حقوق وحريات

أسرة محروس تتحدث لـ"عربي21" عن وصيته وكيفية دفنه (صور)

لم تسمح السلطات المصرية باستلام جثمان أحمد إلا في اليوم التالي من إعدامه وتم دفنه دون الصلاة عليه بأمر الأمن- عربي21
لم تسمح السلطات المصرية باستلام جثمان أحمد إلا في اليوم التالي من إعدامه وتم دفنه دون الصلاة عليه بأمر الأمن- عربي21

تعيش أسرة محروس عبدالرحمن في مصر محنة إنسانية غير مسبوقة، بعد أن فقدت ثلاثة أشقاء من أبنائها، (بين قتيل ومعتقل ومطارد )، أحدهم أعدمته سلطات الانقلاب العسكري يوم الأربعاء الماضي في القضية المعروفة إعلاميا بـ "اغتيال النائب العام"، والثاني معتقل في قضية أخرى ملفقة، والثالث مطارد خارج مصر.

 

وفي معرض حديثه، لـ "عربي21" عن حياة شقيقة الذي تم إعدامه في قضية تفتقر لأبسط حقوق المحاكمات العادلة، واعترافات انتزعت تحت التعذيب الشديد، حمل محمد شقيق المهندس الشاب، أحمد محروس، السلطات المصرية مسؤولية دماء شقيقه المجد والمجتهد والمحب لوطنه وبلده والغيور على دينه ومجتمعه، والابن البار بوالديه وأسرته وأهله ومجتمعه، بحسب تعبيره.

وكشف محمد كيف حالت قوات الأمن دون دخول موكب جنازة شقيقه إلى بلده، وأجبرتهم على استلامه في المقابر لدفنه مباشرة دون الصلاة عليه.

 

وقال محمد إن السلطات المعنية طلبت منهم في البداية صلاة الجنازه على شقيقه في مسجد بعينه، ثم قرروا تغيير المسجد، قبل أن تفاجئ الأسرة بقرار منع جثمان شقيقه من دخول بلدته، ودفنه مباشرة دون الصلاة عليه.

 

اقرأ أيضا: أسرة أبي بكر تكشف لـ"عربي21" ملابسات إعدامه بمصر (صور)

 


من هو أحمد محروس؟


"ولد أحمد محروس سيد عبد الرحمن في 21 تموز/يوليو 1991 بقرية البرانقة، مركز ديبا، محافظة بني سويف (جنوب القاهرة )، ودرس في جامعة الأزهر والتحق بكلية الهندسة تخصص هندسة اتصالات".

 

وقال شقيقه محمد: "أحمد كان ذكيا ونبيها وطموحا، وكان يسعى إلى أن يكون أحد المهندسين الناجحين النابغين في مجال تخصصه".


وتابع: "رغم تفوقه الدراسي، كان أحمد مهموما دائما بهموم وطنه وأوطان المسلمين، ويتطلع لتحرير جميع الأوطان وعلى رأسها فلسطين والمسجد الأقصى المبارك، ويأمل أن تتحرر البلاد من الاستبداد والفساد".

وعن طباعه وأخلاقه، استطرد شقيقه قائلا: "كان هادئ الطباع، لين ودود، ومهذب مع الآخرين، وطيب يكاد ألا تشعر بوجوده إن لم تتعامل معه، وكان الصدق شيمته، والوفاء طبيعته، والإخلاص ميزته، لا يكره ولا يبغض ولا يمقت إلا لله".

وأردف: "كان مجتهد وذكي في شغله أثناء دراسته، وكانت الشركات تنهال عليه بالعروض، وكان يعمل في إحدى شركات البرمجه في الغردقة على ساحل البحر الأحمر، وكان قادرا على الاعتماد على نفسه، وبناء شخصيته، ومؤمن بموهبته".

 

اقرأ أيضا: زوجة وهدان تروي لـ"عربي21" تفاصيل آخر زيارة له قبل إعدامه

 



حكم جائر وتنفيذ غادر

اعتقل أحمد محروس في 22 شباط/ فبراير 2016 من مقر عمله بمدينة الغردقة، وتعرض للتعذيب والإخفاء القسري مدة عشرة أيام، ليظهر بعد ذلك على ذمة قضية اغتيال النائب العام، هشام بركات.

