سياسة عربية

مؤتمر فصائلي بغزة يرفض "ورشة البحرين" ويدعو لمواجهتها

قال هنيةإنه "من بين الأهداف التي تسعى إليها ورشة البحرين فتح باب التطبيع مع الاحتلال"- موقع حركة حماس
قال هنيةإنه "من بين الأهداف التي تسعى إليها ورشة البحرين فتح باب التطبيع مع الاحتلال"- موقع حركة حماس

بالتزامن مع ورشة البحرين نظمت الفصائل الفلسطينية في مدنية غزة مساء الثلاثاء، مؤتمرا وطنيا للتأكيد على رفض الورشة وكل ما يصدر عنها، ومواجهة "صفقة القرن" الأمريكية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية.


وشهد المؤتمر حضورا فصائليا وشعبيا واسعا، وفي مقدمتهم قادة من حركتي حماس وحركة فتح، والجبهتين الشعبية والديمقراطية، والعديد من الفصائل العمل الوطني.


وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أن "الشعب الفلسطيني قادر على إفشال صفقة القرن، وقادر على أن يمرغ من وقع عليها في تراب هذه الأرض".


وأوضح في كلمة له في المؤتمر تابعتها "عربي21"، أن "ورشة البحرين وصفقة القرن، لديها جملة من الأهداف السياسية الخطيرة التي يغطيها هذا المال المسموم؛ وتسعى إلى تصفية القضية الفلسطينية، وتمنح الاحتلال الضوء الأخضر من أجل بسط سيطرته على جميع مناطق الضفة الغربية المحتلة".


وأضاف هنية أنه "من بين الأهداف التي تسعى إليها الورشة، فتح باب التطبيع مع الاحتلال، وإعادة تركيب مصفوفات ما يسمى الأعداء في المنطقة، على قاعدة دمج الاحتلال في المنطقة، وتنصيب عدو من داخل الأمة".

 

اقرأ أيضا: بدء ورشة البحرين.. كوشنر للفلسطينيين: لم نتخل عنكم (شاهد)


ونوه إلى أن تاريخ عقد المؤتمر يتزامن مع ذكرى عملية "الوهم المتبدد"، وهي العملية التي تمكنت المقاومة خلالها من أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط والاحتفاظ به 5 سنوات.


وذكر أن هذه المناسبة تحمل رسالتين، الأولى أن "مؤتمر البحرين وهم متبدد"، والثانية أنه "رغم انشغالنا في معركتنا مع الاحتلال، نقول لأسرانا؛ إن الذي حرركم في عملية وقاء الأحرار، تعاهدكم المقاومة أن تحرركم مهما بلغت التضحيات".


ودعا حركة "فتح" وكافة الفصائل، إلى "بناء استراتيجية وطنية تقوم على الأولويات التالية؛ التأكيد على التمسك الثابت بكل ثوابت القضية، وفي مقدمتها القدس، وحق العودة والدولة الفلسطينية كاملة السيادة"، مضيفا أن "الأولوية الثانية هي استعداد حماس للقاء يجمعها مع أبو مازن في غزة أو القاهرة أو أي مكان".


كما دعا هنية إلى "عقد الإطار القيادي الموحد، وتشكيل حكومة وطنية شاملة، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية"، مشددا على أهمية تعزيز العلاقة والتعاون مع الدول العربية، مقدما التحية للبنان والكويت، اللتين رفضتا المشاركة في ورشة البحرين.

 

من جانبه، أكد نائب أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح فايز أبو عيطة في كلمته بالمؤتمر، أن "الشعب الفلسطيني موحد في مواجهة الأعداء، وأن صفقة القرن لن تمر"، مضيفا أننا "نقول بصوت واحد (..)، بصوت فتح وحماس والشعبية والديمقراطية وكافة الجبهات (لا لصفقة القرن)".

