سياسة عربية

تكرار الإخفاء القسري في الشرق الليبي.. جنائي أم مخطط له؟

شخصيات سياسية واقتصادية تعرضت للاختطاف بمناطق سيطرة حفتر- جيتي
شخصيات سياسية واقتصادية تعرضت للاختطاف بمناطق سيطرة حفتر- جيتي
تكررت عمليات الخطف والإخفاء القسري في الشرق الليبي، الذي يسيطر عليه اللواء خليفة حفتر،  في الفترة الأخيرة سواء لمسؤولين أو ناشطين أو مغتربين أجانب، ما طرح تساؤلات حول طبيعة هذه الحوادث وما إذا كانت جنائية أم مخطط لها من قبل "حفتر" لإسكات أي صوت معارض هناك.

وشهد شرق البلاد عمليات اختطاف كثيرة من قبل مسلحين يخفون وجوههم، وكانت أشهر هذه العمليات ما تعرضت له النائبة في البرلمان، سهام سرقيوه بعدما انتقدت "حفتر" وطالبت بمثوله أمام البرلمان بعد عدوانه على العاصمة، وأثار اختطافها ردود فعل محلية ودولية واسعة، ولم يعرف مكانها حتى الآن.

"خطف ممنهج"

كما تعرض رئيس هيئة الرقابة الإدارية بمدينة البيضاء (شرق)، عبدالسلام الحاسي للاختطاف على يد قوات تابعة للحكومة الموالية لحفتر، وذلك على خلفية تقرير للجهاز التابع للبرلمان للعام 2018، الذي رصد تجاوزات مالية وإدارية كبيرة للحكومة الموازية، والذي طالب البرلمان بمساءلتها وكل من يتبعها من المتورطين في الفساد".

وسبق هذه الحوادث، اعتقال اللواء، أحمد العريبي قبيل تنصيبه بيوم رئيسا للاستخبارات العامة في الشرق، بتزويد لجنة الخبراء بالأمم المتحدة بملف متكامل عن الفساد المالي في الشرق، تضمن وثائق وأدلة تثبت تورط صدام، نجل خليفة حفتر، في سرقة ملايين مودعة في مقر البنك المركزي في بنغازي.

ومنذ يومين، تعرض  نقيب المحاميين الليبيين السابق، أبوبكر السهولي للاختطاف على يد "مجهولين" اقتحموا مكتبه، واقتادوه إلى جهة غير معروفة ، بحسب ما أعلن عنه عدد من المحاميين بمدينة بنغازي الخميس الماضي خلال وقفتهم الاحتجاجية".

"أين الأمن والأمان؟"

من جهتها، طالبت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا (مستقلة) الأجهزة الأمنية في الشرق الليبي بضبط الأمن ومكافحة الجريمة المنظمة وملاحقة الخارجين عن القانون، معربة عن قلقها واستنكارها حيال تصاعد مؤشرات الجرائم الجنائية والجريمة المنظمة بأحياء ومناطق عديدة في مدينة بنغازي".

وطرح تكرار هذه الحوادث تساؤلات من قبيل: اين الأمن والأمان الذي يزعمه "حفتر" وقواته؟ وهل يستخدم الجنرال الليبي سلاح "الإخفاء القسري" لردع مناوئيه وإخافتهم؟.

"عصابات قمعية"

وقالت الناشطة من الشرق الليبي، نوارة شعبان إن "جريمة اختطاف نقيب المحامين ليست بجديدة وتم الكشف عنها لشهرة ومكانة الرجل فقط، لكن جرائم الاختطاف والقتل تحت التعذيب مستمره في مدينة بنغازي التي يحكمها "حفتر" وأبناؤه ويزعمون أنها مدينة "الأمن والأمان".

وأضافت لـ"عربي21" أنه "رغم وجود الشرطة هناك بمختلف مسمياتها وإمكانياتها إلا أن "بنغازي" أصبحت بالفعل "غابة" تحكمها عصابات قمعية ولا وجود لمعالم الدولة فيها إلا في وسائل الإعلام فقط، وهذه العصابات هي الحاكم الفعلي، وبعض الجرائم تتم بدافع جنائي وبعضها بدافع قمع وإسكات خصوم "حفتر"، كما قالت.

"صراع سلطة ونفوذ"

ورأى الناشط الليبي، محمد خليل أن "شرق البلاد تحول إلى غابة كبيرة يرتع فيها المجرمون كيف ما شاءوا ويتصارعون فيما بينهم من أجل السلطة والمال وهذا كله بإشراف "حفتر" الذي نصب نفسه زعيما للشرق ويريد الأوضاع السيئة أن لاتنتهي أبدا".

وأوضح في تصريح لـ:عربي21" أن "حفتر يستغل هذه الأوضاع السيئة في "إرهاب" جميع المواطنين سواء بالإختطاف والقتل ليضمن إسكات جميع الأصوات المعارضة له عبر هذه العصابات الإجرامية، وفي الأخير يظهر وكأنه ليس المسؤول عن هذه الجرائم رغم ادعائه أنه يمتلك السلطة وحريص على الأمن"، كما أشار.

وأين الموقف الدولي؟

وتساءل المحلل السياسي الليبي، إسماعيل المحيشي عن "دور المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية الدولية في رصد وإدانة هذه الانتهاكات والجرائم ومن يقومون بها، فمنذ بداية عملية "حفتر "العسكرية المسماة "الكرامة" أصبح كل شيء مستباح من قتل واختطاف وتدمير ممتلكات لكل من ينتقد هذه العملية".

وتابع: "هذه الانتهاكات رصدها وتحدث عنها حتى المقربين من "حفتر" والذين انقلبوا عليه أو تركوا مشروعه وظهروا إعلاميا ليؤكدوا حجم هذه الانتهاكات التى حدثت في السجون والمعتقلات أو في الشارع، ليظل السؤال:أين المجتمع الدولي من ذلك؟"، كما قال لـ"عربي21".
التعليقات (0)