سياسة عربية

قصف جوي إسرائيلي على غزة بعد صاروخين نحو تل أبيب (شاهد)

أكدت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية أن "القبة الحديدية اعترضت صاروخين أطلقا باتجاه تل أبيب"- جيتي
أكدت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية أن "القبة الحديدية اعترضت صاروخين أطلقا باتجاه تل أبيب"- جيتي

سمع دوي انفجارات في قطاع غزة في وقت مبكر الجمعة، وقال شهود فلسطينيون إن طائرات إسرائيلية قصفت موقعين أمنيين تابعين لحركة حماس في جنوب وشمال القطاع.


وأكد الجيش الإسرائيلي أنه يهاجم ما وصفها بـ"مواقع إرهابية" في غزة، بعد ساعات من قوله إن صاروخين أطلقا من القطاع على منطقة تل أبيب.

 

من جانبه، قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في تغريدة نشرها على صفحته في موقع تويتر: "في هذه الأثناء يهاجم الجيش الإسرائيلي أهدافا إرهابية في قطاع غزة".

 

وقال شهود إن انفجارات قوية نتيجة الضربات الجوية هزت المباني في غزة وأضاءت السماء فوق المواقع التي قصفت.

 

وكشفت مصادر داخل الشرطة أنه تم "استهداف موقع الميناء الجديد غرب خانيونس، كما استهدف موقع بدر جنوب غرب غزة".

وأكدت أيضا على "استهداف موقع البحرية شمال غرب غزة، وموقع الشرطة البحرية شمال شرق القطاع".

 

وانتهت جلسة المشاورات الأمنية بين رئيس حكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وقادة الجيش؛ لتدارس الرد على صاروخين أطلقا من قطاع غزة باتجاه تل أبيب.

وقالت مصادر عبرية إن التقدير الأمني يتجه نحو رد قوي، لكنه مدروس؛ بهدف عدم جر المنطقة إلى تصعيد.

 

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قال، مساء الخميس، إنه "جرى إطلاق صاروخين على الأقل من قطاع غزة باتجاه تل أبيب"، بحسب ما أوردته وسائل إعلام إسرائيلية. فيما نفت المقاومة الفلسطينية مسؤوليتها عن ذلك، وتوعدت الداخلية في غزة بملاحقة المطلقين.


وأشارت القناة العاشرة الإسرائيلية إلى أن "صفارات الإنذار سمعت في منطقة تل أبيب ومدن أخرى محيطة، قبل أن تؤكد قيادة الجبهة الداخلية أن الصفارات انطلقت قبل وقت قصير من اعتراض القبة الحديدية لصاروخين أطلقا باتجاه تل أبيب"،

 

ونفت كل من حركة الجهاد الإسلامي وكتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة حماس، إطلاق صواريخ باتجاه تل أبيب.

وقالت الكتائب، في تصريح لها وصل "عربي21" نسخة منه، إن الكتائب "تؤكد عدم مسؤوليتها عن الصواريخ التي أطلقت الليلة باتجاه العدو.

وكشف الكتائب في تصريحها أن الصواريخ أطلقت "في الوقت الذي كان يعقد فيه اجتماع بين قيادة حركة المقاومة الإسلامية حماس والوفد الأمني المصري حول التفاهمات الخاصة بقطاع غزة".

من جهته، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، داود شهاب، في تصريح وصل "عربي21" نسخة منه، إن "اتهامات الاحتلال للحركة بإطلاق الصواريخ باطلة، ولا أساس لها من الصحة"، وذلك ردا على تقارير إسرائيلية تحدثت عن مسؤولية الحركة عن العملية.

وأضاف:" هذه الاتهامات هي مجرد أكاذيب وادعاءات باطلة من قبل الاحتلال الإسرائيلي". 

من جهتها قالت وزارة الداخلية في غزة إن إطلاق الصواريخ (باتجاه تل أبيب) خارج عن الإجماع الوطني والفصائلي وسنتخذ إجراءات بحق المُخالفين.

 

وأكد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في تغريدة نشرها بموقع "تويتر" أن مصدر الصواريخ المنطلقة تجاه تل أبيب من قطاع غزة.

 

 

ولم تتحدث وسائل الإعلام الإسرائيلية عن وقوع خسائر بشرية أو مادية، لكنها لفتت إلى أن بلدية "تل أبيب" أمرت المستوطنين بفتح الملاجئ فورا.

