صحافة دولية

فايننشال تايمز: آخر أوراق نتنياهو التحريضية هي ضم الضفة

فايننشال تايمز: ربما استخدم بعض منافسي نتنياهو فكرة السيطرة على الضفة سلاحا في وجهه- جيتي
فايننشال تايمز: ربما استخدم بعض منافسي نتنياهو فكرة السيطرة على الضفة سلاحا في وجهه- جيتي

علقت صحيفة "فايننشال تايمز" في افتتاحيتها على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بفرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن في الضفة الغربية المحتلة.. 

وتقول الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الطامح لفترة خامسة، يقوم، كما هي العادة، عندما تقترب الانتخابات بنشر ترسانة من الحيل الانتخابية التحريضية، تماما كما فعل عندما انتصر في انتخابات 2015، وصور المواطنين العرب، الذين يشكلون نسبة خمس السكان في إسرائيل، بعدم الولاء وبأنهم الطابور الخامس، وزاد من الأعمال العدائية ضد إيران، ووسع من الهجمات ضد جماعاتها الوكيلة في سوريا إلى العراق ولبنان". 

 

وتعلق الصحيفة قائلة: "هذه ألعاب خطيرة، والرسالة التي تحملها هذه الأعمال كلها هي رفع حرارة الدراما في المواجهة الانتخابية الشديدة التي يخوضها في ظل الملاحقات القضائية بتهم الفساد والتزوير، ومفادها بأن إسرائيل ستكون آمنة ببقائه في الحكم". 

 

وتستدرك الافتتاحية بأنه "فشل في نيسان/ أبريل في تشكيل حكومة أغلبية مركزها حزب الليكود المتطرف، ويوم الثلاثاء سيواجه تحالفا من يمين- وسط أثر على صورة الرجل الذي لا يقهر التي بناها أمام الناخب الإسرائيلي، ومن هنا فإن مقامرته الثالثة هي سرقة العاصفة من اليمين المتطرف، والتعهد بضم وادي الأردن، والسهول الواسعة التي تحتلها إسرائيل في الضفة الغربية، ما يعني نهاية أي حلم لبناء الدولة الفلسطينية على الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967". 

 

وتشير الصحيفة إلى أن "نتنياهو قد تعهد سابقا عشية انتخابات نيسان/ أبريل بضم مناطق أخرى من الأراضي المحتلة، والسيطرة على الكتل الاستيطانية، التي لا تطوق مدينة القدس فقط، بل عمق الضفة الغربية أيضا." 

 

وتعلق الافتتاحية قائلة إن "من السهل رفض هذه الفكرة باعتبارها مجرد شعار انتخابي من رجل استعراضي داهية، لديه الاستعداد لقول أي شيء ويمكنه التراجع عنه، لكن هذا الكلام يسيء تقدير المدى الذي باتت فيه السياسة الإسرائيلية باتجاه اليمين، منذ توقيع اتفاقيات السلام مع الفلسطينيين فيما بين 1993- 1995، التي وصل بعدها نتنياهو إلى السلطة".

 

وتلفت الصحيفة إلى أن "الضم هو سياسة تبناها حزب الليكود الذي يرفض ميثاقه الوحدوي الدولة الفلسطينية، وعلاوة على هذا فإن الوضع الجيوسياسي تغير في الشرق الأوسط، فالرئيس دونالد ترامب وإن تظاهر بأنه يقوم بالتحضير لما يطلق عليها (صفقة القرن) لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، إلا أنه يقوم بتحقيق قائمة أماني اليمين المتطرف، فقد اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، بما في ذلك القدس العربية، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، واعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، ما منح سرقة إسرائيل للأرض شرعية، في تحد واضح للقانون الدولي". 

 

وتفيد الافتتاحية بأن "ترامب حول فكرة الضم من حلم لدى المتطرفين الإسرائيليين إلى سياسة يمكن اختيارها، وبناء على هذا، فإن ساسة من عينة نتنياهو سيتهمون بالتقصير لو لم يقوموا باستغلال هذه الفكرة، لكنها مع ذلك ليست في مصلحة إسرائيل، بالإضافة إلى استخدام سياسة وضع اليد، وحرمان ملايين الفلسطينيين من الآمال، وتوريث عدم الاستقرار لأجيال المستقبل من الإسرائيليين، وربما لن تخدم هذه السياسة نتنياهو أيضا". 

 

وترى الصحيفة أن "محاولة إرضاء اليمين المتطرف هي لعبة عديمة الجدوى، تقوم على حرمان المنافسين من الأصوات التي قد يحتاجونها في المستقبل، الذين قد لا يحصلون على مقاعد". 

 

وتنوه الافتتاحية إلى أن "التحالف الذي يطلق عليه أزرق وأبيض، الذي يمثل يمين- الوسط، يضم ثلاثة من الجنرالات السابقين، وهم ليسوا وحدهم من يريد التخلص من رئيس الوزراء، وهناك المنافسون له داخل معسكره ممن ينتظرون فقدانه السيطرة على الحكم، وكذلك النائب العام الذي سيقرر في بداية العام المقبل توجيه تهم الرشوة والتزوير وانتهاك الثقة". 

 

وتختم "فايننشال تايمز" افتتاحيتها بالقول: "ربما استخدم بعض منافسيه فكرة السيطرة الإسرائيلية الكاملة على الضفة سلاحا في وجهه، وبالتأكيد خرج جني الضم من القمقم".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)