كتاب عربي 21

سيسي نيوزلندا الصغير

آيات عـرابي
1300x600
1300x600

وكأن ميدان رابعة العدوية انتقل إلى تلك البلدة البعيدة في نيوزلندا، وكأن محيط مسجد النور لم يتجاوز العام 2013 عند الحرس الجمهوري في مصر، حيث يصلي المعتصمون الفجر، بينما فتحت قوات الجيش والشرطة النار على ظهورهم. هذه رابعة جديدة تتكرر بتفاصيلها ولكن في نيوزلندا هذه المرة. 

 

جرأة على سفك الدماء


نفس مشاعري لم تتبدل، نفس الصدمة التي شعرت بها ونفس إحساس عدم التصديق، وأنا أتلقى أنباء مجزرة رابعة، نفس الذهول الذي انتابني وأنا أنظر للمرة الأولى في حياتي منذ 6 سنوات تقريبا إلى مشاهد يطلق فيها الجيش والشرطة النار على المصلين في مجزرة الحرس الجمهوري. نفس الدهشة وعدم القدرة على الفهم. 

 

لم يكن مرتكب الحادث الإرهابي في نيوزيلندا هو وحده من حمل هذا الغل تجاه المسلمين، بل سبقه السيسي الذي لا يترك مناسبة إلا وانتقص فيها من المسلمين


هل هذه الدرجات من الوحشية متاحة لدى البشر حقاً أم أننا في كابوس وسرعان ما نصحو منه؟ هل يمكن للبعض أن يصلوا إلى هذه الدرجة من الجرأة على سفك الدماء؟ لقد شعرت وأنا أشاهد في ذهول، مقطع البث المباشر الذي يتحدث فيه مرتكب الحادث الإرهابي عن جريمته بأن الزمن عاد بنا إلى شهر آب (أغسطس) 2013. 

أن يمسك أحدهم ببندقية ويتحرك بكل هذا الغل ويدخل بيتا من بيوت الله ويصوب سلاحه إلى ظهور مصلين لا يشعرون به، فهذا قدر من الوحشية، يتحدى قدرتي على التخيل. 

من المؤكد أن مشاعر القاتل لم تختلف كثيرا عن مشاعر من ارتكبوا مجزرة رابعة، في الحالتين كانوا يصوبون سلاحهم إلى ظهور بشر لم يعرفوهم. 

هذه أمور مازالت قادرة على جعلي أشعر بالذهول، وكلما ظننت أن حدثا ما من تلك المجازر الدامية التي تشهدها بلادنا، قد بلغ الذروة في دمويته، فاجأني حدث جديد يتفوق على سابقه في وحشيته. 

 

أن يمسك احدهم ببندقية ويتحرك بكل هذا الغل ويدخل بيتا من بيوت الله ويصوب سلاحه إلى ظهور مصلين لا يشعرون به، فهذا قدر من الوحشية، يتحدى قدرتي على التخيل.


لا أفهم شعور من ارتكبوا مجزرة رابعة وكيف طاب لهم بعدها أن يتناولوا غداءهم أو عشاءهم كما لا أستطيع أن أفهم كيف يمكن لطيار من طياري بشار، أن يطير بطائرة محملة بالبراميل المتفجرة ليلقيها فوق منزل ينام فيه أطفال ثم يعود إلى منزله ليقضي وقتا مع أطفاله. 

لم يكن مرتكب الحادث الإرهابي هو وحده من حمل هذا الغل تجاه المسلمين، بل سبقه السيسي الذي لا يترك مناسبة إلا وانتقص فيها من المسلمين وزعم فيها أن 1.6 مليار مسلم يهددون العالم. سبقه بشار في سوريا بمجازر الغوطة وحلب ودير الزور وغيرها. ولا شك أن مرتكب حادث نيوزلندا لو نظر إلى أداء السيسي في مجازر رابعة والنهضة وما قبلها وما بعدها وقدرته على سفك الدماء وإلى ما ارتكبه بشار في سوريا منذ ثمان سنوات وحتى الآن، لأدرك أنه ما زال صغيرا يحبو وأنه مجرد سيسي صغير لم يتخرج بعد.

