صحافة دولية

WSJ: الحرس الثوري يجلب تكتيكات حرب العصابات للخليج العربي

وول ستريت: القوارب السريعة والألغام تجلب تكتيكات حرب العصابات للخليج العربي- جيتي
وول ستريت: القوارب السريعة والألغام تجلب تكتيكات حرب العصابات للخليج العربي- جيتي

نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا للصحافي سون إنجل راسموسن، يقول فيه إن الاستنتاج الأمريكي بأن إيران تقف خلف الهجمات ضد ناقلات النفط أثار المخاوف من مقدرة إيران على شن حرب عصابات في أهم الطرق المائية في العالم. 

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن أمريكا تعتقد بأن إيران استخدمت ألغاما لضرب أربع ناقلات نفط في خليج عمان هذا الشهر، بحسب ما قاله مستشار الأمن القومي جون بولتون يوم الأربعاء، دون أن يقدم تفاصيل أخرى، فيما قالت إيران إن اتهامات بولتون "مضحكة"، لافتا إلى أن الجانبين يقولان إنهما لا يريدان حربا.

ويلفت راسموسن إلى أنه ردا على الجهود الأمريكية لوقف صادرات إيران النفطية، فإن إيران هددت مكررا بإغلاق مضيق هرمز، الذي يفصل خليج عمان عن الخليج العربي، مشيرا إلى أن ثلث منتوج العالم من النفط والغاز المسال يمر من خلال المضيق، وإغلاقه يعني إعاقة إمدادات الوقود على مستوى العالم، ما قد يؤدي إلى صراع بحري. 

وتفيد الصحيفة بأن لدى إيران قوات بحرية تقليدية، لكن القوات البحرية الموازية للحرس الثوري هي التي تجعل المياه القريبة من إيران خطيرة، مشيرة إلى أن الحرس الثوري لديه قوارب سريعة للتجمع حول السفن المعادية، ومجهزة بالتوربيدات والصواريخ قصيرة المدى، وتستطيع تلغيم المضيق وإغلاقه بالطائرات. 

 

ويجد التقرير أن مثل هذه التكتيكات تسعى لترجيح الكفة لصالح المحارب الماهر والمستعد لتحمل الخسائر.

 

وينقل الكاتب عن رئيس كرسي "جي سي وايلي" للاستراتيجيات البحرية في كلية الحرب البحرية، جيمس هولمز، قوله في إشارة إلى بحرية الحرس الثوري: "كل قارب يمكن خسارته ولا يشكل إلا جزءا بسيطا من القوة البحرية للحرس الثوري.. فخسارة واحد منها لا يؤثر إلا قليلا، لكن كل قارب منها له أثر أكبر من وزنه". 

 

وتذكر الصحيفة أن مياه مضيق هرمز المحدودة، التي تضيق لتصل إلى 1.6 ميل بحري، تعيق السفن الكبيرة عن المناورة، وهذا لصالح القوات الإيرانية ذات المستوى التكنولوجي الأدنى.

 

ويبين التقرير أنه يمكن لإيران أن تضايق السفن، كما فعلت في الماضي، أو أن تحتجز السفن الأجنبية، أو القيام بأعمال أخرى لا تتسبب بما يكفي من الأضرار والإصابات لتبرير الرد العسكري، لكنها تذكر خصومها بطول يدها وإمكانيتها في تعطيل التجارة.

 

ويورد راسموسن نقلا عن الخبير في أمن الخليج العربي مع مركز التحليل البحري في فرجينيا، مايكل كونيل، الذي يفترض أيضا مسؤولية إيران، قوله إن حوادث الهجوم على الناقلات مؤخرا مثال على ذلك.

 

وتنقل الصحيفة عن إدارة ترامب قولها هذا الشهر ردا على ما تسميه التهديدات الإيرانية المتزايدة، بأنها سترسل حاملة طائرات مع سفن الدعم إلى الخليج العربي، وستنشر 1500 جندي في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أنها سرعت في بيع الأسلحة للسعودية والإمارات.

