ملفات وتقارير

كاتب إسرائيلي: فوضى رافقت هجوم حزب الله والصورة ضبابية

دافيد هوروفيتس عبر عن قلقه من "التعتيم الإسرائيلي على حقيقة ما يحدث"- جيتي
دافيد هوروفيتس عبر عن قلقه من "التعتيم الإسرائيلي على حقيقة ما يحدث"- جيتي

سلط كاتب إسرائيلي، الضوء على "التناقضات والفوضى"، وتضارب الروايات بشأن الهجوم الذي شنه حزب الله اللبناني، ظهر الأحد، واستهدف مركبة وقاعدة عسكرية.

وقبل بث الحزب لقطات للهجوم، عبّر الكاتب ومحرر صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" دافيد هوروفيتس، في مقال، عن قلقه من "التعتيم الإسرائيلي على حقيقة ما يحدث، في ضباب الحرب الوشيكة".

 

وبعد الهجوم، مساء الأحد، تساءل "هوروفيتس"، في مقال آخر: "هل نقف على بعد 30 دقيقة من حرب شاملة".

وتبين للكاتب، بعد أن بث حزب الله تسجيلا يوضح الهجوم، أن "حربا شاملة كانت على بعد أجزاء من الثانية"، بحسبه.

 

وأضاف: "نحن عرفنا ذلك ليس بفضل السلطات الإسرائيلية، ولكن بسبب فيديو حزب الله للهجوم، والذي أقرت به إسرائيل في مرحلة متأخرة، بأن الهجوم استهدف قاعدة ومركبات عسكرية استُهدفت بصواريخ موجهة مضادة للدبابات".

وذكر مسؤولون إسرائيليون في البداية أن "سيارة عسكرية تحمل علامات واضحة تدل على أنها سيارة إسعاف أصيبت واحترقت، وفي وقت لاحق قالوا إن الإشارة إلى سيارة إسعاف كانت خاطئة، وإن المركبة لم تحمل أي علامات طبية، وظهرت لقطات إجلاء جنديين مصابين بمروحية عسكرية إلى مستشفى رمبام، وأعلن حزب الله بحماس أن هجومه أسفر عن إصابة ومقتل جنود إسرائيليين".

وبعد ذلك، بحسب سرد هوروفيتس، صرح الوزير يوآف غالانت من حزب "الليكود"، لإذاعة الجيش بأن "الهجوم لم يسفر عن سقوط إصابات، وأعلن مستشفى رمبام أنه تم تسريح الجنديين دون الحاجة إلى علاج طبي".

في ذات الوقت، كشفت مصادر إسرائيلية أن "لقطات إجلاء الجنديين كانت جزءا من عملية تمويه لجعل حزب الله يظن أن صواريخه نجحت وبالتالي الامتناع عن شن المزيد من الهجمات".

وفي مساء الأحد، وبعد أن أطلق جيش الاحتلال 100 قذيفة على جنوب لبنان، "عاد هدوء يشوبه التوتر إلى الحدود، وفي هذه المرحلة، طمأن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الإسرائيليين، بأنه لم يتم خدش أي جندي".

ونبه الكاتب إلى أن التقارير الإسرائيلية التي تحدثت عن أن المركبة العسكرية المستهدفة "كانت خالية أو متوقعة للضربة لم تكن صحيحة، وأن الجنود كانوا بداخل المدرعة نفسها من طراز وولف حتى قبل نصف ساعة من تعرضها للهجوم، لم تكن دقيقة أيضا".

وأضاف أن فيديو حزب الله الذي بثته قناة "المنار" أظهر أن "المركبة المستهدفة بالتأكيد لم تكن خالية أو متوقفة، بل إنها كانت تسير على طريق وفي داخلها -بحسب مجموعة جديدة من التقارير نشرت في وقت متأخر من ليلة الاثنين- كان هناك خمسة جنود، حالفهم الحظ أن يكونوا على قيد الحياة".