كتب أحدهم معلقا على تدوينة كتبتها على صفحتي العامة أقدم فيها العزاء لشهداء المجزرة، يستنكر ترك الناس لبلادهم. والحقيقة أنهم تركوا بلادهم بحثا عن حياة كريمة في بلاد لا تلقي بالمرضى فيها من المستشفيات إلى الشوارع، هؤلاء بحثوا عن بلاد لا يرون فيها السيسي على الشاشات يحدثهم عن نظرياته الاقتصادية بعد انقلاب عسكري تلته مجازر استشهد فيها الآلاف، هؤلاء تركوا بلادهم لكي لا يروا دخانا يتصاعد من محيط مكان ما في بلادهم المنكوبة حاملا معه أنباء مجزرة جديدة وأسماء شهداء جدد.

التعليقات (6)
يوسف بوشمع
الأحد، 17-03-2019 07:36 م
صدق ربي"لتجدن اشد الناس عداوة للذين امنوا اليهود والذين اشركوا " "ولن ترض عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم " فالكفر ملة واحدة فحسبنا الله ونعم الوكيل؛
حسن.زغيدة
الأحد، 17-03-2019 05:34 م
عمرو.خمسة.وثلتون
الزروق الشيباني
الأحد، 17-03-2019 10:12 ص
ان ما تلقاه ويتلقاها كل مواطن عربي من هده ا?نضمة المستبدة اشد وطأة من العدو المستعمر عبر التاريخ من الصليبيين والمغول.ولكن سوف ينتصر الحق ووعد الله حق .السيسي ومن على شاكلته في مزبلة التاريخ .
Soma mood
الأحد، 17-03-2019 04:00 ص
الحادث الإرهابي في نيوزلندا الغرض منه غير الكره والبغض لكل ماهوا إسلامي ...هوا الحد من هجرة المسلمين إلى بلاد الغرب المسيحي ...
تقديري للأستاذة الفاضلة آيات!
السبت، 16-03-2019 10:07 م
لك يا سيدتي خالص التقدير للتذكير بمجازر وفظائع الخسيسي البشعة بمناسبة استهجانك واستهجاننا جميعاً للمجزرة المروعة التي وقعت للجالية المسلمة في نيوزيلندا. فالمجرم الخسيسي ارتكب من هذه المجازر العشرات بدون أي مبالغة: الحرس الجمهوري، والمنصة، وطبعا رابعة والنهضة، ورمسيس 1 و2، وعين شمس، والألف مسكن، والمطرية 1 و2، والقائد إبراهيم وغيرها الكثير. بل إنه لا يترك مناسبة إلا وحرّض فيها الغرب والشرق على المسلمين. ونحن لا ننسى أبداً تنديده بـ 1,6 مليار مسلم يهددون العالم بالقتل، وتحريضه ضد المسلمين في كل زياراته إلى الغرب وآخرها اجتماع مؤتمر ميونيخ للأمن حين حث الغرب على مراقبة المساجد والتجسس عليها بسبب إرهاب المسلمين. لاحظ أنه قال المساجد ولم يقل جماعة أو غير ذلك لأنه يقصد المسلمين أجمعين والإسلام نفسه. أفكر بيني وبين نفسي أحياناً وأقول: لو أمعن أعداء الأمة والصهاينة في تحديد أشنع وسيلة لقتل المسلمين وإتلاف موارد المسلمين وفرض الخنوع عليهم والتبعية للصهاينة والغرب والقضاء على مستقبل الأمة لما فعلوا أكثر من اختيار هذا الخسيسي ليحكم أكبر دولة عربية. ولذلك فإن الأولوية رقم 1 لجميع المسلمين والعرب وليس المصريين فقط هي إزالة هذا الخسيسي من الساحة وكسر انقلاب قادة العسكر الأوباش اليوم قبل غد.