سياسة عربية

هكذا علق الهلباوي على أنباء اجتماعه مع البرادعي وندا وبشارة

الهلباوي: بعض وسائل الإعلام المصرية "تعمل ضد مصلحة الشعب المصري الصابر على البلاء، وتروج للفساد والتخلف
الهلباوي: بعض وسائل الإعلام المصرية "تعمل ضد مصلحة الشعب المصري الصابر على البلاء، وتروج للفساد والتخلف

رد نائب رئيس لجنة الخمسين التي أعدت الدستور المصري الحالي، كمال الهلباوي، على ما نشرته وسائل إعلام مصرية حول اجتماعه مع المفوض السابق للعلاقات الدولية بجماعة الإخوان يوسف ندا، والمفكر العربي عزمي بشارة، والمدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، من أجل التصعيد ضد مصر.


وقالت تقارير صحفية مصرية إن اللقاء المزعوم جرى في مقر منظمة الجليل بالعاصمة البريطانية "لندن"، لبحث آليات التحريض ضد التعديلات الدستورية، وإثارة مجلس العموم البريطاني، والسعي لمصالحة بين جماعة الإخوان والنظام في مصر.


وقال الهلباوي، في تصريح لـ"عربي21": "هذه أكاذيب مفضوحة جملة وتفصيلا، ولا صحة لها من الأساس، وللأسف كثير من وسائل الإعلام المصرية تنشر معلومات مضللة للشعب المصري تختلق أخبارا لا وجود لها في الواقع".


وأشار الهلباوي -الذي يُقيم حاليا في بريطانيا لتلقي العلاج- إلى أن بعض وسائل الإعلام المصرية "تعمل ضد مصلحة الشعب المصري الصابر على البلاء، وتروج للفساد والتخلف، مخالفة بذلك الدستور والقوانين والأخلاق والقيم والأعراف الراسخة في المجتمع".


وأوضح أنه لم ير منذ عدة سنوات الشخصيات التي تحدثت عنهم وسائل الإعلام المصرية، مضيفا في الوقت نفسه: "الناس إذا اجتمعوا في أي مكان في سلم وأمان للنظر في مستقبل الأوطان، وإبداء رأيهم، فهذه ليست جريمة على الإطلاق، وهي حق من حقوق الإنسان".


ونوه بأنه "سافر بالفعل إلى تركيا لمدة أربعة أيام استجابة لدعوة من قناة مكملين الفضائية، وهذه زيارة علنية، والبرنامج أذيع على الهواء وأمام الشعب المصري والأمة"، مؤكدا أنه لم يتدخل في "أي مشاكل أو صراع مزعوم بين المصريين في تركيا، ولو دعيت لأجبت".


وذكر الهلباوي أنه تلقى -حسب قوله- العديد من رسائل الدعم وقبول للرؤية التي طرحها، والتي تحمل اسم "الطريق الثالث" الذي اقترحه للخروج من الأزمات التي استمرت سنوات طويلة، خصوصا الإرهاب.


وأردف: "كانت هناك بعض الآراء الإخوانية أو غيرها من النظام المصري ضد ظهوري على قناة مكملين باعتبارها قناة الإخوان، ولا يجوز لي الظهور عليها باعتبارها عدوة لمصر من قبل النظام".


وتابع: "أعداء مصر معروفون، وهم التخلف والإرهاب والفساد والفقر والجهل والمرض وسوء الإدارة للوطن، فضلا عن الصهيونية وإسرائيل والهيمنة والاستبداد والديكتاتورية، سواء أكانت مدنية أو عسكرية، محلية أو عالمية، غربية أو شرقية".


وأكمل: "من الخطأ أو الخبل أن يتوهم الإعلام أو الأمن أن أعداء مصر أو الأمة هي قطر وتركيا والإخوان وحماس وحزب الله وإيران أو الجهات المقاومة للصهيونية والهيمنة الأمريكية. إن مصر دولة عظيمة وشعب عريق يحتاج إلى إدارة محترمة للنهوض".


وأكد أنه "قدم مبادرة للسلم المجتمعي في مصر والأمة؛ حتى يسود الاستقرار والأمن، والتركيز على العدو الحقيقي وليس العدو المتوهم، وأن يقوم الوطن بأكمله وبجميع القدرات والإمكانات المتاحة لمواجهة الإرهاب والفساد والتخلف، والسعي في الوقت نفسه إلى البناء، خاصة بناء الإنسان".


وقال إنه تعلم كثيرا من "مبادئ الإمام حسن البنا، وأراه من أعظم شخصيات القرن العشرين على المستوى الوطني والعربي والإسلامي، وأن مشروعه الإسلامي الوسطي من أهم المشروعات وأفضلها لخروج مصر من كل التحديات، لكن المشروع تعرض لاهتزازات وانحرافات منذ أيام البنا رحمه الله تعالى، ولذلك كان بيان البنا (ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين)".


وأوضح الهلباوي أنه "استقال قولا وفعلا من تنظيم الإخوان المسلمين في 31 آذار/ مارس 2012، عندما كان الإخوان في مصر في صعود سياسي براق، لكني كنت أرى انحرافا عن طريق البنا وعن التربية والتنشئة وأعمال التنمية إلى صراع القوة والسلطة والسياسة، في وقت لم تكن الأوضاع قد استقرت بعد".


وتابع: "كنت أتمنى استمرار الثورة حتى تحقق أهدافها، مثل الثورات الناجحة ومنها الثورة الإيرانية أو الخمينية التي استقرت وتقدمت بالمجتمع، ومواقفها ضد العدو الحقيقي للأمة معروفة، وذلك رغم معاناتها من الجيران والأشقاء والتحريض عليها والتخويف منها".


ولفت إلى أنه كان يدعو "جماعة الإخوان منذ حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك إلى النزول لميدان التربية والتنشئة بعد سن الخامسة والستين، وأن يتركوا إدارة السفينة للشباب دون الخامسة والستين"، مضيفا: "لقد خسرت مصر رجالا أكفاء من أصحاب الرؤى الاستراتيجية مثل البرادعي وغيره".


وشدّد الهلباوي على أنه "كان دائما ضد الظلم والصراع والنفاق، بل وسوء الأخلاق والديكتاتورية، سواء أيام مبارك أو الحكم العسكري بعد الثورة أو حكم الإخوان أو حكم عدلي منصور أو السيسي، لأن هذا المنهج تعلمناه من الإسلام".


وأردف: "كنت أسعى من داخل مصر دائما إلى الإصلاح والسلام والسلم المجتمعي بعد الثورتين وتحقيق أهدافهما، ولم أتردد في أي مهمة إيجابية في هذا الطريق"، مُعبّرا عن أسفه "لأن المرض قد أعاقه عن العودة إلى مصر لمواصلة العمل السلمي للنهضة والتقدم، ولكني أتمنى العودة لبلدي مرة أخرى، وإن طال العهد كما حدث أيام مبارك".


اقرأ أيضا: نائب رئيس لجنة دستور مصر يدعو لتدشين حملات رافضة لتعديله

التعليقات (0)