صحافة دولية

وول ستريت: لماذا تخشى دول الخليج الحرب مع إيران؟

وول ستريت: تعكس ردود الفعل الصامتة على الهجمات القلق من نزاع آخر في المنطقة- أ ف ب
وول ستريت: تعكس ردود الفعل الصامتة على الهجمات القلق من نزاع آخر في المنطقة- أ ف ب

نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا لمراسلها جارد ماسلين، تحت عنوان "في المواجهة الأمريكية الإيرانية تبتعد دول الخليج بوضوح عن المواجهة".

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن السعودية ودول الخليج لم تطالب بالمواجهة مع إيران بعد الهجمات الأخيرة في المنطقة، التي تقول الولايات المتحدة إن طهران هي التي أمرت بها.

 

ويرى ماسلين أن هذا الأمر يظهر عدم الرغبة بحرب جديدة في المنطقة، مشيرا إلى أن السعودية والإمارات طلبتا، على مدى السنين الماضية، من الولايات المتحدة التحرك ضد إيران، الجارة التي ينظر إليها بالتوسعية والتهديد الوجودي على دول الخليج. 

 

وتذكر الصحيفة أن أيا منهما لم تطلب برد عقابي ضد إيران، بعدما لام مسؤول أمريكي، ودون أدلة، طهران بعملية تخريب أربع سفن في الخليج، مشيرة إلى أن إيران تتهم أمريكا بمحاولة توريطها في الهجمات على السفن كذريعة للحرب، ولم يعلن أي طرف مسؤوليته عن الهجمات. 

 

ويلفت التقرير إلى أنه في تطور منفصل، أعلن المتمردون الحوثيون، الذين تدعمهم إيران، الهجوم على أنابيب النفط في السعودية، واعتبرت الأخيرة الهجوم فعلا إرهابيا، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي ربطت فيه السعودية الهجوم بإيران، إلا أنها لم تشر صراحة إلى مسؤولية طهران عنه. 

 

وينقل الكاتب عن وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، قوله: "تثبت هذه الهجمات مرة أخرى أهمية مواجهة الكيانات الإرهابية، بما فيها الحوثيون في اليمن، الذين تدعمهم إيران"، فبما وصفت الحكومة الإماراتية العمل بالتخريبي الذي استهدف منشآت حيوية، لكنها لم تتحدث عن مسؤولية ولا عن سبل الرد. 

 

وتورد الصحيفة نقلا عن وزير الدولة لشؤون الخارجية الإماراتية أنور قرقاش، قوله إن بلاده تريد تخفيف التوتر والدعوة للاستقرار، مشيرا إلى أن الإمارات تعمل مع الولايات المتحدة وفرنسا للتحقيق في عملية التخريب، وستعلن عن النتائج في أيام، وأضاف: "هذا أسبوع مضطرب حتى بمعايير المنطقة". 

 

وينوه التقرير إلى أن الولايات المتحدة أعلنت بناء على معلومات أمنية لم تحددها أن هناك تهديدا إيرانيا على مصالحها، وأمرت بتعزيزات عسكرية تشمل حاملة طائرات ومقاتلة مهام خاصة وجنودا، مشيرا إلى أنه في صورة عن المواجهة قالت الخارجية يوم الأربعاء، إنها أمرت الموظفين غير الرسميين في السفارة في بغداد وأربيل مغادرة العراق. 

 

ويفيد ماسلين بأن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، أعلن أنه لا توجد إشارات على تهديد محتوم للمصالح الأمريكية في بلاده، وقال إن بلاده تعمل على تخفيف التوتر بين البلدين، وأضاف: "الوضع في العراق مستقر، وحتى الآن لا توجد إشارة على تهديد لاستهداف أي شخص في العراق". 

 

وترى الصحيفة أن الرد الحذر من السعودية والإمارات يكشف عن تحفظهما من المواجهة مع إيران، مع زيادة التنافس الذي أدى إلى تصعيد حالة التوتر في الشرق الأوسط.  

 

وينقل التقرير عن المحلل في شؤون الخليج في معهد واشنطن، سايمون هندرسون، قوله: "لا الرياض أو أبو ظبي تريدان مواجهة مباشرة مع طهران"، وأضاف: "أتخيل أنهما أخذتا جانب الحذر، لكنهما سعيدتان أن حليفتهما الولايات المتحدة ترد بالطريقة التي يجب أن ترد بها". 

 

ويشير الكاتب إلى العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران، بدءا من إلغاء الاتفاقية النووية، والعقوبات الاقتصادية، وتهديد الدول التي تريد شراء النفط الأمريكي، وأخيرا تصنيف الحرس الثوري الإسلامي منظمة إرهابية. 

 

وتبين الصحيفة أن أي حرب لن تكون مدمرة على إيران فقط، بل على دول الخليج أيضا، فإيران لديها صواريخ باليستية وقدرة على شن حرب منسقة في الشرق الأوسط، لافتة إلى أن الحرس الثوري ساعد على دعم مليشيات في لبنان والعراق وسوريا واليمن، ولديه القدرة على الإضرار بالمصالح الأمريكية ودول الخليج. 

 

ويورد التقرير نقلا عن المحللين، قولهم إن إيران قد تلجأ إلى إغلاق مضيق هرمز الذي تمر منه ناقلات النفط، ولهذا تحتاج السعودية الاعتماد على الولايات المتحدة والأسطول الخامس في البحرين. 

 

ويرى ماسلين أن الأزمة الحالية تعكس الانقسام داخل دول الخليج في التعامل مع إيران، فدول مثل عُمان وقطر تحتفظان بعلاقات دبلوماسية مع طهران، بل إن ميناء دبي يعد مركزا مهما للتبادل التجاري مع إيران، رغم تراجع مستوياته بسبب العقوبات. 

 

وتختم "وول ستريت جورنال" تقريرها بالإشارة إلى قول المحللة البارزة في شؤون الجزيرة في مجموعة الأزمات الدولية إليزابيث ديكنسون: "الحد الأدنى هو أن المواجهة العسكرية لا تخدم مصلحة أي طرف.. لن تهدد الأمن الحيوي لدول الخليج فحسب، لكن التصعيد سيكشف عن الديناميات الهشة في الشرق الأوسط".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)