صحافة دولية

ديلي بيست: "صرخة صهيون" تقود جهودا مسيحية لبناء الهيكل الثالث

ديلي بيست: جماعة مسيحية تقوم ببناء حركة قد تشعل وضع أهم موقع مقدس في القدس- جيتي
ديلي بيست: جماعة مسيحية تقوم ببناء حركة قد تشعل وضع أهم موقع مقدس في القدس- جيتي

نشر موقع "ديلي بيست" تقريرا أعدته نعومي زيليوف، تحت عنوان "جماعة مسيحية تقوم ببناء حركة قد تشعل وضع أهم موقع مقدس في القدس".

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن المسيحييين الصهيونيين كانوا أداة مهمة في قرار الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وهو قرار كان محملا بالمعاني الروحية. 

 

وتكشف زيليوف عن أن جماعة مسيحية تقوم اليوم بمحاولات أخرى بالدفع بقوة المسيحيين الإنجيليين ذاتها، وتغيير وضعية أكثر الأماكن اشتعالا في الشرق الأوسط، المسجد الأقصى. 

 

ويلفت الموقع إلى أن جماعة مسيحية اسمها "كراي زيون/ صرخة صهيون"، التي بدأت عام 2014، واتخذت إسرائيل مقرا لها، تقوم الآن بتجنيد المسيحيين حول العالم، في حملة تقود لسيطرة إسرائيل، وبشكل كامل، على المكان الذي تديره هيئة الأوقاف الإسلامية في القدس. 

 

ويفيد التقرير بأن من بين الأشياء التي تقوم بها هذه الجماعة هي حملة توقيعات على عريضة نشرتها على موقعها، وتدعو إلى نقل "السيادة الكاملة" لليهود، مشيرا إلى أن العريضة حصلت على 8769 توقيعا حتى الآن، فيما حصل شريط فيديو لها يتحدى السيادة الإسلامية على المكان على "يوتيوب" على 5500 مشاهدة. 

 

وتقول الكاتبة إن "المنظمة لا تزال صغيرة، لكن قادتها يقولون إنها تحقق قبولا بين المسيحيين الذين يميلون لدعم إسرائيل، حتى لو لم يكونوا يعرفون بما يقوله مديرها دورون كيدار (الموضوع الإسرائيلي اليوم)، ففي شريط فيديو معد باتقان على (يوتيوب) بعنوان (تقرير معبد الهيكل)ـ تأمل المجموعة بحشد الدعم للموضوع الذي عادة ما تتبناه جماعات صغيرة من اليمين اليهودي المتطرف، لكن التداعيات ستكون نارية". 

 

وينوه الموقع إلى أن المسجد الأقصى، الذي يعرف لدى اليهود بمعبد الهيكل، ويعد من أهم الأماكن المقدسة لدى المسلمين بعد المسجد الحرام والنبوي في مكة والمدينة، يبقى نقطة ساخنة، بحيث يؤدي أي تغيير على الوضع القائم فيه إلى معركة قاتلة، مشيرا إلى أن الانتفاضة الثانية اندلعت عام 2000 عندما دخل عضو الكنيست في حينه عضو الكنيست في حينه أرييل شارون، إلى باحة المسجد الأقصى. 

 

ويذكر التقرير أن موجة من العنف في القدس، لها علاقة بمحاولات اليهود الدخول إلى المسجد الأقصى، اندلعت في الفترة ما بين عام 2015- 2016، لافتا إلى القوات الإسرائيلية وضعت في عام 2017 بوابات إلكترونية على مداخل الأقصى، أدت إلى احتجاجات واسعة وصلت الأردن، حيث اضطرت حكومة بنيامين نتنياهو إلى إزاحتها. 

 

وتعلق زيليوف قائلة إن دفع "صرخة صهيون" باتجاه السيطرة الكاملة على الحرم القدسي يتناقض مع الموقف الإسرائيلي، الذي يعترف بالوضع القائم، وهو إدارة الأردن للشؤون الدينية للمسلمين والمسيحيين، مشيرة إلى قول المنظمة إن على المسيحيين التشويش على الوضع الحالي، ودعوة المسيحيين في العالم للتحرك بناء على وعد الرب لليهود حتى لو لم تتحرك الحكومة الإسرائيلية. 

 

وينقل الموقع عن مدير العلاقات المسيحية في "صرخة صهيون" جون إنارسون، قوله: "إنه المكان الأكثر يهودية في البلد كله"، وطالب بالسيادة الكاملة لإسرائيل على المكان، قائلا: "لو لم تكن إسرائيل تملك الشرعية أو الحق في معبد الهيكل فلماذا لها الحق في تل أبيب، أو بئر السبع، أو أي مكان آخر". 

 

ويورد التقرير نقلا عن منذر أسحق من منظمة "المسيح على الحاجز"، وهي منظمة مسيحية فلسطينية ضد الاحتلال، قوله إن الدعوة لسيطرة إسرائيل على المكان بسبب مزاعم توراتية "خطيرة"، وأضاف: "إن فكرة العودة إلى النص الديني، والافتراض أننا نحل أكثر مشكلة معقدة اليوم، وبناء على فكرتنا أن الرب أعطى قطعة جغرافية معينة لأمة معينة، والافتراض أن جماعة تنحدر بالتأكيد من تلك الجماعة الإثنية وبهذه الطريقة نحل المشكلة، هي فكرة سخيفة".  

