صحافة دولية

واشنطن بوست: لماذا يحضر المضطهدون إلى واشنطن؟

واشنطن بوست: يأتي المضطهدون إلى واشنطن بحثا عن المساعدة في محاربة القمع- تويتر
واشنطن بوست: يأتي المضطهدون إلى واشنطن بحثا عن المساعدة في محاربة القمع- تويتر

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا كتبه المعلق فرد هيات، يقول فيه إن المعارضين لأنظمتهم والمدافعين عن حقوق الإنسان وأقارب المضطهدين يتدفقون من أنحاء العالم كله، ورغم المعوقات كلها، وضد أي منطق، على واشنطن، و"يأملون بلحظة واحدة من الوضوح الأخلاقي من قادة أمريكا". 

 

ويقول هيات في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إن "الأسبوع الماضي وحده شهد قادمين، بينهم خديجة جنكيز، خطيبة الصحافي القتيل جمال خاشقجي، الذي قتل على يد مجموعة من القتلة أرسلهم ولي العهد السعودي، وحضرت ابنة عالم إيغوري محرومة من والدها منذ أن فصل عنها في مطار بكين قبل ستة أعوام، وحضر وفد من هونغ كونغ، محذرا من أن الجزيرة المستقلة تقوم بالمحاولة الأخيرة لها للحفاظ على المجتمع الحر، في وقت تقف فيه أمريكا صامتة".

 

ويشير الكاتب إلى أن جنكيز تحدثت أمام جلسة استماع، وزارت صحيفة "واشنطن بوست"، حيث بدأت قصتها بالقول: "عمري 36 عاما، أنا تركية وكنت خطيبة جمال"، وهو كاتب العمود في الصحيفة، الذي جر إلى القنصلية السعودية في إسطنبول، في يوم 2 تشرين الأول/ أكتوبر، من أجل الحصول على وثائق احتاجها لإكمال زفافه منها.

 

ويلفت هيات إلى أن "جنكيز انتظرت خارج المجمع الدبلوماسي عندما دخل خاشقجي، وظلت تنتظره حتى منتصف الليل ولا تزال تنتظر، وبعدما قالت السلطات التركية إن لديها شريطا صوتيا يؤكد مقتل خاشقجي داخل السفارة، حاولت طالبة الدكتوراة البقاء بعيدا عن الأضواء، ورفضت دعوة لزيارة واشنطن، قائلة: (لم أكن مستعدة من الناحية العاطفية)، وبعد عدة أشهر قررت أن محاولة تحقيق العدالة للرجل الذي أحبته يعني أن عليها الظهور والقيام بدور عام". 

 

ويفيد الكاتب بأن جنكيز انتقلت إلى لندن لدراسة اللغة الإنجليزية، وجاءت أخيرا لمقابلة المسؤولين في الحكومة، الذين تعتقد أنه باستطاعتهم لو اختاروا مساعدتها، وإجبار السعوديين على الكشف عن خفايا الجريمة، مشيرا إلى قول جنكيز إن رد الفعل الأمريكي "لم يكن كافيا.. كنت أتوقع أكثر من هذا". 

 

ويقول هيات: "أما جواهر إلهام، التي وضعت نفسها للدفاع عن والدها المعتقل الاقتصادي الإيغوري المعروف إلهام توهتي، فكان آخر مرة شاهدته في عام 2013، وكان يريد السفر إلى إنديانا في إجازة علمية، كانت سترافقه فيها مدة أسبوعين، قبل أن تعود إلى الصين لتبدأ دراستها الجامعية، وعندما اعتقل أصر على مواصلتها الرحلة دونه، وعندما وصلت إلى شيكاغو، لم تكن حينها تعرف كلمة إنجليزية واحدة، ولم يتوفر لها الطعام الحلال في الطائرة، وهي في حالة من الصدمة". 

 

وينوه الكاتب إلى أنه بعد ستة أعوام فإنها تخرجت من جامعة إنديانا، وسافرت إلى واشنطن لتتسلم جائزة من "فريدم هاوس" نيابة عن والدها، لافتا إلى أنها تتحدث اللغات الإنجليزية والصينية والإيغورية والعربية، وتأمل بمواصلة دراستها في واشنطن، بحيث تواصل عملها للدفاع عن والدها وأبناء الإيغور المعتقلين، لأنه حكم على والدها خلال السنوات الست الماضية بالسجن مدى الحياة (عام 2014)، ومنذ عام 2017 منع من الاتصال تماما بعائلته. 

 

ويتساءل هيات قائلا: "لماذا هذه القسوة كلها؟ لا تعرف إلهام، لكن عزلة والدها تتزامن مع المعتقلات الجماعية في غرب الصين، التي احتجزت فيها الصين مليون مسلم من الإيغور والأقليات المسلمة الأخرى". 

وينقل الكاتب عن الباحثة في منظمة "هيومان رايتس ووتش" مايا وانغ، قولها إن الهجوم على الإيغور مثل الاعتداء على هونغ كونغ "هو مجرد عرض من أعراض عدوانية جديدة للحزب الشيوعي"، مشيرا إلى أنه في هونغ كونغ، التي منحت نظاما قانونيا بناء على معاهدة دولية، تطالب الصين بقانون الترحيل الذي يمنحها القدرة على ترحيل أي ناقد للحكومة من الجزيرة إلى البر الصيني. 

 

ويورد هيات نقلا عن الزعيم الديمقراطي مارتن لي، قوله: "لو كتبت مقالا لا يعجب الصين، يطلب منك الاعتراف"، ويرى لي أن القانون المقترح يعد تهديدا كبيرا للحرية في الجزيرة منذ أن سلمتها بريطانيا عام 1997، وأضاف: "سنحاول بناء على قدرتنا هزيمته.. لكننا نريد ضغطا خارجيا".

ويتساءل الكاتب: "هل ستحصل هونغ كونغ على المساعدة؟ تقول إلهام إن بعض أعضاء الكونغرس يتحدثون، وتشعر بالامتنان تجاه المسؤولين الذين أثاروا قضية والدها، وفي خطاب ألقاه مايك بومبيو في 11 أيار/ مايو في معهد كليرمونت، قال فيه إن (عقيدة ترامب) تشمل على حقوق الإنسان، فهي تنتقد الانتهاكات في إيران وكوبا وفنزويلا". 

 

ويستدرك هيات قائلا: "لكن الرئيس يقوض هذا ويلغيه كله، فهو يدافع عن قتلة خاشقجي في الرياض، ويثني على سجان الإيغور، الرئيس الصيني شي جينبنغ، ويصفه بـ(الصديق)، ويتحمس للطغاة من هنغاريا إلى روسيا والفلبين".

 

ويختم الكاتب مقاله بالقول إن "هذا التحيز لم يوقف القادمين بحثا عن مساعدة ضد الموجة الصاعدة من الديكتاتورية، ولربما جاؤوا لأنهم لم يجدوا مكانا يذهبون إليه، أو ربما لأنهم يفهمون أمريكا أكثر مما يفهمها رئيسها".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)

خبر عاجل