ملفات وتقارير

بحث إسرائيلي لتحليل هجمات الدهس الفلسطينية ودوافعها

البحث أجرى مسحا ميدانيا على أماكن عمليات الدهس التي نفذها فلسطينيون ضد أهداف إسرائيلية بين 2000-2017- تويتر
البحث أجرى مسحا ميدانيا على أماكن عمليات الدهس التي نفذها فلسطينيون ضد أهداف إسرائيلية بين 2000-2017- تويتر

قال مور شمعوني الكاتب في صحيفة معاريف، إن "باحثين إسرائيليين في الجامعة العبرية، أجروا بحثا ميدانيا على ظاهرة منفذي عمليات الدهس الفلسطينيين ضد الإسرائيليين لمعرفة توجهاتهم ومميزاتهم الشخصية، وتبين من خلال الفحص الدقيق لمعظم المهاجمين، أنهم نفذوا هجماتهم على مقربة من أماكن سكناهم، بعد أن بات استخدام الهجمات الفلسطينية من خلال السيارات ظاهرة في السنوات الأخيرة داخل إسرائيل".


وأضاف الكاتب في تقرير ترجمته "عربي21" أن "البحث الذي أجراه معهد علم الجريمة بالجامعة العبرية، سعى لمعرفة القواسم المشتركة بين الهجمات، وليس المهاجمين، كما جرت العادة في جميع الأبحاث السابقة من أجل التعرف على دوافعها، بهدف إحباطها بصورة مسبقة".


وأوضح أن "البحث أجرى مسحا ميدانيا على أماكن عمليات الدهس التي نفذها فلسطينيون ضد أهداف إسرائيلية بين 2000-2017 من خلال المعلومات التي وفرتها الأجهزة الأمنية، وتبين معظم هذه الهجمات أنها نفذت على مقربة من منازل المهاجمين أنفسهم، وأن المهاجمين يفضلون المفترقات والطرق التي يعرفون مداخلها ومخارجها جيدا، وأهدافا معروفة لهم بصورة مسبقة، كي يخططوا لكيفية الانسحاب قبل الإقدام على تنفيذ العملية من البداية".


ونقل عن رئيس المعهد الذي نشر الدراسة البروفيسور بادي خسيسي، أن "الفحص الدقيق للهجمات الفلسطينية أظهر أنها حصلت في الأماكن الأكثر ازدحاما بالإسرائيليين، ففي مفترق بارليف بمدينة القدس البالغ طوله 1.6 كيلومترات وقعت فيه خمس عمليات دهس".


وأضاف أن "البحث والتحري كشف أن معظم عمليات الدهس كانت قريبة من منازل المهاجمين، فأظهر البحث أن 50% من العمليات بعيدة من مساكن المنفذين مسافة أقل من عشرة كيلومترات، و70% منهم على بعد 15 كيلومترا، بكلمات أخرى فإن المهاجمين يفضلون أماكن وطرقات يعرفونها جيدا، والأهداف التي يختارونها تكون معروفة لهم".


أشارت الصحيفة إلى أن باقي الطاقم البحثي بجانب خسيسي هو البروفيسور سايمون بيري ومايكل وولفوفيتش، وتم إجراؤه بالتعاون مع الشرطة الإسرائيلية انطلاقا من فرضية إيجاد أوجه الشبه بين العمليات المسلحة من دوافع قومية فلسطينية، وحوادث الدهس من منطلقات جنائية.


ووفق مزاعم الباحثين، فإن البحث يأتي "لمعرفة دوافع المنفذين والتعرف على ظاهرة العمليات الفدائية، من خلال استخدام السيارات والمركبات من أجل وضع الحلول اللازمة لمكافحتها، وإحباطها في مرات قادمة بصورة مسبقة".


وأشار الباحثون إلى أن "الجيش الإسرائيلي ينفذ عمليات اعتقالات ضد الفلسطينيين على مدار الساعة، ويفرض إغلاقا على القرى والبلدات القريبة من أماكن حصول هذه العمليات، مع أن المعالجة الأمنية الفورية والعنيفة لهذه العمليات قد لا تكون مجدية من الناحية الأمنية، فضلا عن تسببها بإشاعة أجواء الإحباط في صفوف الفلسطينيين".


وأوضحوا أن "العمل الأمني الإسرائيلي يجب أن ينطلق من فرضيات استباقية قبل العمليات، وليس بعدها، وتركيز العمل بمناطق سكنية صغيرة، وليس بلدات واسعة ينفذ فيها الجيش وأجهزة الأمن عقوبات جماعية ضد الفلسطينيين، فالعمليات المقلصة تحدّ من هذه العمليات، وتحبطها على الأرض من خلال تركيز الإجراءات الميدانية، مثل الحواجز العسكرية والمكعبات الإسمنتية في الأماكن المرشحة لأن تشهد عمليات دهس".


وختم بالقول بأن "هذه الإجراءات أثبتت أنها توفر حلولا مجدية بتكلفة صفرية، بجانب التعقب الأمني الاستخباري من خلال السايبر والإنترنيت، الذي يفيد في بعض الأحيان بمنع وقوع بعض العمليات، كما أظهرت التحقيقات الأمنية مع العديد من منفذي الهجمات".

0
التعليقات (0)