أفكَار

"خالعات الحجاب" حالات تتزايد وجدل يتصاعد فما الأسباب؟

أعلنت عدة ممثلات مصريات مؤخرا تخليهن عن الحجاب - جيتي
أعلنت عدة ممثلات مصريات مؤخرا تخليهن عن الحجاب - جيتي


تزايدت في الآونة الأخيرة حالات خلع الحجاب في أوساط الفنانات والإعلاميات، كانت آخرهن الممثلة المصرية المشهورة صابرين، فبعد التزامها بالحجاب لنحو 20 عاما، نشرت أواخر الشهر الماضي صورتين لها عبر حسابها على إنستغرام بدون حجاب، ما أثار حالة من السخط بسبب ظهورها الأخير عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة. 

ودافعت صابرين عن قرارها خلع الحجاب بالقول "أنا لم أكن أرتدي الحجاب، أنا كنت فقط محتشمة، وخلعت الحجاب منذ أن ارتديت الباروكة، وأصبحت أرتدي تربونة (طرحة صغيرة)"، وهو ما قالته من قبل الفنانة المصرية، سهير رمزي "أنا كنت محتشمة، ولست محجبة" بعد خلعها له قبل شهور وظهورها بغير حجاب.

 

اقرأ أيضا: ممثلة مصرية تنتقد زميلتين لها بسبب خلعهما الحجاب

تزايد حالات خلع الحجاب في أوساط الفنانات والإعلاميات، فتح باب التساؤل عن أسباب تزايد تلك الحالات، وعن دوافع الفنانات في خلع الحجاب بعد  الالتزام به لسنين طويلة، بين من يُرجعه إلى دوافع وقرارات ذاتية، وبين من يقرأ تزايد حالاته في سياق تراجع المد الديني بصفة عامة، مصحوبا بموجة هجوم عارمة على ثوابت دينية كان الاقتراب منها إلى وقت قريب يُعد من المحظورات.

ووفقا للكاتب والباحث المصري المختص في الإسلام السياسي، ماهر فرغلي فإن "انتشار ارتداء الحجاب في أوساط الفنانات والإعلاميات برز بوضوح إبان عنفوان حالة مد التيار الإسلامي، وظهور ما سمي بـ"الدعاة الجدد"، وتنامي التيار السلفي، لكن هذه الحالة انحسرت فيما بعد بسبب ظهور التنظيمات المتشددة، كتنظيم الدولة الإسلامية، وتنامي حالات الإلحاد، وبروز ردود أفعال التيار العلماني".

وأضاف "كل ذلك أدّى إلى انحسار مد التيار الإسلامي، وكان الحجاب في معمعة التأثر وردود الأفعال، إضافة لما بتنا نلمسه من هجوم على التاريخ الإسلامي، ومهاجمة صحيح البخاري، والتشكيك في فرضية الحجاب، وهو ما لم نكن نسمعه بشكل علني وواضح من قبل، ما دفع علماء ودعاة للدفاع عن الحجاب، أي أنهم مارسوا دور الدفاع" .

وتابع حديثه لـ"عربي21" بالقول "قد يكون ذلك من أسباب تأثر بعض الفنانات بارتداء الحجاب نتيجة الجدل الدائر حول فرضيته" لافتا إلى أن الفنانات المحجبات "كن يواجهن ضغوطا شديدة من الوسط الفني، عبر العلاقات والصداقات القديمة، وهو ما أثر على بعضهن ودفعهن إلى خلع الحجاب".

من جهته استبعد الكاتب والمحلل السياسي المصري، محمد حامد أن "يكون لانحسار تيار المد الإسلامي أي دور في تزايد حالات خلع الحجاب في أوساط الفنانات والإعلاميات" مرجعا أسباب ذلك إلى "دوافع وقرارات ذاتية".

وتساءل "كيف يقال إن الفنانات المحجبات تأثرن بمد تيار الإسلام السياسي، مع أن الحديث كان عن أن للشيخ الشعراوي رحمه الله تأثيرا ودورا في تدين بعضهن، فهل كان الشعراوي ينتمي إلى الإسلام السياسي، وكذلك حالة عمرو خالد الذي قيل أن له دورا في ارتداء بعضهن للحجاب، وهو بالتأكيد لم يكن من جماعات الإسلام السياسي" وفق وصفه. 

وقال في حديث لـ"عربي21": "إن بعض الفنانات بعد ارتدائهن للحجاب تقربن إلى تيار الإسلام السياسي، وبعضهن خلعن الحجاب قبل تولي الإخوان للحكم، وقبل انحسار مد الإسلام السياسي كعبير صبري التي التزمت بالحجاب سنة 2002، ثم قررت خلعه سنة 2007".

يُذكر أن الفنانة عبير صبري قالت في تصريحات سابقة أنها "خلعت الحجاب بعد عدة سنوات من ارتدائه دون أي ضغوط من أشخاص آخرين، معتبرة أنه قرار يدخل في إطار مسؤوليتها الشخصية، ولا يجوز لأحد السؤال عن دوافعه" موضحة أن خلعها للحجاب كان بحثا عن فرصة عمل بعد أن ضاقت فرصه بسبب ارتدائها للحجاب.