 

وتشير الكاتبة إلى أن "صرخة صهيون" ترى أن المكان مهم لليهود والمسيحيين الذين صلوا في فترة المعبد الثاني، فيما ظل المكان محلا إسلاميا ولقرون ووقع تحت الوصاية الأردنية بعد حرب عام 1967، لافتة إلى زيادة المحاولات الأخيرة المتزايدة للصلاة في الحرم القدسي، وكان يقودها الحاخام المتطرف يهودا غليك، الذي أطلق فلسطيني النار عليه عام 2014.

 

ويلفت التقرير إلى أن آلاف اليهود تدفقوا في السنوات الماضية على المسجد الأقصى، مشيرا إلى أن منظمة "صرخة صهيون" أدت دورا في الدعم والتحريض من خلال تأكيد أحقية المسيحيين الصلاة في المكان. 

 

وتنقل زيليوف عن كيدار، قوله إن "حرية العبادة مكفولة للديانات التوحيدية الثلاث"، وكان كيدار قد تحول من المسيحية إلى اليهودية في شبابه، إلا أن منذر إسحق يقول إنه ليس مقتنعا بأن السيادة اليهودية على المكان مضمونة بوعد، قائلا: "في الوضع المثالي يجب أن تكون القدس مكانا يمارس فيه المسيحيون واليهود والمسلمون شعائرهم بحرية"، وأضاف أن "هذا يجب أن يكون نتيجة لسلام حقيقي يحترم المساواة لسكان القدس والبلاد كلها". 

 

ويورد الموقع نقلا عن الباحث في "عير عميم"، وهي جماعة في القدس تراقب معبد الهيكل، أفيف تاترسكي، قوله إن الجهود لتعبئة المصلين اليهود هي جبهة مقبولة لتحقيق ذلك الهدف، مشيرا إلى أن البعض دعا إلى تدمير المساجد، سواء تلميحا أو تصريحا، وإقامة ما يطلق عليه المعبد الثالث، ويضيف تاترسكي أن الدعوة للصلاة في المسجد الأقصى تبدو مجنونة وخطيرة ولن يدعمها أحد، لكن وضعها ضمن هذه الصيغة يعطي منطقا، "سنصلي هناك ونحن الضحايا ولدينا حق منتهك وغير ذلك"، ويقول إن هذا كان تحولا أدى إلى دعم الرأي العام للموضوع.

 

ويستدرك التقرير بأنه مع أن "صرخة صهيون" تقول إنها لا تدعم تدمير المسجد أو أي مكان، ولا بناء معبد مكانه، إلا أن عددا من المتحدثين في المؤتمر الذي عقد في كانون الأول/ ديسمبر في القدس، ناقضوا كلام "صرخة صهيون"، فتحدث مدير مركز مقداش التعليمي مردخاي بيرسوف، بشكل مفتوح عن المعبد الجديد، ووصف قرار ترامب نقل السفارة الامريكية إلى القدس بأنه لحظة نبوءة، وقال: "عندما يقول قائد العالم إن القدس هي مركز العالم فربما كان هذا نبوءة.. هذا هو معبد الهيكل.. هو ملكنا ولن نذهب إليه زوارا، ويجب أن نقوم بدفعة صغيرة لتذكير أنفسنا أن الوقت قد حان لبناء بيت حقيقي في القدس وهذا ممكن". 

 

وتلفت الكاتبة إلى أن أحد المشاركين في جلسة نقاش عن "معبد الهيكل النبوءة والسياسة"، كان المسؤول في حركة "الجذور اليهودية" ريكو كورتيز، الذي قال إن بناء الهيكل الثالث سيؤدي إلى "نزاع"، مشيرة إلى أنه عندما سأل المحكم في الجلسة كريس ميتشل من هيئة الإذاعة المسيحية إن كان بناء المعبد يعني تدمير قبة الصخرة، فإنه رد قائلا: "هذه يجب أن تذهب"، حيث استقبلت تصريحاته بثناء وصياح. 

 

وعندما سألت الكاتبة مسؤول العلاقات المسيحية في "صرخة صهيون" عن سبب عدم رفض المنظمة كلام كورتيز، فإنه أجاب قائلا إنه تصريحه "واسع ولا يمكن التنصل منه". 

 

وينوه الموقع إلى أن هذه ليست هي المرة الأولى التي تدعو فيها منظمة، مثل "صرخة صهيون"، لبناء المعبد الثالث، مشيرا إلى قول المؤرخ في جامعة ويسكنسون دان هوميل، إن الجهود المسيحية زادت بعد عام 1967.

 

ويختم "ديلي بيست" تقريره بالإشارة إلى أن الإنجيليين والمتطرفين المسيحيين يؤمنون أن بناء المعبد الثالث سيعجل بعودة السيد المسيح. 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)