صحافة دولية

أتلانتك: كيف قيّمت هجمات سريلانكا مستقبل تنظيم الدولة؟

أتلانتك: تنظيم الدولة يعيد انطلاقته كمنصة عالمية- حيتي
أتلانتك: تنظيم الدولة يعيد انطلاقته كمنصة عالمية- حيتي

نشرت مجلة "ذي أتلانتك" مقالا لكل من الباحث في مركز دراسات التطرف في جامعة لندن، تشارلي ونتر، ومؤسس مشروع أرشيف "تنظيم" الدولة، أيمن التميمي، يقولان فيه إن تفجيرات سريلانكا كانت بمثابة استعراض لمستقبل تنظيم الدولة.

 

ويقول الكاتبان في مقالهما، الذي ترجمته "عربي21"، إنه "بعد يومين من تفجيرات سريلانكا، خرج علينا التنظيم وقال إنه يقف خلف الهجمات، ودعم كلامه هذا بعرض فيديو يظهر المهاجمين وهم يجتمعون أمام رايته، ويعلنون مبايعتهم لقائد التنظيم الحالي أبي بكر البغدادي". 

 

ويشير الباحثان إلى أن "هذا الهجوم كان متوقعا لبعض الوقت، وهجمات أخرى شبيهة لا بد أنها قيد التخطيط، وليس فقط في سريلانكا؛ وذلك لأن الإرهاب لطالما كان تكتيكا دعائيا للتنظيم، وهذا لن يتغير؛ لأن التنظيم حاول بناء شبه دولة على الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق وسوريا، وتمت هزيمته عسكريا في وقت سابق من هذا العام".

 

ويقول الكاتبان إنه "بعد هجوم مثل ذلك الذي وقع في سريلانكا في نهاية الأسبوع الماضي، نحتاج أن نسأل ما هو الغرض الذي يتأتى لأولئك الذين يعلنون عن مسؤوليتهم، وما هي الفائدة لهم؟ بالنسبة لتنظيم الدولة الأمر واضح: فإن فائدة الإرهاب الاستراتيجية للتنظيم لم تكن أهم منها اليوم، وذلك لأن دعاية التنظيم مؤخرا كانت تقوم على الادعاء على أن التنظيم تخلى عن الواقع على الأرض لدولته منذ زمن بعد أن حقق (الانتصار)، وفي هذا إشارة إلى أن دولته المؤقتة كانت بهدف بناء منصة دولية للتنظيم يضمن مستقبله بحشد عشرات الآلاف من المؤيدين وتشريبهم وأقاربهم لفكره ورسالته".

ويؤكد الباحثان أن "المعارضين داخل التنظيم غير مقتنعين بهذا الادعاء، ويحتجون بأن خسارة الأرض، التي كان سببها الظلم والتطرف، حولت تنظيم الدولة إلى مهزلة، واقترح بعضهم ثورة شاملة ضد البغدادي، داعين أعضاء التنظيم في العراق وسوريا وغيرهما للانتفاضة ضده".

 

ويستدرك الكاتبان بأن "من الواضح أن هؤلاء المعارضين، الذين فر كثير منهم الآن إلى شمال غرب سوريا وتركيا، لم يستطيعوا إقناع المؤمنين الحقيقيين بفكر التنظيم، خاصة أولئك المقتنعين بكل ما يرد في دعاية التنظيم، وهؤلاء هم من يهم في الحقيقة، لأن هؤلاء هم من سيبقون التنظيم طافيا على مدى الأشهر والسنوات القادمة".

 

ويلفت الباحثان إلى أنه "بالنسبة لهؤلاء، فإن الهجمات الإرهابية مثل تفجيرات سريلانكا، ومحاولة القيام بعملية في السعودية، وهجوم على الحدود في جمهورية الكونغو الديمقراطية الأسبوع الماضي، كلها أدلة على انتصار تنظيم الدولة الأكبر، فبالنسبة للمؤمنين بفكر التنظيم فإن تلك كلها أدلة على نجاح التنظيم في التوسع والوصول والإمكانيات مثلما يدعي زعماء التنظيم". 

 

ويستدرك الكاتبان بأن "الهجمات الكبيرة أصبحت صعبة التنفيذ، ولذلك فهي أسلوب لا يعتمد عليه كطريقة للإشارة إلى قوة التنظيم، ولذلك يقوم تنظيم الدولة برعاية (دليل) مهم آخر على أهميته: ففي هيكله التنظيمي يقوم التنظيم بفك ما يربط سوريا والعراق بالعلامة التجارية للتنظيم (الخلافة)".

