ملفات وتقارير

MEE: هكذا تم تعذيب فتيحي وتهديده بمصير صديق كان يُعذّب

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن فتيحي تعرّض بالفعل للتعذيب
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن فتيحي تعرّض بالفعل للتعذيب

نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني تقريرا، قال فيه إنه تم جلب مواطن أمريكي زُعم أنه تعرض للتعذيب على أيدي السلطات السعودية؛ لرؤية صديق له معتقل تم تجريده من ملابسه، وتعليقه وتعنيفه على ما يبدو، ثم هددوه بأنه سيلقى المصير ذاته. 

وقال الموقع في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إنه تم اعتقال وليد فتيحي، وهو طبيب يحمل الجنسية الأمريكية-السعودية، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، خلال حملة "مكافحة الفساد".

 

اعتقل الفتيحي رفقة 200 شخصا، جلهم رجال أعمال وشخصيات مؤثرة في فندق ريتز كارلتون بالرياض. وعلى الرغم من الإفراج عن معظمهم، إلا أنه لا يزال مسجونا في مكان آخر، ولم يحاكم إلى الآن.

وأشار الموقع إلى أنه وفقا لمصدر مقرب من فتيحي، الذي لا يمكن الكشف عن هويته بسبب مخاوف أمنية، فقد تم إدخال الطبيب إلى ما يشبه غرفة التعذيب فور إلقاء القبض عليه. وفي هذا الصدد، قال المصدر: "بعد إلقاء القبض عليه، نُقل إلى إحدى الغرف، وقابل شخصا يعرفه. كان معلقا إلى السقف وشبه عار، وبدا على جسمه علامات تبدو مثل حروق السجائر. وأخبروه أنه إما أن يتعاون معهم وإلا سيتعرض للمعاملة ذاتها". 

وبيّن الموقع أنه في الأسبوع الماضي، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن فتحي تعرّض بالفعل للتعذيب. ووفقا للصحيفة، فإنه بعد حوالي أسبوع من احتجاز فتيحي لأول مرة في فندق ريتز كارلتون، قام الحراس بجره من الغرفة التي كان محتجزا فيها إلى غرفة أخرى. 


وقال أحد المقربين من فتيحي للصحيفة إن الطبيب "صُفِع، وعُصبت عيناه، وجُرد من ملابسه الداخلية، وتم تقييده في كرسي". وذكرت الصحيفة أن فتيحي "صُعق بالكهرباء في جلسة التعذيب التي استمرت لمدة ساعة". من جانبه، قال صديق فتيحي إن السلطات السعودية قامت بجلد ظهر الطبيب بشدة، لدرجة أنه لم يتمكن من النوم عليه لعدة أيام. 


وأوضح الموقع أن جون بولتون، مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، صرح يوم الأحد في مقابلة مع شبكة سي إن إن: "حسب فهمي، حتى الآن، فقد تمكنا من القيام بزيارة قنصلية، ما يعني أن الدبلوماسيين الأمريكيين في السعودية زاروه.. وليست لدينا أي معلومات أخرى حتى الآن".

ونوه الموقع بأن التوترات تصاعدت بين واشنطن والرياض في الأشهر الأخيرة بعد مقتل جمال خاشقجي من قبل عملاء سعوديين في اسطنبول. وخلصت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية إلى أن ولي العهد محمد بن سلمان صادق بكل تأكيد على اغتيال خاشقجي، الذي كان كاتب عمود في موقع ميدل إيست آي وصحيفة واشنطن بوست.

 

اقرأ أيضا: نواب أمريكيون يوجهون رسالة شديدة للرياض بشأن وليد فتيحي

في المقابل، تصر الرياض على أن حاكمها لا علاقة له بمقتل الصحفي السعودي، أو التستر الفاشل عليه، الأمر الذي تقبله البيت الأبيض. لكن السياسيين في الكونجرس يواصلون الضغط على إدارة ترامب حول هذه القضية، مطالبين بمزيد من الشفافية والمساءلة، بالإضافة إلى ضرورة تحسين سجل حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية.

في الأثناء، يضغط المشرعون الأمريكيون لتمرير تشريع يسعى إلى إنهاء الدعم الأمريكي لحرب السعودية في اليمن. وفي محاولة واضحة لتخفيف حدة التوتر، عينت السعودية الشهر الماضي الأميرة ريما بنت بندر بصفة سفير جديد للسعودية لدى للولايات المتحدة، وهي أول امرأة تشغل المنصب.

وفي الختام، قال الموقع إن فتيحي ليس المعتقل الوحيد الذي يعاني من التعذيب. فقد تعرض الأمير متعب بن عبد الله، ابن الملك الراحل عبد الله، الذي كان ينظر إليه في وقت من الأوقات على أنه سيكون ولي العهد القادم، للتعذيب والضرب، إلى جانب أفراد من العائلة المالكة ورجال أعمال آخرين.

التعليقات (0)