وبشأن توقعات الأسرة بتنفيذ حكم الإعدام من عدمه، قال شقيقه : "بعد تثبيت الحكم ساورتنا مخاوف حقيقية بشأن تنفيذه، ولكننا لم نتوقع أن يكون بهذه السرعة، كنا نتوقع أن يطول الأمر أو تحدث مستجدات تأخره أو تعطله أو تحول دون تنيفذه، خاصة أنه يتعلق بحياة تسعة شباب معظمهم في عمر الورود وفي أفضل الكليات".

وعن تاريخ آخر زيارة له، قال: "كانت آخر مرة زاره أهله فيها قبل تنفيذ الحكم بنحو أسبوعين، ولم يسمح لأهله بزيارته قبل تنفيذ الحكم مطلقا، ولم تخبرنا سلطات السجن بموعد تنفيذ الحكم، وعلمنا بتنفيذه الإعدام من خلال الإعلام وبعض المنظمات الحقوقية، وكان بمثابة الصدمة".

 

اقرأ أيضا: أجواء مؤثرة بتشييع الشبان الذين جرى إعدامهم بمصر (شاهد)

وصيته

وعن وصيته، أكد أن أحمد كان يوصي أهله وأصدقاءه  بالصبر والاحتساب والدعاء له. وقال أحمد في وصيته "أنا العبد الفقير إلى الله/ أحمد محروس سيد عبد الرحمن … أكتب هذه الوصية من هنا من أحد سجون مصر وقد حكم علي بالإعدام بتهمة مشاركتي في قتل رجل أشهد الله أني لم أكن أعرف اسمه ولا شكله…وأسأل الله أن ينجيني من القوم الظالمين وأن يقدر لي ما فيه الخير وأن يوفقني إلى الرضا بقضائه وإلى ما فيه الخير في ديني ودنياي وعاقبة أمري".

 

وتابع أحمد قائلا في وصيته: "كم تمنيت منذ صغري -كأغلب شباب جيلي-أن يرزقني الله الشهادة على أعتاب المسجد الأقصى فاتحين منتصرين رافعين راية لا إله إلا الله محمد رسول الله ..ولكن هي أنفسنا وأرواحنا بيده عز وجل يقبضها أينما شاء وكيفما شاء وقتما يشاء فهو بيده كل شيء والأعمار بيده وحده".

 


 


الأمن يعترض الجنازة


وأكد محمد محروس أن قوات الأمن لم تسمح باستلام جثمان شقيقه أحمد إلا في اليوم التالي من تنقيذ إعدامه، مضيفا: "تعرضنا لمضايقات وتعنت عند استلامها، وأصروا أن يكون الاستلام ليلا وليس نهارا، واشترطت أن تكون الصلاة عليه في مسجد وسط البلد، ثم طلبت تغييره إلى مسجد آخر على الطريق إلى البلد، ثم تفاجأ الجميع بانقلاب الأمن على كل ذلك".

وتابع: "حيث فوجئنا بوجود كمين أمني على مدخل محافظة المنيا على الطريق الصحراوي، وتم منع الموكب من دخول القرية، وإجبار الجميع على التوجه مباشرة إلى المقابر والصلاة عليه هناك ودفنه دون المرور ببلده".

 

التعليقات (3)
chami
الأحد، 24-02-2019 11:33 ص
ابشع رؤساء العالم
عبده المهاجر
السبت، 23-02-2019 11:23 م
قتلوهم قاتلهم الله ايه ياسيسي وياقضاة النار الويل لكم من الله العزيز الجبار المنتقم وياويلكم من عذاب الله في الدنيا والاخرة انسيتم قول الله تعالى : ومن يقتل مومنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيه وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما فياويل لكم ايها الظالمون عتدما تقفون بين يدي الله فتحاسبون عن جرائمكم هذه
مسلمة
السبت، 23-02-2019 09:13 م
هم الوجه الحقيقي لمصر الكنانة نحتسبهم عند الله شهداء والموعد الجنة بإذن الله ?ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون . فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون . يستبشرون بنعمة من الله وفضل?

خبر عاجل