 

ويفيد الباحثان بأن "هذا الجهد بدأ بجد منذ الصيف الماضي، عندما قلص التنظيم ولاياته المتعددة في العراق وسوريا إلى ولايتي الشام والعراق فقط، ثم قام بتطبيق الأمر ذاته على التنظيم المنتسب إليه في اليمن وفي ليبيا، بالإضافة إلى أنه تم إطلاق ولاية على التنظيمات الأبعد، مثل الصومال وجنوب شرق آسيا".

 

وينوه الكاتبان إلى أن "هذا الأمر لم يكن مجرد تحول لفظي، فإن تنظيم الدولة يحاول إعادة تأطير سوريا والعراق كمجرد ولايتين من الخلافة العالمية، وهو ما جعل الاحتجاج بأن التنظيم لا يزال حيا وفي وضع جيد في بقية أنحاء العالم، حتى لو خسر التنظيم أراضي دولته البدائية".

 

ويقول الباحثان: "قد رأينا هذه الاستراتيجية من قبل، ففي عام 2004، عندما هزم تنظيم القاعدة في العراق عسكريا في الفلوجة، التي احتلها تنظيم القاعدة لمدة 6 أشهر مع غيره من المتمردين، في حينها صور قائد المجموعة وقتها أبو مصعب الزرقاوي الهزيمة وخسارة الأرض على أنها نكوص تكتيكي على المدى القصير، لكنه انتصار استراتيجي على المدى البعيد، وقال إن أهمية الفلوجة تكمن فيما أبرزته تلك المعركة من مزايا تنظيم القاعدة في العراق، فقد وضعت تلك المعركة تنظيم القاعدة في العراق على الخارطة، وأظهرته على أنه قوة يعتد بها وقادرة على محاربة (الصليبيين) مباشرة، وعلى نشر فكرها في أنحاء العالم، وقال إن ذلك بحد ذاته لا يقدر بثمن، وقال أيضا إن تنظيم القاعدة في العراق أضعف ماديا، لكن ذلك لا يهم لأنه في الوقت ذاته قوي أيديولوجيا".

 

ويبين الكاتبان أن "تنظيم الدولة هكذا يحاول تجاوز محنة خسارة الأراضي الآن، ولذلك يجب علينا توقع المزيد من نشاطه وليس أقل، وليس مهما إن كان زعماء تنظيم الدولة يصدقون فعلا ما يقولونه، المهم أن المؤمنين بفكر التنظيم يقبلون تلك الرواية، وإن استمروا في قبولهم فإن أمام التنظيم فرصة جيدة في الحياة عبر مرحلة ما بعد فقدان الأراضي من وجوده".

 

ويجد الباحثان أن "هذه هي الرسالة التي يتم تكرارها في دعاية التنظيم لفترة طويلة من الزمن الآن: لقد كانت الدولة في سوريا والعراق عظيمة، لكنها تمكنت من تحقيق ما هو أعظم، وما نراه في سريلانكا هو ذلك (الشيء الذي هو أعظم)".

 

ويؤكد الكاتبان أن "قلب تنظيم الدولة سيختفي تحت الأرض في الأشهر والسنوات القادمة، في الوقت الذي ستصبح فيه الوحدات الواقعة في أطراف التنظيم أكثر خطورة، ويعتقد التنظيم أن هذا سيسد الثغرة التي حصلت بسبب اختفاء الدولة، ويعطي التنظيم ما يحتاجه للحفاظ على زخمه التنظيمي والأيديولوجي، ومن الضروري أن نأخذ هذا الأمر بالحسبان".

 

ويختم الباحثان مقالهما بالقول: "مع أنه من المحبط قول هذا، إلا أنه يجب علينا توقع المزيد من محاولات وقوع هجمات مثل هذه الهجمات بشكل أكبر على المدى المنظور، فهجمات سريلانكا ليست مجرد هجمات عابرة، وإنما هي مجرد تجربة".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (1)
مواطن
الثلاثاء، 30-04-2019 09:40 ص
شو هالاستعراض وشو ها للبطيخ و شو ها لداعش حدا من البشر يقتل مدنيين في الكنائس !!! ويترك المحتل الاسرائيلي!!! ان كان داعش رجالا فليأتوا لداخل اسرائيل !!! ويعملوا رجولية!!!