ملفات وتقارير

هل يحمل آبي أحمد في جعبته حلا للأزمة في السودان؟

هل كانت زيارة آبي أحمد مرتبة مسبقا؟ - (صفحة مكتب آبي أحمد على تويتر)
هل كانت زيارة آبي أحمد مرتبة مسبقا؟ - (صفحة مكتب آبي أحمد على تويتر)

أثارت أول مبادرة للوساطة بين أطراف الأزمة في السودان التساؤلات حول جدواها، خاصة أنها جاءت بعد فض اعتصام القيادة العامة الذي راح ضحيته العشرات، وتعليق عضوية السودان بالاتحاد الأفريقي لحين تسليم السلطة للمدنيين.

وكان رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، وصل إلى الخرطوم على رأس وفد رفيع المستوى للوساطة، يضم رئيس هيئة الأركان سعري مكنن، ووزير الخارجية غدواند غاتشاو، والمستشار الأمني لرئيس الوزراء تمسغن طورنه.

والتقى الوفد الأثيوبي قادة المجلس العسكري الانتقالي، كما جلسوا إلى قوى إعلان الحرية والتغيير، وسط تباين حول جدية الوساطة، أو نجاحها في حل الأزمة بالسودان بين العسكر والمدنيين.

السياسي السوداني والمرشح السابق للرئاسة محمود حجا قال إن حقيقة وساطة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، ليست إلا مساعدة إقليمية للمفاوضين في قوى الحرية والتغيير بعد أن خسروا مرحلة التفاوض.

وتابع جحا لـ"عربي21" بأن القوى كانت بحاجة لأي مساعدة، لأنهم صعدوا خلال تفاوضهم مع المجلس العسكري، ما مثل تناقضا في تعاملهم مع المجلس، وكان مجيء آبي أحمد إلى السودان عاملا مساعدا لهم.

وتابع بأن الأمور في السودان لا تحتاج إلى أي وساطات، مؤكدا على أن المسار السوداني كان واضحا نحو الذهاب لانتخابات، لكن قوى التفاوض مع المجلس العسكري تعلم أنها لن تجد أي قاعدة شعبية في أي انتخابات مقبلة.

ونصح حجا القوى السياسية بالاستعداد للانتخابات، والعودة إلى القواعد، وعمل برامج سياسية، والبحث عن مرشحين مناسبين، متهما قوى الحرية والتغيير بأنها لا تملك أي خبرة سياسية لإدارة مثل هذه الأمور.

من جهته، قال آبي أحمد بعد ختام زيارته إنه يجب على  القوى السودانية المختلفة الابتعاد عن المصالح الضيقة، والدوافع الفئوية، والأطماع السياسية الفردية، لأنها لن تعالج الأزمة.

على جانب آخر، قال إنه من واجب الجيش والمنظومة الأمنية أن تركز على حماية الوطن وسيادته وأمن المواطنين القيام بدور إيجابي في المرحلة الانتقالية.

 

اقرأ أيضا: التغيير تشترط للتفاوض.. واعتقال أحد قيادييها بعد لقاء آبي أحمد

ويفهم من كلام آبي أحمد أنه يوجه رسالة لقوى الحرية والتغيير بشأن الانتقادات التي وجهت لها سابقا بمحاولة إقصاء باقي القوى السياسية والتفرد بالمشهد، والتي كان بعضها من داخل المجلس العسكري، وبعضها الآخر من قوى سياسية سودانية غير موقعة على إعلان الحرية والتغيير.

أما الرسالة الثانية فهي للمجلس العسكري الذي طالبته عدة دول وهيئات بالمسارعة للعمل على تسليم السلطة للمدنيين في أقرب وقت.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية إن لندن استدعت السفير السوداني للتعبير عن القلق بشأن أعمال العنف في الخرطوم، كما أعربت فرنسا الخميس عن أسفها لسقوط "عدد كبير من الضحايا" جراء قمع الحركة الاحتجاجية في السودان، مطالبة بتشكيل "حكومة مدنية" في هذا البلد.

وقررت مفوضية الاتحاد الأفريقي، الخميس الماضي، تعليق عضوية السودان، حتى يتم نقل السلطة إلى حكومة مدنية منتخبة.

الكاتب والمحلل السياسي، أحمد عثمان، قال إن زيارة آبي أحمد تأتي في سياق طبيعي بعد زيارات رئيس المجلس العسكري، عبد الفتاح البرهان، إلى إثيوبيا، وجنوب السودان قبل الأحداث الأخيرة.

وأشار في حديث لـ"عربي21" إلى أن البرهان حصل في زيارته ربما على ضوء أخضر لاتخاذ إجراءات معينة.

وأكد عثمان أن زيارة آبي أحمد مرتبة مسبقا، لتكون مخرجا للمجلس العسكري بعد تأزم الأمور وانعدام الثقة بين المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير، وعليه كان يجب حضور طرف ثالث.

وعن تعليق الاتحاد الأفريقي عضوية السودان في جميع أنشطته لحين لتسليم السلطة للمدنيين، قال عثمان إنه نوع من أنواع الضغط، وإن زيارة آبي أحمد ربما تكون متنفسا للأزمة.

وأشار إلى أن للزيارة ما بعدها، بعد أن اجتمع آبي أحمد بطرفي النزاع في السودان.

التعليقات (2)
مصري
السبت، 08-06-2019 08:16 م
في وجود الشياطين بن زايد و بن سلمان فمن المستحيل ان يتنازل خنازير إفريقيا في السودان عن السلطة ، إلا بإرادة الله سبحانه و تعالي و تلاحم و تكاتف الشعب وراء المعارضة .
خالد
السبت، 08-06-2019 06:17 م
مستحيل أن يسلم العسكر السلطة بعد أن تورطوا في مجازر جماعية لأن رقابهم ستطير أي مفاوضات و مبادرات ستكون من باب اضاعة الوقت و المماطلة و العسكر هم المستفيدون منها