صحافة دولية

الغارديان: هكذا ساهم البريكسيت بهزيمة حزب العمال

الغارديان: ستكون للجيل الجديد من ناخبي "المحافظين" توقعات لن يكون الحزب مهيئا لتقديمها- جيتي
الغارديان: ستكون للجيل الجديد من ناخبي "المحافظين" توقعات لن يكون الحزب مهيئا لتقديمها- جيتي

نشرت صحيفة "الغارديان" مقالا للصحافي رفائيل بيهر، يقول فيه إن الجيل الجديد من ناخبي حزب المحافظين ستكون له توقعات اقتصادية واجتماعية وثقافية لن يكون الحزب مهيئا لتقديمها.

ويقول بيهر في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إن "المصوتين الذين دفعوا بوريس جونسون ثانية إلى رئاسة الوزراء لم يصادقوا على حزب المحافظين بصفته حزبا جديدا يرتدي ألوان المحافظين القديمة، ولا يزال هناك المزيد من النتائج، لكن خسارة العمال لدوائر بلايث فالي ووركنغتون ودارلينغتون للمحافظين، قد تبرز رمزية لبداية ليلة مظلمة لحزب العمال".

 

ويشير الكاتب إلى أن "مقعد نورثمبلاند كان بعيدا عن أيدي المحافظين لأجيال، وكان محميا بغالبية 7915 صوتا، إلا أن هذا الحاجز الانتخابي انهار، والملاحظ أن مرشح حزب بريكسيت كسب 3394 صوتا آخر، ما يشير إلى رغبة محلية شديدة في مغادرة الاتحاد الأوروبي لانتخاب مرشح جونسون وبعض الأصوات لتضييعها على حزب نايجل فاراج الذي كان له مرشح في الدائرة".

 

ويقول بيهر إن "القوة السياسية الجديدة للبريكسيت، التي أعقبت عام 2016، أصبحت قوة جذب مغناطيسية كبيرة على مقاعد حزب العمال في قلب المناطق العمالية التقليدية، التي لم تعد البوصلة السياسية القديمة تعمل فيها بعد الآن". 

 

ويعلق الكاتب قائلا إنه "من التبسيط الزائد عزو انهيار حزب العمال إلى الحساسية البالغة التي تعامل فيها مع البريكسيت، فركز مؤيدو جيرمي كوربين على هذا البعد، جزئيا لأنه عامل كبير، ورغبة منهم في حماية زعيم الحزب شخصيا وسياسته الاقتصادية من اللوم، وفي الواقع فإن أي شخص زار الدوائر التي استهدفها المحافظون خلال الحملة أدرك أن هناك مشكلتين لدى المعارضة: عدم الصبر على التأخير في الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، ونفور من زعيم حزب العمال".

 

ويلفت بيهر إلى أن "استراتيجية حملة جونسون احتاجت لهاتين القوتين لدفع الناخبين الراغبين في مغادرة الاتحاد الأوروبي إلى صندوق الاقتراع، لمنع كوربين من الوصول، ودعم جونسون الذي كان شعار حملته (لننجز البريكسيت)، فكان الأمران ضروريين للتجديد".

 

ويجد الكاتب أنه "بدا من النتائج الأولية أن الاستراتيجية كانت ناجحة، وكان التأرجح من العمال إلى المحافظين في أول ثلاثة مقاعد تم الإعلان عن نتائجها بنسبة 8.3%، وأصبحت المقاعد المضمونة للمحافظين في الجنوب أكثر ضمانا، في الوقت الذي أصبحت فيه المقاعد المضمونة للعمال في أجزاء من أواسط إنجلترا وشمالها -في واشنطن وسندرلاند الغربية مثلا- أكثر هامشية".

 

ويقول بيهر: "يجب أن يكون من الصعب جدا لحزب في الحكم أن يحصل على تحرك لصالحه، ناهيك أن يكون بالحجم الذي شهدناه الليلة الفائتة، فقد قضى المحافظون في السلطة تسع سنوات، وهاجم العمال ذلك السجل بلا هوادة خلال الحملة ومع ذلك تراجعوا في قلاعهم الانتخابية، وفي أكثر من قرن، لم يخسر حزب مقاعد بعد قضاء فترة طويلة في المعارضة، وتحدى حزب المحافظين الخواص المادية للبندول السياسي".

 

ويرى الكاتب أن "التداعيات لمستقبل السياسة البريطانية عميقة، وليس ذلك فقط لأن جونسون سيتمتع بحرية الحكم دون إعاقة من البرلمان، الذي ستكون أكثريته قائمة على مقاعد اكتسبها حزبه فيها عشرات آلاف الناخبين الذين ما كانوا حتى ليتخيلوا قبل فترة ليست ببعيدة أن يكون لديهم عضو برلمان محافظ، ناهيك عن التصويت له، فهو حصل على هذا التفويض من أناس لا يرون أنفسهم محافظين نموذجيين، ولديهم توقعات اقتصادية واجتماعية وثقافية من الحكومة، يفتقد حزب المحافظين القديم المقدرة على توفيرها".

 

ويؤكد بيهر أن "المظالم والإحباطات التي أدت إلى دعم قوي لبريكسيت عام 2016، لن يرضيها مجرد مغادرة الاتحاد الأوروبي في كانون الأول/ يناير، مع أن التحقيق القانوني لذلك يبدو الآن أكيدا، ومع أنه يمكن أن يكون جونسون واثقا من تحقيق المتطلبات الفنية (لإنجاز البريكسيت)، إلا أن علاقته مع المصوتين الجدد، الذين صوتوا بناء على مغادرة الاتحاد الأوروبي، قد تتوتر بسرعة بسبب حقيقة ماذا سيكسبون وماذا سيقدم لهم من البريكسيت". 

 

ويبين الكاتب أن "التشكك العميق من المحافظين كفكرة ليس من السهل إزالته عن طريق الزعيم، حتى لو تجاوز بوريس بنجاح التحفظات التي منعت الناس من تأييد سلفه".

 

وينوه بيهر إلى أن "هناك الكثير من التيارات الأخرى التي تسري في الانتخابات، ولا نزال لم نر كيف استخدمت ملايين الأصوات التي كانت ضد البريكسيت في الأماكن التي كان يجب فيها إفشال جونسون، كما يبدو أن ليلة حزب الديمقراطيين الأحرار كانت سيئة جدا أيضا، وسيكون مستقبل إسكتلندا موضوعا مهما، لكن إلى الآن يبدو أن إنجاز رئيس الوزراء الجديد هو كسب مصوتين جدد دون خسارة الكثير من المصوتين المحافظين التقليديين في أماكن أخرى".

 

ويختم الكاتب مقاله بالقول: "من منظور آخر: جند ناخبو البريكسيت وسيلة جديدة لتحقيق مصالحهم ومطالبهم، وسيلة ترتدي زي أقدم حزب سياسي بريطاني، وهي وسيلة مناسبة إلى الآن، لكن لنرى كيف يكون أداؤها عندما يكون إنجاز البريكسيت أكثر من مجرد شعار".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)