلى ذلك، استضافت دولة الإمارات السنة الماضية كأس آسيا لكرة القدم، حيث تكبد هزيمة أمام منتخب قطر. وفي الواقع، تقوم أكاديمية أسباير القطرية بدمج شبابها من جميع أنحاء العالم في الأندية التي قامت بشرائها، مثل نادي كولتورال ليونيسا أو نادي يوبين البلجيكي. يمكن أن تتنافس الدوحة والرياض وأبو ظبي بشأن الأندية التي يملكونها في أي دوري في العالم. لكن "الكأس" الذي يطمحون إليه حقا هو فرض رؤيتهم على الشرق الأوسط، إذ تحافظ  جميع هذه الأطراف على مواقف مختلفة أو حتى متعارضة بشأن بعض الحقائق السياسية.

وأفادت الصحيفة بأنه، على أي حال، لا يتفق العديد من المشجعين مع التوجه التجاري للأندية والاتحادات وهذا الدور الجديد لهذه البلدان. كانت مبيعات التذاكر في إسبانيا لمباريات كأس السوبر ضئيلة. بالإضافة إلى ذلك، لم تنفذ القلة الذين حضروا، وكذلك الرياضيين، دائما التحذيرات المتعلقة بطريقة ارتداء الملابس، على غرار عدم إظهار الكتفين أو الركبتين.

وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من كل هذه المعطيات، إلا أن ذلك سيؤثر على السياحة، حيث يرى الكثيرون أن اختلاط النساء والرجال في المدارج السعودية علامة بارزة على التقدم.

التعليقات (1)
ابوعمر
الأربعاء، 15-01-2020 07:42 ص
لم يبق للمراحيض غير تحسين واجهاتها رغم نتانـــة روائحها....سيبقى ملوك ورؤساء وجنرالات الأعراب أحط وأنتن وأقذر من المراحيض أعزكم الله

خبر عاجل