 

ويشير التقرير إلى أن أمريكا تحركت هذا الأسبوع لتخفيف التوتر، فقال الرئيس ترامب يوم الاثنين إنه يريد أن يبدأ التفاوض حول كيفية إنهاء الطموحات النووية الإيرانية، وقال إنه بالنسبة لإيران "أظن أننا سنتوصل إلى صفقة.. نحن لا نتطلع إلى تغيير النظام، أريد أن أوضح هذه المسألة، نحن نسعى إلى عدم وجود أسلحة نووية".

 

ويلفت الكاتب إلى أن بولتون بدا مخففا للهجته الصقورية يوم الأربعاء، فقال إن أمريكا "تحاول أن تكون حكيمة ومسؤولة" في محاولة تجنب الحرب مع إيران.

وتذكر الصحيفة أن المحلل في جامعة طهران محمد ماراندي، الذي تعكس آراؤه في العادة آراء المؤسسة الأمنية، حذر من أنه في حالة وقوع صراع فإن "إغلاق مضيق هرمز لن يكون سوى عرض جانبي"، وحذر من أن إيران ستقوم بمهاجمة منشآت النفط والغاز في أي بلد يدعم الهجوم عليها، ما سيؤدي إلى أزمة لاجئين في أوروبا، وتداعيات كارثية للاقتصاد العالمي، ونتيجة لذلك فإن "الاعتقاد هنا بأن احتمالات الصراع متدنية".

 

ويفيد التقرير بأن أمريكا وإيران اشتبكتا في البحر سابقا، فعندما بعثت أمريكا عام 1988 فرقاطة إلى الخليج العربي لحماية ناقلات النفط الكويتية من هجمات القوارب الإيرانية السريعة، انفجر فيها لغم إيراني متسببا بخرق في جسم السفينة، وقامت أمريكا ردا على ذلك بتدمير منصتي نفط إيرانيتين، وأغرقت فرقاطة إيرانية، ودمرت أخرى مع القوارب السريعة المصاحبة لها.

 

ويجد راسموسن أنه بعد ثلاثة عقود، فإن تكتيكات إيران البحرية لا تزال هي ذاتها، ومنذ عام 2007 فإن البحرية الإيرانية الموازية قسمت المسؤوليات: الحرس الثوري مسؤول عن حماية الخليج العربي، ويشارك في مسؤولية حماية مضيق هرمز مع البحرية التقليدية، التي تقوم بحراسة خليج عمان وبحر قزوين، ولديه نطاق عمل يصل إلى أندونيسيا.  

 

وتنوه الصحيفة إلى أن بحرية الحرس الثوري تسلمت على الأقل 46 قاربا هجوم سريع من الصين وكوريا الشمالية، في الفترة ما بين عام 1996 و2006، بحسب مكتب الاستخبارات البحرية، أما البحرية الإيرانية التقليدية فتعمل بسفن متوسطة، وهي البلد الوحيد في الخليج الذي لديه أسطول من الغواصات. 

 

وبحسب التقرير، فإن إيران تلقت في التسعينيات غواصات كيلو من روسيا يمكن تسليحها بالتوربيدات والصواريخ والألغام، بالإضافة إلى أنها أنتجت حوالي 13 غواصة صغيرة تحمل التوربيدوات محاكية غواصة وصلتها في 2004 من كوريا الشمالية، مشيرا إلى أن إيران أدخلت في شباط/ فبراير أول غواصة ساحلية منتجة محليا، بحسب مكتب الاستخبارات البحرية.

 

ويشير الكاتب إلى أن الصواريخ البالستية المضادة للسفن، التي يصل مداها إلى 300 كيلومتر، تعد من الأسلحة الأساسية بالنسبة للدفاعات البحرية الإيرانية، لافتا إلى أن أقوى الأسلحة الإيرانية هو إطلالها على مضيق هرمز، حيث يعتقد خبراء الحروب البحرية بأنه بإمكان إيران إغلاق المضيق لمدة أربعة أسابيع، من خلال أساليب حربها غير التقليدية والغواصات والحصار البحري.

 

وتختم "وول ستريت جورنال" تقريرها بالإشارة إلى أنه بالإضافة إلى الأضرار التي قد تنجم عن الرد العسكري الأمريكي، فإن الاقتصاد الإيراني سيعاني، فإيران تعتمد أكثر من أي بلد آخر على النفط الذي ينقل من خلال المضيق.

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)