صحافة إسرائيلية

هكذا يعمل الناطق العسكري الإسرائيلي لشرعنة عمليات قواته

الناطق العسكري: مهمتي هي تقوية الشرعية التي يسعى الجيش الإسرائيلي للحصول عليها- جيتي
الناطق العسكري: مهمتي هي تقوية الشرعية التي يسعى الجيش الإسرائيلي للحصول عليها- جيتي

قال متحدث عسكري إسرائيلي إن "مهمته تتركز أساسا في شرح ما يحدث داخل إسرائيل لدول الشرق الأوسط وخارجه، ويواجه حملات نزع الشرعية عن إسرائيل، لاسيما من الناحيتين الإعلامية والدعائية التي تديرها حماس وحزب الله، وكشف العمليات الهجومية التي تشنها الحركتان دون إظهار إسرائيل دولة ضعيفة أو مسكينة، رغم أنه يتسبب بغضب المراسلين الإسرائيليين المحليين لأنه يمنح الإعلام الأجنبي معلومات أكثر منهم".


وأضاف يوناثان كونريكوس الناطق باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام الأجنبي في حوار مطول مع صحيفة مكور ريشون، ترجمته "عربي21" أنه "يتعمد نقل صور القذائف الصاروخية التي تطلقها المنظمات الفلسطينية من أجل أن يمنح القصف الإسرائيلي على غزة نوعا من التبرير أمام الإعلام العالمي".


وأشار إلى  أن "مهمتي هي تقوية الشرعية التي يسعى الجيش الإسرائيلي للحصول عليها، لأننا نؤمن أن الاعلام ساحة معركة، وتطلعنا أن نخوض هذه المعركة انطلاقا من المبادرة، ونسعى لمجابهة التحديات التي تواجهنا في هذه المواجهة الإعلامية".


واعترف أن "مشكلتنا في تغطية الإعلام الدولي للأحداث مع الفلسطينيين أنه يبدأ من نقطة النهاية وليس البداية، فهو يستهل نشراته الإخبارية بقصف الجيش الإسرائيلي لمواقع في غزة، وليس من إطلاق الفلسطينيين لقذائف صاروخية باتجاه إسرائيل، أو تنفيذ عمليات ضد الجنود أو المستوطنين، التحدي الأساسي أمامنا هو إعطاء الإعلام الدولي صورة ما حدث قبل سلوكنا العسكري تجاه الفلسطينيين".


وأوضح أنه "يتولى مهمة بث الراوية الإسرائيلية للمجتمع الدولي في بيئة غير محببة وليست ودية، وكأنها تتحدث بلسان الأقلية، فهو يتواصل دائما مع الكاميرات، وبلغة إنجليزية متقنة، ويرسل رسائل الجيش الإسرائيلي على مدار الساعة للعالم الكبير، أنا أخوض حربا دعائية غير متوقفة، لنقل المعركة لأرض العدو".


وضرب مثالا على عمله الإعلامي بالإشارة إلى أن "السنة الأخيرة شهدت عدة جولات تصعيدية في غزة، ونبحث دائما من خلالها عن صور للقذائف الصاروخية، وتصدي القبة الحديدية لها التي يتم تصويرها من قبل الإسرائيليين العاديين، كما ننقل صورا فورية لإسرائيليين يختبئون من إطلاق النار الوارد من غزة، وكذلك نستغل شبكات التواصل لنشر صور القذائف الصاروخية في غوش دان".


وأكد أننا "ننشر هذه الصور على موقعنا على الانترنيت تحت عنوان "هذا ما يحدث في إسرائيل الآن"، نفعل ذلك انطلاقا من تبرير ما الذي سيقوم به الجيش الإسرائيلي بعد قليل في غزة، وبدون هذه الصور فإن الرواية الإعلامية ستبدأ من قصف الجيش لغزة، وليس العكس".


وأوضح أنه "حين تصيب صواريخ حماس بيتا إسرائيلياً أقوم ببث حي مباشر عبر الفيسبوك، ليس من أجل الإشادة بالعدو، ولكن من أجل أن أشرح للعالم ما الذي يحصل على أرض الواقع، كي أقول لهم: هذه الصورة التي لا تشاهدونها في وسائل الإعلام العالمية، لا في السي ان ان ولا البي بي سي، نحن نبث لأنكم تجدون صعوبة في الحصول عليها، ونحن نواجه هذا الواقع الصعب".


وتحدث كونريكوس قائلا: "أعمل أمام 250 مراسلا عسكريا من مختلف وسائل الإعلام العالمية، بينها صحف مطبوعة، ومحطات تلفزيونية، وإذاعات محلية ودولية، ومواقع إخبارية على شبكة الانترنيت، وفي عالم الفضاء الافتراضي أجرينا تغييرات جديدة واختراقات نوعية، لدينا حسابات على تويتر وفيسبوك وانستغرام ويوتيوب، وموقع بثلاث لغات: إنجليزية وإسبانية وفرنسية".


وأضاف: "في كل شبكات التواصل لدينا 4.5 ملايين متابع، بينها مليون على تويتر بالإنجليزية، و2.1 مليون على الفيسوك، تويتر مهم جدا لإسرائيل، لأنه يشمل صناع القرار والصحفيين حول العالم، ولذلك فإني أريد التأثير حول العالم، لأنه الوسيلة الأكثر تأثيرا".


وأضاف أن القناعة الإعلامية المتوفرة في العالم أن الفلسطينيين ضعفاء، ونحن أقوياء، ولذلك نحن المتسببون بمعاناتهم، وهذا يعني أن الرواية الفلسطينية أكثر قبولا حول العالم، في 2018 نظم مكتب الإعلام الأجنبي في الجيش الإسرائيلي جولات ميدانية لقواعده العسكرية لأكثر من 20 ألف شخص حول العالم، وهؤلاء الضيوف معظمهم من الولايات المتحدة، لأن لدينا مصلحة في هذه الزيارات".


وختم بالقول إن "مكتب الإعلام في الجيش الإسرائيلي له ثلاثة أهداف: الأول تقوية ثقة الجمهور الإسرائيلي بالجيش، والثاني تقوية شرعية الجيش في عملياته العسكرية، والثالث ردع العدو، وهو يشمل في تغطيته الرأي العام: الإسرائيلي والعربي والدولي".

0
التعليقات (0)