مقابلات

مؤرخ مصري لعربي21: هؤلاء أشد أعداء الدولة العثمانية (شاهد)

البروفيسور محمد حرب قال إن "الدراما التركية نجحت نجاحا باهرا في تغيير الصورة الذهنية للدولة العثمانية"- عربي21
البروفيسور محمد حرب قال إن "الدراما التركية نجحت نجاحا باهرا في تغيير الصورة الذهنية للدولة العثمانية"- عربي21

قال المؤرخ المصري، البروفيسور محمد حرب، إن "أشد أعداء الدولة العثمانية هم الشيعة في إيران، والروس، والغرب بأكمله، وأصحاب الفكرة القومية في كل البلدان الإسلامية؛ فهؤلاء جميعا ضد الدولة العثمانية".

وأضاف، في الحلقة الثالثة من مقابلته الخاصة مع "عربي21"، أن "تاريخ الدولة العثمانية أصبح ليس له نصير، إلا الأفراد الذين تربوا على الإسلام في منازلهم أو في المساجد، ولذلك لازالت أراه مظلوما ينبغي نصرته بتصحيح المغالطات والأكاذيب التي يروجونها عنه. وعلى العرب والمسلمين أن يعرفوا حقيقته ويطلعوا عليها من مصادرها الأصلية والموثوقة".

وتابع حرب: "العداء للعثمانيين يأتي من قبل كل الذين يحيطون بهم، وفكرة القومية أطاحت بالتفكير في الدولة العثمانية، وإيران لديها المشكلة الكبيرة الخاصة بالشيعة والسنة، وروسيا عدو تقليدي للأتراك، والكل يكره العثمانيين لأنهم مسلمين، ولو لم يكن يعمل العثمانيون من أجل الإسلام ما تعرضوا لكل هذه المشاكل والأزمات التي نشهدها اليوم".

ورأى المؤرخ المصري أن "هناك مغالطات يتم ترويجها عن تركيا، كالقول إنها تريد إحياء الخلافة الإسلامية، وهذا خطأ كبير جدا لا أساس له من الصحة، ونحن دارسين وندرك جيدا أن لا أردوغان أو حزبه (العدالة والتنمية) أو أيّا من أنصاره يفكرون بأي صورة من الصور في إقامة خلافة إسلامية، فهذا بعيد تماما عنهم".

 


"ممالك النار"

وأشار حرب إلى أن مسلسل "ممالك النار"، الذي قامت شركة جينوميديا الإماراتية بإنتاجه، يساهم في تشويه التاريخ العثماني، قائلا: "لا أدري من كتب لهم هذا النص ومن وضع لهم السيناريو. هذا شيء عجيب جدا، وأنا لم أعر هذا المسلسل أي اهتمام، لأنني أدرك أن الأمر مسألة سياسية من الدرجة الأولى، فهناك حرص شديد على تشويه صورة المسلم العثماني لدى المسلمين العرب وغيرهم".

وتابع: "على سبيل المثال (طوبان باي) ظهر في المسلسل الإماراتي – كما قرأت – وكأنه بطل مصري، بينما هو لم يكن يعرف اللغة العربية من الأساس، ولم يكن لديه انتماء لمصر سوى أنه كان يحيا حياة عسكرية ضمن النظام المملوكي، وقد ضحكت كثيرا حينما ظهر (طومان باي) بهذه الصورة التي رآها عليه البعض في ذلك المسلسل الذي سيتبعه أعمال فنية أخرى في هذا الصدد".

وزاد حرب بقوله: "رسالتي للدكتوراه كانت حول السلطان سليم في الشام ومصر، وقد قرأت كل ما كتب عن تلك المرحلة بدقة، ومثل تلك الأكاذيب والمغالطات لن تنطلي على الكثيرين، وخاصة من قرأوا عن تلك الحقبة التاريخية"، مضيفا: "مثل تلك الأعمال الدرامية عبارة عن مسائل أيدولوجية. هذه الحكومة التي تكره نظيرتها تسعى لترويج مغالطات وأكاذيب بشأنها، ويتم رصد مبالغ ضخمة جدا لتشويه الواقع".   
وضحك حرب من ادعاء مسلسل "ممالك النار" بأن السلطان محمد الفاتح قتل أخاه الرضيع حتى لا ينافسه على سلطانه، قائلا: "لم يكن له أخ رضيع من الأساس، فهذا افتراء صارخ، وإذا ما تحدثنا عن تلك المغالطات يقولون: هذه دراما، لكنهم يريدون التحقير من دور حزب العدالة والتنمية في بناء تركيا الجديدة، وهذا هو الغرض الرئيس من مثل تلك الأعمال التي تأتي انطلاقا من الغيرة والمناكفة السياسية بين الحكام".

