سياسة عربية

عصام حجي: لهذا السبب يخشى نظام السيسي من علماء مصر

عصام حجي هو أحد العلماء المصريين الذين أعلنوا معارضتهم لنظام السيسي- عربي21
عصام حجي هو أحد العلماء المصريين الذين أعلنوا معارضتهم لنظام السيسي- عربي21

تحدث عالم الفضاء المصري والمستشار الرئاسي السابق، عصام حجي، عن سبب خشية نظام عبد الفتاح السيسي، من العلماء.

حجي، وفي مقال نشره موقع "الجزيرة نت"، قال إن النظام المصري، كرس سياسة محاربة الدولة العسكرية للعلماء، "سواء كان هذا الصراع متعلقًا بعلماء الدين مثل الشيخ يوسف القرضاوي، أو بعلماء العلوم الحديثة مثل الدكتور أحمد زويل؛ فكان أن نُفي الأول ومُنع الثاني من حقه في الترشح لرئاسة البلاد"، بحسب قوله.

 

وبحسب حجي، فإن السبب خلف محاربة السيسي للعلماء، هو أن "العلماء يرون أن المنطق والتجربة والبراهين هي أساس القرار الرشيد، بينما يرى المستبد دومًا أن الولاء والعاطفة هما أساس المواطنة، فتختفي الكتب والمكتبات وتعم الأغاني الوطنية يمينًا وشمالًا لتسرد أمجادًا واهية من نسج الخيال، في دولة أنهك الفقرُ والمرض والجهل كلَّ حي فيها".

 

وقال حجي، إنه "وعلى مر قرون طويلة في عالمنا العربي؛ صارع العلماء ظلام الاستبداد بفكرهم المستنير، وهجر ابن خلدون وعبد الرحمن الكواكبي وكثيرون أمثالهم أوطانهم، ولجؤوا إلى مصر التي كانت واحة للفكر الوسطي المستنير، في عالم كانت فيه الحرية الفكرية لا تزال في مهدها".

 

وتابع أنه "من سخرية القدر أن تكون مصر اليوم هي المكان الذي يهجره العلماء، لمجرد مطالبتهم بأن يكون العلم أساسًا لهويتهم وطريقًا لبناء مستقبل الأمة".


وأردف قائلا: "يتفق العلم والدين في مصر على أن الشورى هي أساس الطاعة، بينما يرى الاستبداد أن رجاله ذوو ملكة خاصة، يرون ما لا يراه الآخرون، ويقررون ويبتّون في مصائر الناس بالارتجال، فتهدر الأموال وتضيع آمال الجموع في غد أفضل. ولا تأتي طاعة المواطن للقوانين في المجتمع المستنير خوفًا من بطش العقاب، ولكن لإحساسه بأن رأيه جزء من سن هذه القوانين".


ونوه عصام حجي، إلى دور إعلام السلطة بمصر، في محاربة العلماء، في العقود الأخيرة؛ عبر رسم صورةَ العالِم المثالي كإنسان معزول في معمله، منكبًّا طوال الوقت على عِلمه، مطيعًا لقادته، والأهم من ذلك أن يكون غير مكترث أبدًا بالتغيرات المجتمعية المحيطة به؛ وهذه الشخصية تُعرف بـ"العالِم الوطني"، على حد قوله.

 

وتابع أن السلطة في مصر قامت بخلق صورة هزلية من خلال أعمال درامية وسينمائية، ونشر أخبار كاذبة ومضللة، تبيِّن صورة العالِم كأنه إنسان يهذي، بهدف إفقاد الجموع الثقة في العلم والعلماء.

 

وتابع أن النظام المصري، تعمد تكريم وإعلاء قلة من العلماء الذين تعففوا عن محاربة الجهل والاستبداد المتفشي والمستشري في أنحاء الأمة، ووصفتهم بأنهم علماء متخصصون يركزون في عملهم و"ملهمش في السياسة". وهي كلمة حق يراد بها أبشع باطل بتنازل المتعلمين عن دورهم في التغيير، فلا يزعج هؤلاء أن تتراكم الأبحاث في الخزائن المترَبة داخل أروقة المراكز البحثية، بينما يعم الجهل كل أنحاء البلاد، بحسب حجي.

 

وبحسب حجي، فإن الديمقراطيات الحديثة تختص بفصل الدولة عن الدين، فيما تختص مصر تحت الحكم العسكري بفصل الدولة عن العلم.

 

وتساءل حجي: "أي بلاد هذه التي يكون الجهلُ فيها بالحقائق أساسَ الاستقرار، ويكون العلمُ فيها أساسَ التوتر؟ ترى الأنظمة المستبدة أن الجامعات والمراكز البحثية هي معقل المعارضين للسلطة؛ ولذلك تتعمد إتلاف هذه المؤسسات إداريًا وماليًا وفكريًا، حتى تصبح مؤسسات صورية تعيش على الإعانات الخارجية، أو من بقايا الميزانية السنوية للدولة في أحسن الظروف، وهذا هو السبب الأساسي في التراجع المستمر لمكانة الجامعات المصرية".

 

يشار إلى أن عصام حجي هو أحد العلماء المصريين الذين أعلنوا معارضتهم لنظام السيسي، وهو ما دفع الإعلام المصري لشن هجوم عنيف عليه.

 

اقرأ أيضا: يحيى حامد: هذا هو حجم القروض والمساعدات بعهد نظام السيسي

 

التعليقات (1)
مصري
الخميس، 17-10-2019 07:56 ص
طبيعي جدا جدا أن يخاف و يرتعب ابوجهل كلب الموساد في مصر السيسي من العلماء ليس فقط و لكن من كل المتعلمين في مصر و لهذا فالسيسي يقود اكبر حملة لتجريد التعليم في مصر و تخريج أجيال فارغة لا تعرف من التعليم إلا ورقة مكتوب فيها أنه تعلم و العلم منه براء ، و لكي لانكون ظالمين للسيسي فالشعب المصري أيضا مدان في هذة الجريمة النكراء ، لأن الشعب قد وضع العلم و التعليم في ادني مرتبه له و لذلك رأينا علماء السلطان في شتي التخصصات سواء في العلوم الشرعية او الاجتماعية او الطبيعية و رأينا من الأراء و الفتاوي و التوصيات ما يناقد العقل السليم بل و الفطرة الخيرة التي فطرنا عليها الله و وجدنا ان الشعب قد قدم الغش علي الاجتهاد و التحصيل و المذاكرة و اصبحت الواسطات هي بوابة النجاح في كل المستويات و اصبح بالفعل الشعار الحالي هو ان " العلم لايكيل بالبذنجان " كما سمعنا في المسرحية الرديئة الهذلية الركيكة التي كانت مقدمة و اسهاما مدمرا للتعليم في مصر و اعتقد أنها كانت مؤامرة كبري من جهات سيادية عميلة و بإذن الله لسوف يأتي يوما يفتضح فيه الدور الخسيس و الوضيع و التخريبي لهذة الجهات السيادية و توظيفها للفن في تجهيل و تغييب الشعب و تبديل القيم و الاخلاق و محاربة الاسلام و مبادئه الساميه لدي الجهلاء و الاغبياء من عامة الشعب و خاصة من يطلقون علي انفسهم بالمثقفين و ما ينادون به من حرية الابداع التي هي الاباحية لكل ماهو منحط و لا انساني و كل ما هو في طريق الشيطان .