صحافة إسرائيلية

مسؤولون إسرائيليون يبحثون وضع غزة وضغوط عباس عليها

الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها غزة جاءت بفعل الضغوط التي مارسها عباس على القطاع- جيتي
الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها غزة جاءت بفعل الضغوط التي مارسها عباس على القطاع- جيتي

كشف وزير إسرائيلي سابق قائلا: "اجتمعت مؤخرا مع عدد من المسؤولين العرب في الدول المعتدلة، وعبرت لهم عن سعادتي بسبب تنامي العلاقات السرية والعلنية معهم، لكني وجدت نفسي في وضع لا أحسد عليه؛ بسبب الترتيبات السياسية الأخيرة التي دخلت فيها إسرائيل مع حماس في غزة".


وأضاف يوسي بيلين، في مقاله بصحيفة إسرائيل اليوم، وترجمته "عربي21"، أنني "رغم محاولتي التوضيح لهم أنه لا يوجد حل بسيط للمواجهة السائدة مع حماس، لكني لم أستطع أن أقنعهم؛ لأن هؤلاء المسؤولين العرب يعتقدون أن تطبيق التفاهمات بين حماس وإسرائيل يضر بمصالحهم في المنطقة؛ لأن الحركة حليفة لإيران وقطر، وهما العدوتان الإقليميتان لها".

 

وأشار بيلين، الذي شغل مهامّ عديدة في الكنيست والحكومات، ومنها وزير القضاء، أن المسؤولين العرب، الذين لم يكشف هويتهم، أعربوا له أن "تفاهمات إسرائيل مع حماس تمنح شرعية للحركة، وتحول قطر إلى لاعبة مركزية في غزة، رغم مقاطعتها من قبل الدول المجاورة لها، وطالبوا بإيجاد تعاون إقليمي لمواجهة حماس يجبرها على الموافقة على شروط السلطة الفلسطينية، التي ستؤدي أخيرا إلى نقل السيطرة على غزة إليها".

 

اقرأ أيضا: هنية: غزة قادرة على استعادة البوصلة رغم الأحداث الأخيرة

وأكد بيلين، أحد رموز حزب العمل، ورئيس حزب ميرتس، ومن رواد مسيرة أوسلو مع الفلسطينيين، أن "ذلك يتطلب تخفيف الضغوط عن سكان غزة، ومنحهم تصاريح للعمل في إسرائيل، لأن إسرائيل تدفع ثمنا باهظا لاستمرار الفصل بين قطاع غزة والضفة الغربية، ومع أن هذا الفصل يعفيها من الالتزام بمبدأ حل الدولتين، لكنه يخدم الطرف البراغماتي في العالم العربي، ويقلص نفوذ وتأثير الطرف الراديكالي القريب من إيران".

 

وأوضح أن "تقليص الولايات المتحدة للمساعدات المالية المقدمة للسلطة الفلسطينية يتعارض مع المصالح الإسرائيلية، وجاءت صواريخ تل أبيب الأخيرة دليلا جديدا على انعدام جدوى التفاهم مع حماس".

 

وأضاف أن "الانسحاب الإسرائيلي من غزة في 2005 على يد أريئيل شارون كان بغرض فصل غزة عن الضفة، وإقامة دولة فلسطينية في القطاع، دون أن يكون جزءا من الاتفاق مع السلطة الفلسطينية، لكن ذلك لم ينجح، وكذلك التفاهمات الأخيرة مع حماس لم تمض قدما، لأن الحل لا يكمن في أي ترتيب مع حماس أو شن عملية عسكرية كبيرة ضدها".

 

وختم بالقول إن "الحل النموذجي مع الفلسطينيين يكمن في استئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، بغض النظر عن صفقة القرن أو سواها، ووقف التقليصات المالية عن السلطة، والاستعانة بدعم الدول العربية المعتدلة؛ لإجبار حماس على التسليم بقيادة السلطة الفلسطينية للساحة السياسية".

 

فيما قال الجنرال يوسي كوبرفاسر، الرئيس السابق لشعبة الأبحاث في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، إن "الرئيس الفلسطيني محمود عباس يواصل الضغط على قطاع غزة، في حين أن المصلحة الإسرائيلية تكمن في استقرار القطاع، لأن إمكانية تزعزع سلطة حماس في غزة احتمال قائم، لكنه ضعيف جدا".

 

وأضاف في مقابلة مع موقع ميدا، ترجمتها "عربي21"، أن "الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها غزة جاءت بفعل الضغوط التي مارسها عباس على القطاع، وهو سيمضي في عقوباته مجددا بصورة أقسى من السابق؛ بهدف أن يؤدي لزعزعة الاستقرار في القطاع، في حين أن مصر وإسرائيل تسعيان لبقاء هذا الاستقرار".

 

وختم بالقول إن "قطاع غزة يشهد وجود العديد من المجموعات المسلحة، ومن المنطقي التوصل إلى تفاهمات مع حماس، وهذا لا يعني أن إسرائيل بدأت قصة حب مع الحركة بصورة مفاجئة".

التعليقات (0)