واستطرد البروفيسور في التاريخ العثماني، قائلا: "هؤلاء يريدون انهيار تجربة العدالة والتنمية وتشويه صورتها، وهذا أمر مستحيل، لأن المال وحده لن يغيروا الواقع والحقائق".

وفي المقابل، شدّد حرب على أن الدراما التركية على غرار مسلسلات "أرطغرل"، و"الأرض الطيبة"، و"السلطان عبد الحميد"، وغيرها، نجحت نجاحا باهرا في تغيير الصورة الذهنية للدولة العثمانية.

 

 

"أخطاء الدولة العثمانية"

وذكر أن الأخطاء التي وقعت فيها الدولة العثمانية، التي أكد أنها ليست خلافة راشدة، "لا يمكن مقارنتها بالأخطاء التي وقعت فيها الدولة الأموية أو العباسية، فهناك فرق كبير جدا بينهم، إنها كانت ناجحة في كل النواحي تقريبا، وبالتالي فالعثمانيون كانوا ذروة الحضارة الإسلامية، وسدوا النقص الكامن في تاريخنا الإسلامي القديم".

وأشار حرب إلى أن أبرز تلك الأخطاء تمثلت في "إرسال الدولة العثمانية للطلاب للدراسة في الغرب بلا ضمانات أو وقاية وتحصين، وذلك حينما شعرت بالضعف، وكان ذلك خطأ فادحا لها، فالغرب بدوره التقط هؤلاء الشباب وفرّغهم من محتواهم الإسلامي، وجعلهم ألعوبة في يده".

"بداية حالة العسكرة"

ونفى قول البعض بأن الحكم العسكري ظهر مع حكم مؤسس الجمهورية التركية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، قائلا: "هذا غير صحيح، فقد حدث ذلك قبل أتاتورك، حيث كان منبع الفساد العسكري في العالم الإسلامي مع مجموعة من الشبان العلمانيين في عهد السلطان عبدالحميد الثاني الذين أجبروه على التنحي، والذين رأوا أن البلاد ليست بحاجة للإسلام، بل لمرونة فكرية أوروبية، وهذه التجربة تأثر بها أتاتورك وجمال عبدالناصر والحبيب بورقيبة، وغيرهم".

ودعا المؤرخ المصري، الذي يُوصف بأنه رائد الدراسات العثمانية في العالم العربي، إلى نصرة التاريخ العثماني الذي قال إنه أتخذه حياة بالنسبة إليه، وتصحيحه هو رسالته في الدنيا.

يُذكر أنه في كانون الأول/ ديسمبر 2018، منحت تركيا البروفيسور محمد حرب جائزة الأديب التركي "نجيب فاضل للثقافة"، بحضور الرئيس رجب طيب أردوغان، في حفل لكبار المثقفين ورجال الدولة الأتراك.

التعليقات (4)
إيمان محمد رشيد الخالدي
الإثنين، 18-01-2021 01:23 م
بارك الله بكم وجعلكم ذخرا واقعا وعلما طيبا مباركا يبقى للأجيال كنزا مستمرا. آمين يارب العالمين. دمتم وسلمتم وغنمتم.
مراقب من بعيد
الأربعاء، 25-12-2019 08:34 م
تركيا قوية باسلامها والمسلمون اقوياء باتراكهم واردغانهم
أعداء الحرية
الأربعاء، 25-12-2019 05:34 م
عملاء الصهاينة مثل آل الذل و الفساد لا يكرهون الإسلام و حسب بل يريدون تركيع تركيا لأنها نجحت ضد الانقلاب ضد جشع الغرب ،كل ما يريد العبيد أن نصبح عبيد للعبيد
أبو فارس
الأربعاء، 25-12-2019 04:57 م
ببساطة العالم كله لازم يتشكر للأتراك فأشياء كثيرة أخدت من الحضارة التركية وأغلبها لم يتم تطويره الى يومنا هذا على سبيل المثال المراحيض الأكثر نظافة والمضادة لنقل الميكروبات والعدوى حمامات البخار أو الساونة وتقريبا كل أواني المطبخ...