ملفات وتقارير

حديث وزير دفاع العراق عن قتل المتظاهرين يتفاعل.. ماذا وراءه؟

نائب عراقي: تصريح وزير الدفاع يدين الحكومة ويدل على عجزها- جيتي
نائب عراقي: تصريح وزير الدفاع يدين الحكومة ويدل على عجزها- جيتي

أثار وزير الدفاع العراقي نجاح الشمري جدلا واسعا في الأوساط السياسية والشعبية، بتصريحات أطلقها من باريس، الخميس، عن وجود "طرف ثالث" يقتل المتظاهرين، ويستورد البنادق والقنابل الغازية خارج سياق الحكومة.

تصريحات الشمري سرعان ما تفاعلت في البرلمان العراقي، إذ وصفها عدد من النواب بـ"الخطيرة" وطالبوا بتشكيل لجنة تحقيق برلمانية وأخرى حكومية لكشف الجهات التي قتلت المتظاهرين.

إدانة للحكومة

وفي حديث لـ"عربي21" قال النائب عن تحالف "سائرون"، غايب العميري، إن "رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية محمد رضا الذي ينتمي إلى سائرون طالب رئاسة البرلمان بتشكيل لجنة تحقيق برئاسته لمعرفة الحقائق، وماهية المعلومات التي أدانت الحكومة في تصريحات الشمري".

وأوضح، أن "التصريح يدين الحكومة، ويدل على عجز الحكومة على السيطرة على الدولة ككل والبلد بشكل كامل، التصريح فيه خطورة، وننتظر تشكيل اللجنة البرلمانية لمعرفة مصداقية ما قاله الشمري، وأين هي الحكومة عن الطرف الثالث الذي يقتل ويقمع المتظاهرين؟".

 

اقرأ أيضا: مقتل 4 محتجين بانفجار سيارة مفخخة وسط بغداد (شاهد)

وأكد النائب "وجود حقائق في تصريحات الشمري، وهناك شيء ملموس مما ذكره، إذ صرح قبله رئيس الحكومة بأن من خطف اللواء في وزارة الداخلية قبل أيام لا تعرف من يقف خلفه"، مشيرا إلى أن "وصول الحكومة إلى مرحلة من العجز بأنها لا تعرف من يخطف المتظاهرين والمسؤولين، فهذه مشكلة وعلى البرلمان أن يضع حلا لها".

تهرب من المسؤولية

من جهته رأى عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية السابق، حامد المطلك في حديث لـ"عربي21" أن "التفسير المنطقي لتصريحات قائد أكبر جهة أمنية في البلد وهي الجيش العراقي، بأنه يتهرب من المسؤولية ومحاولة النأي بنفسه عما يجري للمتظاهرين من قمع وقتل".

وأضاف أن "وزير الدفاع وهو نائب القائد العام للقوات المسلحة، إذا لم يستطع أن يحدد من هي الجهة التي قمعت المتظاهرين، فهذا أمر خطير للغاية، وهو تنصل عن المسؤولية وتخبط كبير، وإبعاد الذات عن المسؤولية التي يجب أن تطال جميع القوى السياسية والحكومة بشكل كامل".


وتابع المطلك: "الحكومة مسؤولة مسؤولية مباشرة عن سقوط أكثر من 20 ألفا بين قتيل وجريح من المتظاهرين، والتهرب من المسؤولية لن ينفع وزير الدفاع بشيء على الإطلاق"، لافتا إلى أن "تصريحات الوزير إما تهرب من المسؤولية أو محاولة خلط الأوراق أو التستر على أشياء معينة".

وطالب النائب السابق، وزير الدفاع بأن يعترف بشكل واضح عن الجهات ويتحمل مسؤوليته أمام الرأي العام العراقي والعالمي والقانون، متسائلا: "عن أسباب بقاء الوزراء الأمنيين ورئيس الحكومة حتى الآن في مواقعهم وعدم تقديمهم الاستقالة إذا لم تستطيعوا حماية شعبكم؟".

تصريحات متعمدة

ورجحت مصادر سياسية طلبت عدم الكشف عن هويتها لـ"عربي21" أن يكون الشمري قد تعمد إطلاق مثل هذه التصريحات، لأن حديثا يدور عن نية رئيس الحكومة استبداله ضمن 10 حقائب وزارية يسعى عبد المهدي طرحها للتغير في البرلمان، ضمن خططه للإصلاح.

واستدلت المصادر في حديثها على أن الشمري وهو عضو في اللجنة الحكومية السابقة التي شكلها رئيس الوزراء لكشف المتورطين بقتل المتظاهرين، وأن حديثه عن "طرف ثالث" قد يعبر عن وجود انقسام داخل الحكومة حول تقرير اللجنة الذي لم يكشف للرأي العام العراقي حول الجهة التي قتلت المتظاهرين.

 

اقرأ أيضا: وزير الدفاع العراقي ينفي امتلاك أسلحة قتل المتظاهرين (شاهد)

وكان وزير الدفاع العراقي قد صرح خلال مؤتمر صحفي أثناء زيارته إلى باريس، بأن "البندقية التي تستخدم للغازات مداها من 75 إلى 100 متر والغاز الموجود والعتاد الموجود هو عتاد يستخدم في جميع دول العالم في مثل هذه الظروف".