ومع إصرار حزب الله على أن الصواريخ أصابت هدفها وتسببت بإصابة وقتل جنود إسرائيليين، زعم جيش الاحتلال أن "شظية من انفجار أحد الصاروخين أصابت أحد إطارات المركبة، ما اضطرها إلى التوقف على جانب الطريق".

ونقل الكاتب عن مصدر عسكري إسرائيلي، تأكيده أن صاروخ حزب الله لو كان أكثر دقة بقليل، "لما انتهى اشتباك يوم الأحد بكل تأكيد"، مضيفا أن "حقيقة أن حزب الله لم يصب ولم يقتل أيا من الجنود أنقذته من دمار برنامج صواريخه الدقيقة، لقد كانت الطائرات في الجو بالفعل".

اقرأ أيضا: "هآرتس": نصر الله طلب وقف إطلاق النار مع إسرائيل

وزعم الكاتب أن "ما يتضح أن إسرائيل كانت محظوظة للغاية في تفادي الخسائر في الأرواح في هجوم حزب الله"، مؤكدا أن "وجود خسائر في الأرواح، كان سيغير جذريا ما حدث هنا منذ عصر الأحد".

وأكد أن "الجهود الإسرائيلية وخليط البيانات واللقطات المسربة وإحاطات لا يعرف مصدرها، لتصوير الحدث بأنها ليست مجرد إخفاق لحزب الله، بل حادثة تم التفوق فيها على المنظمة المدعومة من إيران في حلقة من الحرب النفسية، لم تمثل بدقة ما حدث"، لافتا إلى وجود "الكثير من الالتباس في الدقائق الأولى وحتى بعد ساعات من هجوم حزب الله الصاروخي".

وحتى الآن، بحسب هوروفيتس فإن "الصورة الكاملة ليست واضحة تماما، والجيش يحقق الآن في ما حدث بالضبط"، مؤكدا وجود العديد من "التناقضات نتيجة لسوء الفهم وسط الفوضى الأولية، وبعضها كان نتاج معلومات مضللة تهدف إلى إظهار الجيش بصورة جيدة وحزب الله في صورة سيئة، ولكن الصورة الكاملة كانت أكثر تعقيدا".

وفي تعليقه على إخفاء حقيقة ما حدث، رأى أن "إحدى المركبات الأساسية لقدرة صمود المجتمع الإسرائيلي، هي ثقة الإسرائيليين بأن جيشهم وقادتهم السياسيين، في حدود مخاوفهم الأمنية الأوسع، يخبرونهم بالحقيقة".

وقال: "سخرنا على مدى عقود من الزعماء العرب الذين ضللوا مواطنيهم بشأن تقدم حروبهم المختلفة ضد إسرائيل، واعتبرنا التضليل الإعلامي اليائس الذي حاول أعداؤنا من خلاله التغطية على إخفاقاتهم العسكرية دليل ضعف"، معتبرا أن "استعداد إسرائيل للإقرار بإخفاقاتها الاستراتيجية والتكتيكية ومواجهتها بشكل مباشر، واستخلاص العبر، مركب أساسي في قوتنا".

في هذا السياق، فإن "من المثير للقلق جدا مشاهدة فيديو حزب الله للهجوم الصاروخي، على مركبة عسكرية إسرائيلية متحركة مع جنود بداخلها، بعد يوم واحد من تقديم المسؤولين في إسرائيل مزيجا من الأشياء التي قيلت ولم يتم قولها، سردا للأحداث يهدف لإظهار الهجوم بصورة تجعله يبدو أنه كان أقل تهديدا وأقل فاعلية".

الإسرائيليون بحسب الكاتب، "لا يريدون الحصول على معلومات موثوقة حول ما يحدث في أي مكان، من حسن نصرالله أو أعدائنا الآخرين، ولكن ضمن حدود المخاوف الأمنية الأوسع، نتوقع الحصول على هذه المعلومات من قادة إسرائيل"، مضيفا أن "أياما مقلقة لإسرائيل عندما يكون حزب الله مصدرا رئيسيا للمعلومات الموثوقة".

التعليقات (0)