ملفات وتقارير

انتقادات إسرائيلية لانتهاك سياسة التعتيم تجاه الهجمات بسوريا

إسرائيل لطالما أغارت على سوريا لكن دون أن تعلن إلا في الفترة الأخيرة- جيتي
إسرائيل لطالما أغارت على سوريا لكن دون أن تعلن إلا في الفترة الأخيرة- جيتي

ما زالت الانتقادات الإسرائيلية تتواصل ردا على كسر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو للقاعدة المعمول بها طوال تاريخ الهجمات العسكرية الإسرائيلية في الدول المجاورة، القائمة على التعتيم، وعدم إعلان المسؤولية عنها، حتى جاء نتنياهو قبل أيام، وتبنى هجمات الجيش الإسرائيلي على أهداف إيرانية داخل سوريا.


وأكد ألون بن دافيد، الخبير العسكري في مقاله بصحيفة معاريف، أن "تخلي نتنياهو عن سياسة الضبابية الإسرائيلية أمر غير مقبول، لأنه يمس بقوة الردع الإسرائيلية، ورغم ما تسبب به إعلان نتنياهو من أضرار، لكن يبدو أنه مصر على طريقته هذه".


وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أنه "رغم الأصوات العالية التي باتت تسمع في تل أبيب لتهديد إيران، دون ترجمتها على أرض الواقع، فإنها باتت تشبه التهديدات التي تصل من طهران وحزب الله ضد إسرائيل، مع العلم أن صيغة "تكلم قليلا وافعل كثيرا" كانت الطريقة الدائمة لعمل إسرائيل أمام أعدائها، ولذلك ركزت جهودها في الأفعال وليس الأقوال، وهو ما تحدثت به كثيرا نصوص في التوراة في أكثر من موضع".


وأشار بن دافيد، وهو محرر الشئون العسكرية في القناة 13، إلى أن "إسرائيل في السر أنشأت المفاعل النووي، وافتتحت مشاريع تكنولوجية، ونفذت آلاف العمليات والهجمات السرية والمجدية، وتركت الذهول والدهشة لجيرانها، لكن من الواضح أن هذه الحكمة اليهودية لم تصمد كثيرا في عصر شبكات التواصل التي تحتاج لتحصيل أكبر عدد ممكن من الإعجابات والمشاركات لهذه التغريدات".


وأكد أن "هذه الرغبة غير المسبوقة وصلت لرئيس الحكومة نتنياهو، ففي أسبوع واحد هدد بتدمير إيران، وتحذير غزة من رد فتاك، والتلويح بأن صواريخ إسرائيل قادرة على الوصول لكل الأمكنة البعيدة، فقد تبقى لنا أن نخرج جنودنا من القواعد العسكرية، وننشرهم في مسابقات لإطلاق النار عليهم كأنهم في مرمى الوز لاصطيادهم واحدا بعد الآخر".

 

وختم بالقول إن "سياسة التعتيم والضبابية الإسرائيلية كانت مفيدة ومجدية، لأن أعداء إسرائيل يعلمون ماذا تسببنا لهم بأضرار وخسائر، حتى دون الإعلان عنها، ولو لم يعرف أعداؤنا من ألحق بهم هذه الخسائر، فسيكون أفضل أن يبقوا في حالة من عدم اليقين".

 

روني دانيئيل، الخبير العسكري في القناة 12، قال إن "التلعثم الإسرائيلي في سياسة التعتيم تجاه التطورات العسكرية في سوريا أمر مخجل، صحيح أن التوجه الإسرائيلي يجب أن يتركز في منع أي تواجد إيراني في سوريا، لكن القيادة السياسية الإسرائيلية عليها أن تقرر إن كان مناسبا الإعلان عن ذلك أم لا، ما يتطلب من الرقابة العسكرية الإسرائيلية أن تضطلع بدورها في هذا المجال".

 

وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "الغريب أننا كصحفيين في الشأن العسكري محظور علينا أن ننسب أي عملية للجيش الإسرائيلي خارج الحدود إليه؛ لأن الرقابة العسكرية تمنعنا من ذلك، وتفرض علينا قيودا كبيرة، لكن رئيس الحكومة، وهذا المفاجئ، هو الذي انتهك قرار الرقابة العسكرية، وأعلن بدون مواربة أن إسرائيل هي التي هاجمت سوريا".


وختم بالقول: "إذن ماذا تبقى من سياسة التعتيم الإسرائيلية، هل هناك في الجيش من تبقى من الجنرالات يتكلم عن سياسة الضبابية والتعتيم، في الوقت الذي يتخذ رئيس الحكومة ووزير الحرب لنفسه طريقا آخر مغايرا لسياسة دأبت عليها إسرائيل عقودا طويلة؟".

التعليقات (0)