ملفات وتقارير

بعد انسحاب "قسد" من رأس العين.. ماذا عن بقية المناطق؟

"قسد" عانت من خسارة كبيرة في صفوفها بسبب عملية "نبع السلام" التركية- جيتي
"قسد" عانت من خسارة كبيرة في صفوفها بسبب عملية "نبع السلام" التركية- جيتي

يثير قرار قوات سوريا الديمقراطية "قسد" سحب قواتها وسلاحها الثقيل من مدينة رأس العين، تساؤلات عن خططها بشأن المناطق الأخرى التي تطالبها تركيا بالانسحاب منها أيضا شرق الفرات في شمال شرق سوريا.

 

وتعتزم تركيا إقامة "منطقة آمنة" في الشمال السوري، خالية من التنظيمات التي تصنفها "إرهابية"، أبرزها قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردية.

 

وكانت وزارة الدفاع التركية، قد أكدت مساء الأحد، خروج قافلة تضم نحو 125 عربة عسكرية لـ"قسد" من رأس العين، نزولا عند المهلة التي كانت قد حددتها أنقرة في إطار تفاهمها مع واشنطن، على انسحاب "قسد" من المنطقة الآمنة المتفق عليها.

 

اقرأ أيضا: المعارضة السورية تنفي انسحاب "قسد" من كامل رأس العين

المتحدث باسم "قسد" كينو كبريئل، قال في بيان: "في إطار اتفاق الوقف المؤقت للعمليات العسكرية مع الجانب التركي وبوساطة أمريكية، تمّ اليوم إخلاء مدينة رأس العين من مقاتلي "قسد" بشكل كامل، ولم يعد لدينا أي مقاتلين داخل المدينة".

والخميس الماضي، كانت تركيا والولايات المتحدة، اتفقتا على تجميد القتال بعملية "نبع السلام" ومنح هدنة مدتها خمسة أيام، للسماح لـ"قسد" بالانسحاب.

جولة ثانية

من جانبه، استبعد القيادي العسكري في "الجيش الحر" النقيب عبد السلام عبد الرزاق، أن تمتثل "قسد" للانسحاب الكامل من المناطق الحدودية التي تعتزم تركيا دخولها.

وقال لـ"عربي21" إن "قسد تنوي التحايل على ذلك، بتوسيع المواجهات مع تركيا، وإدخال النظام كطرف فيها".

وتابع عبد الرزاق بأن "قيادات قسد، وتحديدا من القادمين من جبال قنديل، لا يبالون بخسارة الأرواح، ولذلك من غير المطروح لديهم الانسحاب، وهذا ما يؤشر إلى أن جولة ثانية من القتال تلوح في الأفق".

ووفق قراءته، "فإن انهيار قسد سيكون سريعا، وتضطر من بعدها للانسحاب، بعد أن يسحب النظام قواته كعادته، ويترك المقاتلين الأكراد أمام المواجهة، في إعادة لما جرى في عفرين، تماما"، بحسب قوله.

 

اقرأ أيضا: قائد "قسد": ما حصل تفاهمات وليس اتفاقا مع النظام السوري

المنظومة العسكرية لـ"قسد"

 
وعلى النقيض من ذلك، رجح الخبير العسكري والاستراتيجي، العقيد عبدالله الأسعد، عدم إقدام "قسد" على خيار المواجهة مجددا، بعد أن "انهارت منظومتها العسكرية في الجولة الأولى للقتال"، وفق قوله.

وأضاف لـ"عربي21"، أنه رغم دفع بعض الأطراف الدولية والإقليمية، العربية منها على وجه التحديد، لقيادات "قسد" بعدم الانسحاب، إلا أن الأخيرة لم تعد قادرة على المواجهة مجددا.

لكن ذلك لا يعني تسليما كاملا بقرار الانسحاب، والحديث للأسعد، الذي أضاف: "ستحاول قسد استجداء الغرب، كما حاولت عبر ورقة أسرى تنظيم الدولة".

وفي هذا الصدد، أشار الأسعد إلى دعوات قيادات من "قسد" إلى ضرورة نشر قوات "حفظ سلام" أممية في المناطق التي تنسحب منها، تحت ذريعة "المخاوف من مجازر عرقية".

وكان القيادي البارز في "الإدارة الذاتية" التابعة لـ"قسد"، آلدار خليل، قد طالب بإرسال قوات "حفظ سلام" لإدارة "المنطقة الآمنة"، زاعما عبر صفحته الشخصية، أن "وجود تركيا كطرف وحيد، لا يعني جلب الاستقرار للمنطقة، وإنما مزيدا من الفوضى".

التعليقات (0)