مقالات مختارة

السعودية ولحظة الحقيقة

حسن البراري
1300x600
1300x600

دأبت السعودية على توجيه اتهامات مباشرة لإيران بأنها تقف خلف الهجمات المتتالية على العمق السعودي، لكنها -أي السعودية- لا تقدم على أي خطوة عسكرية تستهدف إيران وتكتفي فقط بالتعبير عن إدانتها لما تقوم به إيران. وهذا بدوره يطرح سؤالا حول الغاية السعودية من تحميل إيران مسؤولية الهجمات على العمق السعودي، في وقت تعجز فيه الرياض عن رفع الكلفة على إيران لعلها تكف يدها.


للوهلة الأولى، يبدو أن الرياض عاجزة عن مواجهة إيران، وبخاصة بعد أن تورطت في مستنقع اليمن الذي أضعف السعودية، وجعلها غير قادرة على الأخذ بزمام المبادرة. لكن من يدقق في التسليح السعودي، لا يمكن له إلا أن يلاحظ أن السعودية تمتلك منظومات عسكرية لا مثيل لها في منطقة التوتر، ومع ذلك تحولت السعودية إلى قوة لا يخشاها أحد. هذه هي مشكلة الرياض الرئيسية أن مكانتها في المنطقة تراجعت كثيرا، بالرغم من فائض القوة والدعم الأمريكي وبخاصة من قبل إدارة ترامب، التي قامت بحماية وليّ العهد السعودي بعد أن تلطخت صورته بالصحافة الغربية والأمريكية على وجه التحديد.


لا يخفى على أحد أن الرياض تحاول إقامة تحالف ضد إيران، وهي تستخدم الهجمات الحوثية ضد العمق السعودية في سياق ايجاد سردية متماسكة يقبل بها الغرب، على اعتبار أن جماعة أنصار الله ما هي إلا وكيل إيراني، بمعنى أن الذي يخوض الحرب ضد السعودية - حليفة الغرب ومصدر الطاقة الرئيسي في العالم - هي إيران. بطبيعة الحال، يدرك المجتمع الدولي أن التنافس الجيوسياسي بين إيران والسعودية هو سبب كاف للاستنفار، وبخاصة بعد أن اصبح أمن الممرات المائية (مضيق هرمز على وجه التحديد) على المحك.


إذا كانت الرياض تعتقد أن الغرب سيأتي من أجل محاربة إيران نيابة عنها فهي بذلك ترتكب خطيئة، فالولايات المتحدة لا تريد حربا مع إيران، فالرئيس الأمريكي تحديدا يريد التوصل إلى صفقة مع إيران حتى يقدمها كإنجاز له في السياسة الخارجية، لعلها تساعده في معركة إعادة الانتخاب. بمعنى آخر، لا يمكن أن نتوقع أن تقوم أمريكا بالبدء بحرب في موسم انتخابي، إلا إذا كان ذلك في سياق الدفاع عن أمن الولايات المتحدة.


تصريح وزير الخارجية مايك بومبيو حول هوية الطرف الذي نفذ عملية استهداف منشآت آرامكو لا يفيد، فالقول بأن الهجوم قامت به إيران وليس جماعة الحوثي لا يفيد كثيرا إذا ما علمنا أن حربا بين إيران وأمريكا لن تحدث على الأقل في المستقبل المنظور. لذلك لا نعرف ما هو الهدف من تصريح بومبيو الذي لا يعدو عن كونه تأكيد المؤكد بالنسبة للسعودية ومن يقف في خندقها. الأخطر أن الجانب السعودي ومع أمريكا يخسران معركة الردع، فكل التلويح بتدمير إيران لم يفلح حتى هذه اللحظة في ثني عزم إيران عن الاستمرار بالسياسة نفسها التي تقض مضاجع السعوديين.


على الرياض أن تتفهم أن لحظة الحقيقة قد دنت، فلا هي قادرة على تحقيق نصر عسكري في اليمن ولا هي قادرة على ردع إيران، كما أن مراهنات البعض من النخب الحاكمة في الرياض على نتنياهو هي مراهنات غير دقيقة، فلا أحد يعرف إن كان نتنياهو سيشكل الحكومة القادمة، كما أن الجانب الإسرائيلي لا يريد خوض معركة مع إيران ويكتفي بمعالحة ما يسميه بالتموضع الإيراني في سوريا. الأهم أن السعودية بإصرارها أن إيران هي من يقف خلف الهجمات، إنما تقول بالفم الملآن بأنها غير قادرة على التعامل مع ما تصفه بأنه تهديد إيراني.

 

عن صحيفة الشرق القطرية

1
التعليقات (1)
أحمد يوسف علي
الإثنين، 16-09-2019 01:18 ص
السعودية هذه زمرة وعصابة استولت على عدة بلدان واسمتهم بعائلة ولا تعرف الحقيقة ولا تفهمها مطلقا لذا لن تواجه حقيقة وهم في غرفة انعاش يحاول غيرهم اطالة عمرهم لنهبوا معا خيرات الشعب بالجزيرة او الشعوب. كيف لال سعود أن يصبحوا العائلة الثانية ثراءا في العالم بل كيف لمائتين أمير منهم ذلك ويملكوا نحو تريليون ونصف مودعات في امريكا يخدمن في اقتصادها. من اين لعبدالعزيز الاعور الاجلرب الذي كان يتعيش على هبات ومنح من الانجليز أن يملك بعض قليل من أحفاده هذه الثروات المخيفة.