 

اقرأ أيضا: نخب بحرينية تنتفض ضد "ورشة كوشنر".. وتفاعل واسع (شاهد)


وهاجم أبو عيطة البحرين بشدة، وقال: "الشعب الفلسطيني مصدوم من هذا التخاذل البحريني، ومن بعض الدول العربية"، مؤكدا أن "قضيتنا الفلسطينية سياسية بامتياز، ولنا الحق في تقرير المصير وفق قرارات الشرعية الدولية".


وذكر أنه "رغم تخاذل بعض حكام العرب، ستبقى القضية الفلسطينية هي القضية المركزية بالنسبة لكل العرب والمسلمين"، داعيا إلى تفويت الفرصة على أعداء الشعب الفلسطيني، من خلال المبادرة لتطبيق اتفاق 2017 للمصالحة الداخلية مع حركة حماس.


وشدد أبو عيطة على أهمية "الحفاظ على وحدة الشعب الفلسطيني من أجل مواجهة صفقة القرن".
وفي رسالته للمجتمعين في المنامة، قال إن "صفقة القرن ولدت ميتة، والشعب الفلسطيني يمثل لنفسه، وله قيادة واحدة".


من جانبه، أوضح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، أن "ملامح صفقة القرن، اعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني، ولا دولة فلسطينية، وضم ما تبقى من الضفة الغربية إلى الكيان".


وذكر في كلمته المسجلة، أن "صفقة القرن تنص على ضم هضبة الجولان المحتل إلى الكيان الصهيوني، وإنهاء القضية الفلسطينية كقضية للأمة العربية والإسلامية"، لافتا إلى أن "ملامح الصفقة تشير إلى تهجير أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين بالضفة الفلسطينية التاريخية، إلى جانب توريط الأمة العربية في حروب أخرى واستنزافها لصالح الكيان الصهيوني".


وتابع: "صفقة القرن تنص على تحويل من يتبقى من الشعب الفلسطيني بعد توطين جزء منهم إلى عمال وعبيد لدى المشروع الصهيوني، وتقديم بعض المعونات لبعض الدول العربية من أجل استيعاب نتائج الصفقة وما يترتب عليها".


وفي مواجهة صفقة القرن، أكد النخالة أن الشعب الفلسطيني "يقف أمام الحقيقة دون أوهام، فلا دولة ولا سلام"، متسائلا: "فهل نتوقف جميعا فلسطينيين وعربا، ونقول نحن شعب وقع عليه ظلم تاريخي، وعليه أن يدفع هذا الظلم مهما كانت التضحيات؟".

 

اقرأ أيضا: الحاضرون والمقاطعون لورشة البحرين الاقتصادية (إنفوغرافيك)


ورأى أن "هناك فرصة تاريخية اليوم، لنعيد حساباتنا من جديد، ونفتح آفاقا أمام شعبنا وأجيالنا القادمة، بأن المشروع الصهيوني الذي تسلل إلى جسد الأمة عبر بوابة فلسطين يجب أن يقاوم"، مضيفا: "لقد أصبحنا اليوم أكثر قدرة على الفهم وعلى المقاومة، رغم أنف المحبطين الذين يعتبرون حديثنا عن المقاومة، يستجلب العدوان والحصار".


وشدد على أهمية المحافظة على "سلاح المقاومة، مهما كانت الإغراءات، ومهما كانت الرغبة في حماية الذات، فالعدو لا يريدنا إن كنا مقاومين أو مسالمين"، داعيا إلى "عقد ورشة عمل وطنية، يشارك فيها كل مكونات شعبنا، ردا على ورشة البحرين الصهيونية".


وأكد على ضرورة "اختيار طريق المقاومة والكفاح المسلح، والتمسك بفلسطين كاملة، حتى لا نترك مجالا للذين يتسترون ببعضنا تحت مقولة: ما يقبله الفلسطينيون نقبل به"، مطالبا بسحب الاعتراف بالعدو الإسرائيلي، وإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير؛ إن كنا نريد أن تكون المنظمة ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني".


ودعا الأمين العام في نهاية كملته إلى "إعلان الوحدة الوطنية شعارا قابلا للتطبيق في مواجهة إسرائيل، ومواجهة العدوان".

التعليقات (0)