ملفات وتقارير

مخطط نفوذ إيراني بإنشاء "طريق حرير" عبر العراق وسوريا

روحاني زار العراق ومن المتوقع أن يزور سوريا قريبا- جيتي
روحاني زار العراق ومن المتوقع أن يزور سوريا قريبا- جيتي

كشفت زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى العراق مؤخرا، عن مخطط لدى طهران يهدف إلى إنشاء سكة حديد على الطريقة الصينية، تربط إيران بالعراق وسوريا، بما يخدم خطط نفوذها في المنطقة.

وبرز من بين الاتفاقيات الرئيسة التي وقعها روحاني مع نظيره العراقي برهم صالح، بناء خط سكة حديد يربط معبر شلامشة الإيراني الحدودي بالبصرة. 

وبحسب تقرير لـموقع "مونيتور" الأمريكي، اطلعت عليه "عربي21"، فإن الأمر "جزء من خطة إيران لإقامة خط سكة حديد بين حدودها الغربية مرورا بالعراق وصولا إلى سوريا، ويمتد نحو ميناء اللاذقية على البحر المتوسط".

 

اقرأ أيضا: الحكومة العراقية تعلن توقيع حزمة اتفاقيات مع إيران


وكشف عن أن النظام السوري سيسلم إدارة محطة الحاويات في ميناء اللاذقية إلى إيران، الأمر الذي يشير إلى أن "طهران تسرع خطتها الطامحة لإقامة ممر عن طريق التواصل في وقت واحد مع الحكومتين السورية والعراقية".

وسبق أن قال وزير النقل في حكومة النظام السوري، علي حمود، في وقت سابق، إن ربط سوريا والعراق وإيران بسكك الحديد يعد "ضمن الأولويات التي نعمل عليها".

وأشار إلى أن عملية الربط ستتم عبر منطقة شلامجة الحدودية، لافتا إلى "ضرورة إنشاء 32 كيلومترا من سكك الحديد في الأراضي العراقية للاتصال بخط سكك البصرة المرتبطة مع بغداد وكربلاء والكاظمية وشمال العراق".
 
وأضاف أن عملية الربط ستمكن العراقيين من السفر إلى مختلف مناطق إيران، وكذلك العبور إلى سوريا وتبادل البضائع.

وعند الوقوف على أهمية سكة الحديد هذه بالنسبة لإيران، فإن الخبير الاقتصادي السوري عبد الرحمن جاموس، أوضح لـ"عربي21"، أنها تأتي جزءا من خطتها طويلة الأمد لتحقيق دور مركزي في مبادرة الحزام والطريق الصينية، التي تمثل محور عبور بين الشرق والغرب.

وأشار إلى أن الخطوات الإيرانية في سوريا والعراق، تأتي أيضا في إطار اختراق العقوبات الأمريكية التي تعد الأكبر في تاريخها، لهذا تحاول إيران الحصول على العوائد المالية بعد استحالة تصدير نفطها. 

 

وعن خطوتها بما يخص سكة الحديد، قال جاموس: "تعمل إيران الآن من أجل انتزاع عقود استثمارية بآجال طويلة في كل من العراق وسوريا، وإلى الآن نجحت في العراق، وحصلت على عوائد مليارية، بعد أن أفسدت الطبقة السياسية العراقية كامل مرافق الاقتصاد، وهذا ما ستعمل عليه في سوريا"، وفق قوله.

 

اقرأ أيضا: صحيفة إسبانية: ما فحوى زيارة روحاني إلى العراق؟

 

وأضاف أن "الخطوة الإيرانية تأتي في سباق مع الزمن لحجز دور اقتصادي مهم في مشروع طريق الحرير الصيني الجديد، إذ إن بكين كقوة اقتصادية بدأت تحاول ربط شرق آسيا بأوروبا مجددا. وبدا ذلك جليا منذ افتتاح الصين لخدمات السكك الحديدية التي تربطها بغرب أوروبا عبر كازاخستان وروسيا.

ولفت إلى أن مشروع طريق الحرير الجديد، أتى نتيجة تعاون بين تركيا والصين، وقام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مؤخرا بتدشين مشروع سكة حديد مع أذربيجان وجورجيا،  أطلق عليه "بي تي كيه".

ويربط الخط بين سواحل أذربيجان المطلة على بحر قزوين والعاصمة الجورجية تبليسي، ويمتد حتى مدينة قارص الواقعة في شمال تركيا. ويعد خط السكك هذا أهم حلقة في المشروع الضخم الذي يربط الصين بأوروبا، بحسب صحيفة "تاغس شبيغل" الألمانية.

وتبدو إيران لا تريد أن تتخلف عن المشروع، لا سيما مع الطموحات الروسية والتركية في المشروع الصيني.

من جانبه، اعتبر المحلل الإيراني، يوسف يلوح، أن الخطوة الإيرانية، "طبيعية"، وتأتي في ظل العلاقات الإيرانية السورية الجيدة، لا سيما أن الدولتين تحظيان بعلاقات متقدمة في جميع المجلات، وكدولتين حليفتين، فإن الاتفاقيات هذه ليست شيئا مفاجئا.

وشدد في حديثه لـ"عربي21"، على أن لإيران الحق بإبرام الاتفاقيات الثنائية مع أي دولة حليفة لها في المنطقة، وأنه من المعيب أن تتعرض لانتقادات بسبب أنها تقوم باتفاقيات تجارية واقتصادية مع الدول الحليفة لها بما يخدم بلدها.

وقال إن إيران وسوريا تحظيان بعلاقات قديمة، وأنهما حتى قبل الحرب السورية، وقعا اتفاقيات ومشاريع عدة في البلدين، بما يخدم مصالحهما التجارية.

في المقابل، لفت الناشط المعارض السوري أحمد محمود، إلى أن الاتفاقيات التي يتم توقيعها بين سوريا وإيران ليست طبيعية، مشددا على أن الثمن السوري باهظ منها، بسبب تنازل النظام السوري لحليفته إيران في الاتفاقيات ليكون الطرف الخاسر على حساب ثروات البلاد، وحقوقها التجارية.

وأكد لـ"عربي21"، أن الاتفاقيات هذه إنما هي ثمن التدخل الإيراني إلى جانب الأسد في الحرب السورية، ضد المعارضة. 

 

اقرأ أيضا: "عربي21" ترصد عمائم نفوذ إيران بسوريا ومؤسساتها (ملف)

وقال إن سيطرة إيران على إدارة الحاويات في ميناء اللاذقية سيكون أمرا غير مشروع، وأن طهران تستغل علاقتها بنظام الأسد في سوريا من أجل تحقيق نفوذها في المنطقة بشكل أكبر، في صفقات تجعل من سوريا الطرف الخاسر، ولجعل النظام السوري يدفع مقابل الدعم الذي حصل عليه منها ضد المعارضة.

التعليقات (0)