ولاحظ حامد "عدم إقدام أي فنانة على ارتداء الحجاب في الفترة ما بين 2011 و 2013 على الإطلاق، بما يؤكد عدم تأثير مد تيار الإسلام السياسي على الفنانات لارتداء الحجاب حتى في أوج قوتهم، وعنفوان حضورهم".

من جهتها أرجعت الكاتبة والشاعرة المصرية، هدى عويس أسباب تزايد حالات خلع الحجاب في أوساط الفنانات والإعلاميات إلى "تنامي وعي جديدة، وانتشار ثقافة جديدة ضد الحجاب، وبمعنى أدق ليس ضد فرضيته، وإنما بوصفه حرية شخصية أولا وأخيرا".

وأردفت "بالتزامن مع ذلك فثمة جرعة زائدة في الحريات في ظل العولمة السائدة، ما أنتج حالة من الشك والجدل، أو على الأقل نقاش قضايا ومسائل دينية عقدية وفقهية ربما كانت تعد في السابق من المسلمات الدينية".

وردا على سؤال "عربي21" إن كان خلع الفنانات للحجاب قرارا ذاتيا، يرجع بصورة مباشرة لقصة التدين وما يعتريها من مؤثرات مختلفة، أشارت عويس إلى أن "بعض الفنانات ربما تخلين عن شكل معين من التدين، وتبنين مفهوما جديدا للتدين مخالفا للمفهوم الرائج، خصوصا لمن يرى أن الحجاب فرض، لكن لكونهن معروفات لم يرغبن بالإعلان عن ذلك" على حد قولها.

ولفتت في ختام حديثها إلى "حضور الأسباب والدوافع الذاتية في أوساط الفنانات والإعلاميات الخالعات للحجاب، كرغبة بعضهن  في الشهرة، أو كسب المال، والحصول على فرص للعمل، أو التواجد والحضور في الوسط الفني والإعلامي".

التعليقات (2)
سمر
الإثنين، 16-12-2019 03:25 م
خلع الحجاب سببه وعي جديد بالاسلام الحقيقي
مصري جدا ،،
الجمعة، 13-12-2019 09:06 م
ليس الحجاب وحده ،، وليست الصلاة معه ،، بل هو أصل الإيمان والتوحيد الذي خلعه البعض وعادت موجة الإلحاد لتعود بنا إلى ستينيات القرن الماضي ، عندما كان الإلحاد مظهر من مظهر الثقافة والتطور والتجديد ،،، انها الموجة الجديدة التالية للصحوة الإسلامية التي انحسرت وحوصرت بعد فشل موجة الربيع العربي وغلبة الثورات المضادة ،، الثورات المضادة لم تكن ضد ثورات الشعوب فقط بل كانت ضد المحرك لهذه الثورات وهو الاسلام السياسي والإسلام عموما ،، فكان من نادي بتجديد الخطاب الديني ،، السيسي نموذجا ،، وكان من نال من الثوابت الإسلامية ورموز الاسلام بل ومصادر الاسلام خاصة كتب السنة والحديث الشريف ،، وكما صاحب الصحوة الإسلامية الدعاة الجدد ،، صاحب الثورات المضادة دعاتها الجدد أمثال إسلام بحيري وخالد الجندي وإبراهيم عيسى وغيرهم ،، وتراجع دور المؤسسات الدينية خاصة الأزهر والأوقاف ودار الإفتاء بعد تغول المؤسسة الأمنية فيهم وبدأ انهم أصبحوا أذرع أمنية باطشة وليست مؤسسات دعوية مربية ،،، غياب الدور الدعوي للمؤسسات الدينية وغياب جماعات الحركة الإسلامية ،، داخل السجون ،، أوجد فراغا تمدد فيه التيار العلماني المتشدد الذي يرى الحجاب تخلفا ورجعية ،،، دينا انور ومبادرة تخلصت من حجابي ،،، ويرى بعض شعائر للإسلام تصرفات دموية ،، موضوع الأضحية وفاطمة ناعوت ،، وغير ذلك ،، هذا على المستوى المحلي ،، وعلى المستوى الإقليمي نرى جميعا ما يحدث في السعودية من تراجع 180 درجة واصبح حلالا ما كان حراما بالأمس وحوصرت هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وسجن العلماء في السعودية الجديدة سعودية الترفيه ،، وعلى المستوى العالمي زادت ظاهرة الاسلاموفوبيا بدعم من بعض بلدان العرب وفي المقدمة الامارات ،،، أتصور انها مرحلة ،، مرحلة تدافع وهي سنة كونية ،د والايام دول ، لكن الأهم ،، أن تعي حركات الاسلام السياسي أن دورها الدعوى والتربوي وخدماتها الاجتماعية والتعليمية والصحية ، مع دور سياسي محدود لخدمة ما سبق ،د اهم للشعوب والإسلام الف مرة من الصراع على السلطة دون جاهزية ،، وما نحن فيه جزء كبير منه بسبب سوء تقدير الحركة الإسلامية ،، وفي المقدمة الاخوان ،، للموقف من الصراع على السلطة دون جاهزية ،،