مدونات

مصر ما بين محمد علي الأول ومحمد علي الثاني

كاتب آخر
كاتب آخر
قديما قالوا التاريخ يعيد نفسه، ولكن أن ترى التاريخ يعيد نفسه مع نفس الاسم فهذا قمة الإعجاز.

في شهر آذار / مارس 1811 قام والي مصر "محمد علي" بمذبحة القلعة. وكان الغرض من هذه المذبحة التخلص من المماليك وما يتبع ذلك من تخلص من نفوذهم سواء في الجيش أو الاقتصاد أو غيره، والتأسيس لمرحلةٍ جديدةٍ بعيداً عن هؤلاء المماليك. ومن الغريب أن محمد علي قد صنع على عين هؤلاء المماليك، ولكن في السياسة كما في غيرها لا يوجد عداوات دائمة ولا صداقات دائمة ولكن توجد مصالح دائمة، وعندما اختلفت المصالح ما بين محمد علي وبين هؤلاء المماليك كانت المذبحة الشهيرة، والتي أسست لحكم امتد 141 عاما وانتهى هذا الحكم بانقلاب 1952 أو ما سمي بثورة الضباط الأحرار.

وعندما أعاد التاريخ نفسه وبعد حوالي 208 سنوات، وهذه المرة ليس على يد والي ولا قائد بالجيش، إنما على يد رجل أعمال، وتشاء قدرة السميع القدير أن يكون اسمه "محمد علي" أيضا. وهذه المرة لم تستخدم السيوف، ولم ترق الدماء، بل استخدم وسائل تواصل حديثة مثل فيسبوك وتويتر ويوتيوب، وأصبحت مقاطع "محمد علي" ينتظرها الملايين ليس في مصر وحدها، بل في كل الوطن العربي.

كيف لا ورجل الأعمال هذا، صُنع على يد نظام العسكر، ويُعتبر جزءاً من هذه المنظومة واشترك في المناقصات والمقاولات منذ أكثر من 15 عاما.

لاقت هذه المقاطع الرواج الكبير لأن الموطن المصري والعربي لمس فيها المصداقية لما تحويه من كم هائل من المعلومات عن فساد هذه المنظومة والممتد منذ أكثر من 60 عاما، وزاد هذا الفساد في الوقت الحالي حيث أن المواطن المصري يسمع كلاما من القيادة يحدثه عن الفقر والحاجة (احنا فقراء اوي) في المقابل يسمع ويشاهد مليارات الجنيهات وهي تهدر على ما لا يفيد.

لقد أسس رجل الأعمال "محمد علي الثاني" لمرحلة جديدة سيكون لها ارتداداتها، ليس على مصر فقط، بل على مصر والمنطقة المحيطة، وما حالة الارتباك التي يعيشها النظام في التعامل مع ما يصدر من "محمد علي الثاني" إلا مؤشر على قوة وتأثير هذه المقاطع في إعادة تشكيل الوعي العربي بصورة عامة، والوعي المصري بصورة خاصة نحو حكم العسكر.

وقد تكشف لنا قادم الأيام الكثير عن تأثير كلمات محمد علي الثاني على المواطن المصري والعربي، والتي قد تعادل ما فعله محمد علي الأول مع خصومه.
التعليقات (0)