 

ونوهت إلى أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو توجه إلى مقر وزارة الحرب في تل أبيب، ليترأس اجتماعا طارئا لقيادة الجيش والأجهزة الأمنية.

 

اقرأ أيضا: وفد مصري يصل إلى غزة وتوقعات برفض الاحتلال مطالب حماس

 

وقال مسؤول إسرائيلي كبير إنه قدّر أن حماس ليست وراء إطلاق الصواريخ وأن الصواريخ أطلقتها منظمة فلسطينية تحاول تخريب الجهود المبذولة لتهدئة

 

وأعلنت المستوطنات الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة حالة التأهب.

 

ردود فعل إسرائيلية 

وسارع قادة الأحزاب الإسرائيلية المتنافسة في الانتخابات، إلى الدعوة للرد على إطلاق الصاروخين. 

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية، عن زعيم تحالف "أزرق ـ أبيض" بيني غانتس، قوله إنه "يجب الرد بشدة على إطلاق الصاروخين من غزة". 

ودعا غانتس إلى إعادة "قدرة الردع"، لإسرائيل بعد "تآكلها"، بسبب "سياسة الحكومة الإسرائيلية". 

من ناحيته، قال يائير لبيد، شريك غانتس في زعامة "أزرق-أبيض" إن "من لم يواجه حماس بقوة في منطقة السياج المحيط بالقطاع، فسيتعرض للصواريخ في تل أبيب"، في انتقاد واضح لسياسة الحكومة الإسرائيلية الحالية. 

وأضاف لبيد:" في حكومتنا لن يكون هناك أي صبر تجاه إطلاق النار على إسرائيل وسنرد بقوة على كل مس بأمن الدولة وسكانها". 

أما وزير الاقتصاد والصناعة إيلي كوهين، من حزب "كلنا"، فقد إلى العودة لسياسة "الاغتيالات المحددة" (تصفية قادة الفصائل الفلسطينية)، في قطاع غزة. 

وقال كوهين "لقناة 11" التابعة لهيئة البث، إن سياسة "ضبط النفس" التي تتبناها حكومة نتنياهو يجب أن تتوقف، وإن على إسرائيل الرد على إطلاق الصاروخين من غزة. 

ونقلت صحيفة معاريف عن وزير التعليم الإسرائيلي زعيم حزب "اليمين الجديد" نفتالي بنيت، انتقاده لسياسة نتنياهو في عدم الرد على عمليات القصف من غزة. 

وقال بنيت: "من لا يرد على إطلاق الصواريخ على (مدينة) سديروت (القريبة من غزة)، يتلقى صواريخ أيضا في تل أبيب". 

من ناحيته، قال وزير المالية زعيم حزب "كلنا" موشيه كحلون إن ما حدث الليلة "خطير جدا، وسيكون هناك رد كما يتطلب الوضع، ولا حصانة لأحد". 

وأضاف:" الفصائل الفلسطينية في غزة كلها إرهابية، ويجب التعامل معها على هذا الأساس". 

كما قال كحلون إنه يؤيد العودة إلى "سياسة الاغتيالات" (تصفية قادة الفصائل الفلسطينية)، لأنه "لا حصانة لأحد في المستوى السياسي في حماس وغيرها من التنظيمات". 

 

يشار إلى أن هذه المرة الأولى التي يتم فيها تفعيل صفارات الإنذار بشكل حقيقي في منطقة "تل أبيب" منذ انتهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في عام 2014.

 

وفي موضوع متصل، أكد إعلام معبر بيت حانون "إيرز" أن الوفد الأمني المصري غادر قطاع غزة بعد حادثة إطلاق صاروخين تجاه "تل أبيب"، لافتا إلى أن الوفد مكون من اللواء أحمد عبد الخالق مسؤول الملف الفلسطيني في المخابرات المصرية والعميد محمد طوصن.

 

وقالت مصادر خاصة للوكالة الوطنية للإعلام في غزة إن "الفصائل وعلى رأسها حماس والجهاد، أبلغوا الوفد الأمني المصري قبل مغادرته عدم مسؤوليتهم عن إطلاق الصواريخ".

 

ونقلت قناة الجزيرة عن مصادر إسرائيلية قولها إن "هذه الليلة لن تمر بهدوء، وقيادة الاحتلال تبحث حجم الرد وقوته وأهدافه".

