سياسة عربية

قيادي بالمعارضة السورية: واشنطن تبحث عن نقاط التقاء مع تركيا

مباحثات تركية أمريكية في أنقرة عن الوضع في مناطق شرقي الفرات- جيتي
مباحثات تركية أمريكية في أنقرة عن الوضع في مناطق شرقي الفرات- جيتي

علق قيادي بارز في المعارضة السورية، على تصريحات المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، التي قال فيها إن بلاده تجري مباحثات مع تركيا حول منطقة آمنة لا يكون فيها تواجد للوحدات الكردية التي تصنفها أنقرة إرهابية.

وقال مسؤول المكتب السياسي في لواء المعتصم، مصطفى سيجري، لـ"عربي21"، إن "الأصل في التحركات الأمريكية الحالية والممثلة بفريق جيفري، هو البحث عن نقاط الالتقاء مع الجانب التركي".

وأضاف أنه من المعروف أن لتركيا "خطوطا حمرا لا يمكن التهاون بها، وواشنطن كانت تقدم الدعم للمجموعات الانفصالية الإرهابية بحسب الرواية التركية، وكلا الطرفين بات يعتقد بضرورة تصفير المشاكل والبحث عن حلول واقعية وعملية".

وأضاف: "لا يمكن لتركيا أن تقبل ببقاء سيطرة حزب العمال الكردستاني وأفرعه السورية، على المناطق الحدودية، ولا يمكن لها أن تصمت على استمرار تدفق الدعم الأمريكي والدولي تحت مسمى الحرب على الإرهاب".

وتابع سيجري، بأن واشنطن ما زالت تفرق بين حزب العمال الكردستاني كتنظيم تركي إرهابي، وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" كتنظيم سوري محلي وشريك في الحرب على تنظيم الدولة، معتبرا أن "المفارقة الآن، أن هناك محاولة من الأمريكان لتفهم المخاوف التركية، ومن الواضح أن السيد جيمس جيفري يعمل على إيجاد مخرج من الأزمة الحالية، تتيح لتركيا حماية حدودها الجنوبية".

وكان جيفري أعلن، الاثنين، أن بلاده تعمل مع تركيا حول إنشاء منطقة آمنة خالية من ميليشيا "الوحدات الكردية" المدعومة من واشنطن، في سوريا.

وأضاف خلال كلمة ألقاها جيفري في المؤتمر السنوي المشترك الـ37، الذي ينظمه مجلس الأعمال التركي الأمريكي (TAIK)، والمجلس الأمريكي التركي (ATC) في واشنطن، أن "تركيا والولايات المتحدة كانت لديهما ولا تزال في الوقت الحاضر، شراكة جيوستراتيجية مهمة".

 

إقرأ أيضا: الخلافات الداخلية تعصف بقوات سوريا الديمقراطية.. ما مصيرها؟

خطوة للوراء

من جانبه، اعتبر الكاتب الصحفي التركي، عبد الله سليمان أوغلو، أن التصريحات الأمريكية الجديدة تعطي انطباعا بأن واشنطن عادت خطوة للوراء، في علاقتها مع أنقرة، التي سادها التوتر في الفترة الماضية، نتيجة السياسات الأمريكية.

وقال في تصريح لـ"عربي21"، إن "أمريكا تحاول استرضاء تركيا من خلال هذه التصريحات".

وكانت مصادر في "قسد" أكدت أنها تتعرض لضغط من الولايات المتحدة، من أجل السماح بانتشار قوات تركية، على الشريط الحدودي داخل الأراضي السورية شرقي الفرات.

وأوضحت المصادر، في تصريحات لوسائل إعلام غربية، أن واشنطن تضغط على "قسد" من أجل السماح بانتشار عدد محدود من القوات التركية، داخل مناطق سورية محاذية للحدود مع تركيا، بحيث تكون جزءا من مشروع المنطقة الآمنة شمال شرق سوريا".

والسؤال المطروح: إلى أي حد تعتبر تركيا أن نشر قواتها بشكل محدود على الحدود السورية، مع الإبقاء على "قسد" على ما هي عليه، أمر كاف لدرء التهديدات الأمنية لأراضيها؟

حل وسطي

وفي رده على ذلك، أكد الكاتب الصحفي التركي عبدالله سليمان أوغلو، أن لدى أنقرة مطالب، من بينها تسلمها أمن الشريط الحدودي السوري كاملا، إلى جانب وقف الولايات المتحدة تسليحها "قسد"، وكذلك إشراك المكون العربي حتى يكون هذا المكون فاعلا وصاحب قرار.

وقال: "قد يكون ذلك حلا وسطيا يرضي تركيا، أي الدمج بين الرؤية الأمريكية والتركية، بتأسيس منطقة آمنة يكون فيها تواجد لتركيا، وكذلك لـ قسد لكن بهيكلية جديدة، وشراكة فعلية للعرب".

ولفت أوغلو إلى مطالبة تركيا بسحب السلاح الثقيل من يد "قسد"، وتحويلها إلى قوات مهمتها الحفاظ على الأمن (شرطة)، مضيفا أنه "قد يكون هذا الحل مرضيا لتركيا، بدلا من خيار الدخول في عملية عسكرية، غير مضمونة النتائج"، كما قال.

يذكر أنه وبحسب مصادر "قسد" فإن المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري سيتوجه إلى مناطق شرقي الفرات في الأيام القادمة، لبحث الخطة الأمريكية الجديدة.

التعليقات (0)