صحافة دولية

واشنطن بوست: السيسي الحاكم مدى الحياة وبدعم من ترامب

واشنطن بوست: يواجه المصريون 15 عاما أخرى من الاستبداد- جيتي
واشنطن بوست: يواجه المصريون 15 عاما أخرى من الاستبداد- جيتي

حذرت صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحيتها من مراكمة السلطات في يد الجنرال السابق عبد الفتاح السيسي، ومعاناة المصريين لعقد من الحكم القاتم.

وتقول الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إن "السيسي أقام منذ وصوله إلى السلطة عام 2013، من خلال انقلاب عسكري، أكثر حكومة قمعية في تاريخ مصر الحديث، وقتل الكثير من الناس، واختفى الآلاف على يد قوات الأمن، وسجن عشرات الآلاف وعذبوا، وفي بعض الحالات ظلوا في السجن ولسنين دون محاكمة". 

 

وتشير الصحيفة إلى أن "ضحايا السيسي لم يكونوا فقط من عناصر وأنصار حكومة الإخوان المسلمين التي أطاح بها السيسي، لكن أيضا من المعارضين الليبراليين والعلمانيين له، وحشد السيسي البرلمان بالمتملقين، وأسكت الإعلام الحي، وأحبط منظمات المجتمع المدني المستقلة". 

 

وتستدرك بأنه "رغم هذا كله فإنه لم يرض عن الدستور المصري الذي يضع من الناحية النظرية بعض القيود على سلطته، ولهذا يقوم حلفاؤه في البرلمان بالدفع باتجاه تعديلات دستورية واسعة، تحول الجنرال السابق إلى حاكم فعلي للبلاد مدى الحياة". 

 

وتلفت الصحيفة إلى أن من بين التعديلات المقترحة زيادة مدة ولاية الرئيس، واستثناؤه من المدتين التي ينص الدستور عليهما لمنصب الرئيس، بشكل سيسمح له بالحكم حتى عام 2034، أي عندما يحتفل بعيد ميلاده الثمانين. 

وتفيد الافتتاحية بأن التعديلات الدستورية الأخرى ستسمح له بتوسيع سلطاته على القضاء، والسماح له بتعيين ثلث أعضاء البرلمان، وإنشاء مجلس عسكري يشرف على الدولة تحت قيادة السيسي، مشيرة إلى أنه سيعقب هذه التعديلات الدستورية استفتاء "من المتوقع قيام النظام بتزويره". 

 

وتنوه الصحيفة إلى أن المعارضة تحاول تنظيم احتجاجات ضد توسيع السلطات، لكن أفرادها يواجهون مخاطر الاعتقال أو ما هو أسوأ لو احتجوا بقوة. 

 

وتقول الافتتاحية: "ربما اعتقد السيسي أنه يحاول تطبيق نموذج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والصيني شي جينبنغ، اللذين ألغيا فترة الحكم، إلا أن الزعيم المصري لم يقدم نموذجا عن الحكم القوي وأظهر نفسه بأنه حاكم أقل كفاءة بكثير، فبدلا من تحديث بلده فإنه اتبع سياسة تبذير مصادرها، وأقام مشاريع عملاقة، مثل العاصمة الجديدة، وفي وقت استفادت فيه القوات المسلحة من ملايين الدولارات في مشاريع أقامتها فإن السكان يعيشون في حالة من الفقر، وفشل الجنرال السابق حتى في المهمة العسكرية التي يعرفها، وهي هزيمة الإرهاب في شبه صحراء سيناء".
 
وتعلق الصحيفة قائلة إن "إلغاء المدة المحددة لولاية الرئيس يعني تحصين الرئيس السيسي وحكمه الضعيف، ويثير مخاوف من تمرد البلد في النهاية، كما حدث بعد أن حكم حسني مبارك لمدة 30 عاما وبطريقة سيئة، ورغم أن أنصار الرئيس السيسي، بمن فيهم الرئيس دونالد ترامب، يعتقدون أنهم يستثمرون في استقرار البلد، إلا أن تاريخ البلد يكشف عن أنهم يقومون بالمساعدة على مستقبل غير مستقر لأكبر دولة عربية تعدادا للسكان".

 

وتقول الافتتاحية إن "السيسي يعلم أن طريقة حكمه المتطرفة والديكتاتورية قد تؤدي إلى مقاومة في واشنطن، التي يعتمد على المليارات القادمة منها دعما عسكريا، ونقل موقع (مدى مصر) عن مصادر رسمية، قولها إن التسرع نحو التعديلات الدستورية مدفوع بحسابات قائمة على دعم ترامب لها، وقبل أن يحول مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون انتباهه إلى مصر".  

وتختم "واشنطن بوست" افتتاحيتها بالقول: "ليس لدى إدارة ترامب ما تقوله بشأن التعديلات، خاصة عندما زار وزير الخارجية مايك بومبيو القاهرة الشهر الماضي، وفي وقت ينتظر فيه المصريون 15 عاما حالكا من الديكتاتورية فإن عليهم شكر ترامب وكذلك السيسي".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (1)
ابو شقرة
الخميس، 14-02-2019 11:33 م
والله السيسي حرام يكون رئيس مجموعة واتساب