 

 

 

التعليقات (2)
القضية المركزية
الجمعة، 15-03-2019 04:58 ص
قرار شن الحرب على غزة ، و اختيار توقيته لم يعد فى يد (إسرائيل) ، بل صار يأتى بضوء أخضر مباشر من الولايات المتحدة ! و نشأ ذلك بعد إدراك دوائر صنع القرار فى واشنطن خلال السنوات الماضية أن العدوان العسكرى الصهيونى ضد الفلسطينيين ، و ما يترتب عليه من استفزاز لمشاعر المسلمين المعادية للولايات المتحدة و (إسرائيل) ؛ هو أكبر تهديد للمصالح الأمريكية على إمتداد الأرض ! و قد تجلى ذلك بشكل واضح خلال انتفاضة الأقصى (2000 - 2005) ، و ما صاحبها من مجازر وحشية ارتكبها الصهاينة بحق الفلسطينيين ، فى تأجيج مشاعر المسلمين المعادية للولايات المتحدة فى كل مكان ، و تمهيد الطريق أمام هجمات 11 سبتمبر / أيلول عام 2001 م ، و ما سبقها من استهداف للمدمرة الأمريكية (يو إس إس كول) فى عدن بأكتوبر / تشرين أول عام 2000 م ! و لا ننسى تصريحا شهيرا أدلى به (ديفيد بترايوس) قائد قيادة المنطقة الوسطى للجيش الأمريكى عام 2010 م ؛ حين حمل سياسات (إسرائيل) المسؤولية عن ازدياد تجنيد الجهاديين الذين يستهدفون قواته ! و جاء وقف العدوان الصهيونى على غزة صيف عام 2014 م ، و إعلان الهدنة بين حماس و (إسرائيل) - بعد أن كان الجيش الصهيونى يعد العدة لاجتياح القطاع - بضغط أمريكى فى ظل التهديدات المحدقة بالمصالح الأمريكية فى المنطقة آنذاك ، و التى تمثلت فى التمدد المذهل لتنظيم داعش فى العراق و سوريا ، و هجمات مجاهدى أنصار الشريعة فى بنغازى ضد مواقع قوات (خليفة حفتر) عميل واشنطن ، و إجلائهم عنها ! فلم يكن أمام الأمريكيين من خيار حينها سوى إيقاف الحرب على غزة من أجل الحد من التعاطف الشعبى المتزايد مع المد الجهادى فى كل مكان ، و التمهيد لإنشاء تحالف عسكرى (عربى - غربى) لحرب الدواعش فى سوريا و العراق ، و دعم فرنسا و الإمارات و مصر و الأردن لقوات حفتر لمواصلة الحرب ضد المجاهدين فى ليبيا !
السلفية الجهادية
الجمعة، 15-03-2019 01:40 ص
جماعات السلفية الجهادية داخل قطاع غزة هى من يقف وراء إطلاق الصواريخ على تل أبيب ! و يأتى توقيت إطلاق الصواريخ متزامنا مع زيارة الوفد الأمنى المصرى لقطاع غزة ، بغرض التنسيق الأمنى و الاستخبارى مع حكومة حماس ضد جماعات الجهاد العالمى داخل القطاع ، و ذلك فى أعقاب الصفقة الأمنية و الاستخبارية الأخيرة بين السيسى و حماس التى جرى بموجبها إطلاق سراح 4 عناصر من حماس جرى إخفاؤهم قسريا فى مصر قبل نحو 4 سنوات ! و يشير إمتلاك السلفية الجهادية داخل قطاع غزة لصواريخ قادرة على الوصول لتل أبيب إلى تنامى قدراتها الصاروخية ، و انتقال عناصر من كوادر التصنيع الصاروخى فى حركتى حماس أو الجهاد الإسلامى إلى صفوف السلفية الجهادية ، و نقلهم خبراتهم فى ذلك المجال للمجاهدين ! و تلك ليست المرة الأولى التى تستهدف السلفية الجهادية عمق الكيان الصهيونى بصواريخها ، فقد نفذت قصفا صاروخيا على مدينة بئر سبع فى أغسطس / آب عام 2018 م ! و من المتوقع أن تحدد واشنطن مستوى الرد الصهيونى على ذلك القصف بما لا يتعارض مع مصالحها !