وأضاف أن "الغريب بالأمر حدثت إصابات لأشخاص يبعدون عن القوات الأمنية أكثر من 300 متر، فبعد الذهاب إلى الطب العدلي واستخراج المقذوفات من أجساد القتلى ورؤوسهم وجدنا أن العتاد هذا لم يُستورد من أي جهة عراقية".

وأوضح الشمري، أن "البندقية المستخدمة في إطلاق القنابل والعتاد (الغاز المسيل للدموع) دخلت إلى العراق ليس عن طريق الحكومة العراقية، فكان استخدامه سيء".

وأشار إلى أن "وزن المقذوف الذي قتل المتظاهرين ثلاثة أضعاف وزن المقذوف الذي كانت تستخدمه القوات الأمنية المختصة"، مؤكدا وجود "طرف ثالث"، لم يسمه، هو من قمع المتظاهرين.

توضيح من الدفاع

وعقب تصريحات الشمري، أصدرت وزارة الدفاع العراقية توضيحين اثنين، الأول قالت فيه إن الوزير قصد بـ"الطرف الثالث" الذي يقوم باستهداف المتظاهرين السلميين والقوات الأمنية  وقتلهم، هم "عصابات" تستخدم الأسلحة وتستخدم قنابل الدخان القاتلة ضد أبناء شعبنا من المتظاهرين والقوات الأمنية، ونبرئ الأجهزة الأمنية من استخدامها.

وفي توضيح ثان خلال اليوم ذاته، قالت الوزارة إن "الشمري أشار في تصريحه إلى القوات المسلحة، في إشارة إلى الجيش والشرطة والحشد ومكافحة الإرهاب والبيشمركة، وإن هذه القوات لم تستورد القنابل الدخانية التي قُتل بها المتظاهرون، إنما استخدمها "الطرف الثالث" الذي أشار إليه الوزير".

 

اقرأ أيضا: قتلى خلال محاولة الأمن العراقي تفريق تظاهرة في بغداد

وبخصوص "الطرف الثالث" قالت الوزارة إنهم "عددٌ من الأشخاص ممن يحملون السلاح قاموا باستهداف القوات الأمنية والمتظاهرين لغرض زرع الفتنة فيما بينهم".

وتابعت: أن "القوات المسلحة تلتزم بأمر وتوجيه القائد العام للقوات المسلحة بعدم حمل السلاح باتجاه المتظاهرين، رغم سقوط المئات من القوات المسلحة بين شهيد وجريح".

ويأتي التوضيح الأخير بعد بيان للحشد الشعبي، رفض فيه اتهامات وجهت إليه عبر نشر وثيقة قال إنها "مزورة" تظهر بأنه هو من استورد القنابل المسيلة للدموع التي تقتل المتظاهرين، مشيرا إلى أن "الحشد" يتعرض لـ"حملة تسقيط" تتبناها "مؤسسات دولية" تتدخل في الشأن العراقي.

وفي 7 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، قالت منظمة "العفو الدولية" إن "جزءا كبيرا من المقذوفات الفتاكة هو قنابل غاز مسيل للدموع إم 651  - M651، وقنابل دخان إم 713  M713 صنعتها منظمة الصناعات الدفاعية الإيرانية".

2
التعليقات (2)
حفيد الحسن (ع)
السبت، 16-11-2019 01:34 م
...الطرف الثالث هي السفارة الايرانية في بغداد والتي تعتبر مركز القرار الحقيقي في العراق ..ذلك ان جميع الاحزاب الشيعية المتنفذة والميليشيات المنضوية تحت لواء مايسمى بالحشد الشعبي التي شكلتها ايران بعد ان طلبت من المرجع الشيعي الاعلى السيستاني باصدار فتوى بتشكيلها تأتمر باوامر وتعليمات السفارة الايرانية في بغداد بالاضافة الى كلاب ايران المطيعة المتمثلة بفيلق بدر الذي يتزعمه المجلس الثوري الاسلامي الاعلى بزعامة الحكيم ..وميليشيا حزب الدعوة بجناحيه للمالكي .. والاخر لابراهيم الجعفري..اضافة الى جيش المهدي الاجرامي الاخر بزعامة مقتدى الصدر والذي رغم ادعائه الكاذب بعدم تأثره بالفتوى الايرانية الا انه من اكبر داعمي السياسة الايرانية في العراق بالخفاء..وبقية كلاب ايران وزعماء عصاباتها في العراق من اامثال واثق البطاط زعيم جزب الله العراقي ولواء علي الاكبر ..والحسين ..وثار الله ..وبقية الله ..وغيرها من ذيول ايران ...هؤلاء جميعهم يستوردون السلاح ولديهم ارصفة في الموانيء العراقية لها مطلق الاستقلالية في توريد واستيراد مايريدون دون ان تتدخل السلطات الرقابية والحدودية على الاطلاق ...هؤلاء هم من يستورد السلاح حتى من اسرائيل ..وهم المسؤولون عن قتل المتظاهرين تحت مراقبة وتعليمات ضباط المخابرات الايرانية في السفارة الايرانية في بغداد.
مصري
السبت، 16-11-2019 08:07 ص
نفس المسار الصهيوني المضاد لثورة 25 يناير ، اللهو الخفي و وزير الدفاع العراقي ما هو سوي خرقة في يد الموساد الاسرائيلي و وكالة المخابرات الامريكية و توقعوا منه أقذر و أسفل و أحط الجرائم في حق المتظاهرين كما فعل كلب الموساد في مصر السيسي الملعون و عصابته من الجيش و الداخلية المجرمين الإرهابيين .