سياسة عربية

لوموند: الحريري يضمحل لصالح الصفدي في لبنان

صحيفة لوموند قالت إن الرئيس ميشال عون سيكلف الصفدي برئاسة الحكومة رسميا خلال أيام- أرشيفية
صحيفة لوموند قالت إن الرئيس ميشال عون سيكلف الصفدي برئاسة الحكومة رسميا خلال أيام- أرشيفية

قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إن كلا من حزب الله اللبناني وحليفه المسيحي يرفضان تشكيل حكومة مستقلة مئة بالمئة التي يطالب بها المحتجون، مؤكدة أن رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري، يضمحل لصالح رجل الأعمال محمد الصفدي.

وأكدت الصحيفة، في تقرير لها، الجمعة، ترجمته "عربي21"، أنه عقب استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، استمعت كتلة الأغلبية في البرلمان خلال الليلة الفاصلة بين يومي 14 و15 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، لإعلان تسمية رجل الأعمال محمد الصفدي على رأس الحكومة.

وذكرت الصحيفة أن الصفدي، الذي سبق له أن شغل منصب وزير المالية، سيجد نفسه على رأس حكومة مكونة من مسؤولين سياسيين ومستقلين على أمل إرضاء طلبات المحتجين المناهضة للنظام، والتي تهز بلاد الأرز منذ شهر.

وأضافت أن "كل من حزب الله، وحركة أمل، والتيار الوطني الحر، والحزب المسيحي الذي ينتمي إليه وزير الشؤون الخارجية جبران باسيل، عبّروا عن قبولهم للصفدي بعد أن فشلوا في إيجاد حل وسط مع الحريري، الذي يعد خيارهم الأول لتشكيل حكومة جديدة".

 

اقرأ أيضا: بري: جهات مصرفية تفتعل الإضراب وتخنق الاقتصاد اللبناني

ووفقا لمحيطين به، أعلن الحريري عن موافقته على اختيار محمد الصفدي، وهو مليونير يبلغ من العمر 75 سنة كون ثروته في السعودية، وسبق له أن دعم المرشحين المؤيدين للحريري في طرابلس خلال الانتخابات التشريعية لربيع 2018. وفي النظام الطائفي اللبناني، يتولى رئاسة الحكومة عضو من أبناء الطائفة السنية، فيما يكون رئيس الجمهورية مسيحيا ورئيس البرلمان شيعيا.

"أراد الحريري حكومة عمل"

وأوردت الصحيفة أنه وقع التوصل إلى حل وسط، من شأنه أن يشفي غليل مطالب الشارع خلال اجتماع ليلي في بيت الوسط، مقر إقامة الحريري في بيروت. ومن المرجح أن يعلن الرئيس عون عن الاتفاق، الذي تم خلف الكواليس، رسميا خلال الأيام القادمة. ويخول لرئيس الجمهورية، وفقا للدستور اللبناني، تسمية رئيس الحكومة بعد مشاورات مع الكتل البرلمانية.

وتعثرت المفاوضات بين سعد الحريري من جهة، والحركات الشيعية والتيار الوطني الحر من جهة ثانية، بعد الخلاف حول طبيعة الحكومة المستقبلية. وأراد الحريري، الذي استقال يوم 29 تشرين الأول/ أكتوبر تحت ضغط الشارع، حكومة تتكون حصرا من شخصيات مستقلة يقع اختيارها وفقا لخبراتها.

ونوهت الصحيفة بأن شعار المحتجين اللبنانيين "الكل يعني الكل"، يدعو إلى تغيير شامل للطبقة الحاكمة المتهمة بالفساد وبالعجز عن إخراج البلاد من الركود الاقتصادي الذي تغرق فيه.

وحسب أحد المقربين من الحريري، الذي رفض الإفصاح عن اسمه، فإن "الحريري كان مقتنعا بأنه في حالة تأسيس حكومة جديدة بنفس النمط السابق، فإن ذلك سيكون بمثابة عملية انتحار جماعي".

وأفاد مقرب آخر من رئيس الحكومة المستقيل بأن "الحريري أراد حكومة عمل وليس حكومة تغمرها التناقضات، يعمل أطرافها على عرقلة بعضهم البعض بشكل دائم".

"نقص في الثقة"

وقالت الصحيفة إن فكرة حكومة مستقلة مئة بالمئة لقيت رفض كل من حزب الله والتيار الوطني الحر، حيث رفض وزير الشؤون الخارجية جبران باسيل، الذي يطارده السخط الشعبي، أن يقع استبعاده من تشكيل الحكومة الجديدة، كما أنه يرى أن هذا التجديد يجب أن يتم في ظل تواجد الحريري في منصبه.

وذكرت أن حزب الله، الذي وصفته بأنه ممثل إيران في الشام، يقدم نفسه على أنه بطل الحرب ضد إسرائيل، يتخوف من تشكيل حكومة يكون فيها خارج الحسابات خصوصا تلك المتعلقة بقرارات الدفاع الوطني، كما أنه كان متخوفا من أن تهدد هذه الحكومة الجديدة مصالح طهران.

وأشارت الصحيفة إلى أن مخاوف حزب الله تأتت من الضغط القوي الذي تسلطه الإدارة الأمريكية في الأشهر الأخيرة على السلطات اللبنانية، بما في ذلك القطاع المصرفي، للتخلي عن حزب الله.

في السياق ذاته، أكد أحد مستشاري الحريري أنه "كان مستعدا لتقديم ضمانات حتى لا تشعر الأطراف الأخرى بالخوف، لكن هذا لم يكن كافيا، مما يدل على نقص في الثقة".

وذكر الخبير السياسي، كريم بيطار، أنه "من الغريب أن نرى بعد شهر من المظاهرات ضد نظام الأوليغارشية (حكم الأقلية) وعدم المساواة اسما فقط تمكنت أحزاب النظام الطائفي من ترشيحه، وهو اسم شخصية من المؤسسة السياسية المالية. ولكن للخروج من الأزمة، كان من الأجدر اتخاذ إجراء قوي ورمزي ومؤسس".

التعليقات (0)