حقوق وحريات

ابنة الشاطر تضرب عن الطعام.. وحقوقيون: ليس لديها بديل

عائشة الشاطر- تويتر
عائشة الشاطر- تويتر

أكد حقوقيون مصريون دخول المعتقلة عائشة الشاطر ابنة خيرت الشاطر نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين في إضراب مفتوح عن الطعام قبل يومين؛ احتجاجا على معاناتها والتنكيل بها ووضعها بـ"زنزانة تأديب انفرادية" منذ اعتقالها في تشرين الثاني/نوفمبر 2018.


وخلال جلسة تجديد حبسها الثلاثاء، ترافع عن الشاطر زوجها المحامي الحقوقي المعتقل أيضا محمد أبوهريرة، وكشف عما يتم بحقها من انتهاكات أرجعها لأنها ابنة خيرت الشاطر.


وحسب الرسالة المسربة من المحكمة وتناقلها حقوقيون، قال زوج عائشة أمام القاضي: "أنا محام ومهنتي الدفاع عن الحقوق والحريات، أمارسها بشرف منذ 12 عاما، وفجأة وجدت نفسي وزوجتي والقيود والأغلال بأيدينا، وأستحيي أن أتحدث عن معاناتي ومحنتي في ظل محنة ومعاناة زوجتي".


وأضاف: "زوجتي يتم التنكيل بها وتعذيبها تعذيبا نفسيا ومعنويا لأنها ابنة أبيها الذي تحبه وتعتز وتفتخر به ونعتز ويعتز به كل إنسان حر شريف"، موضحا: "زوجتي محبوسة في ظروف احتجاز غير قانونية ومخالفة لقانون تنظيم السجون وللدستور".


وأشار إلى خسارة ابنة الشاطر نصف وزنها ووجود كدمات شديدة بيديها، حيث تحدثت عن "معاملة مهينة تتعرض لها بمحبسها"، واصفا إياه بأنه "مقبرة داخل مقبرة"، مبينا أن زوجته موجودة بزنزانة ضيقة تسمى بالتأديب، دون حمام ولا دورة مياه، ومحرومة من التريض، والزيارة ورؤية صغارها.


وقبل أن يقاطعه القاضي تساءل: "من الإنسان الذي يستطيع يتحمل ذلك؟ وما الذي فعلته زوجتي ليتم قتلها بالبطيء؟ ولماذا تسكت النيابة العامة على هذه الانتهاكات؟".


"نموذج صارخ للانتهاكات"

 

وحول حجم المخالفات القانونية التي تتم بحق عائشة وبقية المعتقلين، قال الحقوقي المصري أحمد العطار: "تعددت المخالفات القانونية التي ارتكبتها وزارة الداخلية بالاعتقال التعسفي لعائشة وزوجها المحامى والحقوقي والمتحدث الإعلامي السابق باسم (التنسيقية المصرية للحقوق والحريات)، وإخفائهم قسريا 21 يوما ومجموعة معتقلين دون سند من القانون والدستور".


العطار، أشار بحديثه لـ"عربي21"، إلى "تجاوز النيابة العامة عن دورها المنوط به وتجاهلها الحالة البدنية والنفسية التي ظهرت عليها أمام وكيل النيابة، ورغم تقديم بلاغ رسمي باعتقالهم التعسفي وإخفائهم جميعا، ورغم آثار التعذيب الذي بدا عليهما رفضت النيابة التحقيق".


وأضاف الباحث في التنسيقية المصرية للحقوق والحريات: "كأن إجراءات الاعتقال التعسفي والاختفاء القسري والتعذيب أصبحت من مسلمات وبديهيات التحقيقات الشرطية بمصر".


وأوضح العطار، أن "حديث زوج الشاطر أمام القاضي عن حالتها الجسدية، وإبلاغه القاضي بإضرابها عن الطعام؛ تجاهله القاضي ولم تتم إحالة الأمر للتحقيق ومعرفة أسباب إضرابها، ولم يأمر بتوقيع الكشف الطبي لبيان ما بها من إصابات وأسبابها".


وأكد الحقوقي المصري، أنها "لمدة 10 أشهر تقبع بزنزانة انفرادية غير آدمية بلا حق في الزيارة"، مشيرا إلى أنها "مخالفات انتقامية غير مبررة؛ ووضعها بشكل دائم بزنزانة التأديب لم يرد بمواد الدستور والقانون، كونها متهمة وليست مذنبة لها حقوق وعليها واجبات".


وقال إن "تجاهل القاضي والنيابة لحالة عائشة، رغم كل تلك المخالفات لم يترك فرصة أمامها إلا الدخول بإضراب مفتوح عن الطعام للفت أنظار العالم لمأساتها".


وجزم العطار، بأن حالة عائشة "ليست فردية وإن تكلمنا عنها فهي نموذج صارخ لما يحدث بحق المعتقلين والمعتقلات من انتهاكات"، مشيرا لحالة المعتقلة الشهيرة بـ"أم زبيدة" وحلق شعرها حسب محاميها وإضرابها عن الطعام قبل أن تجبرها السلطات بفكه موخرا".


كما ذكر العطار أيضا حالة "علا القرضاوي، ابنة الشيخ يوسف القرضاوي وزوجها حسام خلف"، مؤكدا أن "الحالات عديدة ومتنوعة وصادمة وتكشف حجم المأساة التى يعيشها المعتقلين الرجال والنساء بالسجون وسط تجاهل رسمي للأزمة وأسبابها وكيفية معالجتها".

التعليقات (0)