ملفات وتقارير

مبادرة "غريبة" لدعم صناعة مصر يقودها قيادي بالإخوان

مبادرة حشمت تهدف لتشجيع المنتجات الوطنية في مصر- الأناضول
مبادرة حشمت تهدف لتشجيع المنتجات الوطنية في مصر- الأناضول

طرح قيادي بجماعة الإخوان المسلمين مبادرة قال أنها "قد تبدو غريبة" حث فيها المصريين على بدء حملة قوية لتشجيع الصناعة الوطنية بشكل حقيقي، معلنا تخوفه من أن الصناعة الوطنية تتعرض لحرب شرسة من وكلاء الأجنبي بالداخل، مؤكدا أن المصريين في حاجة لرفع روح الانتماء للوطن بشكل عملي.

البرلماني السابق، ورئيس البرلمان المصري بالخارج الدكتور جمال حشمت، دعا عبر صفحته بـ"فيسبوك"، المصريين إلى اعتماد شعار #تشجيع_الصناعة_الوطنية و#منتجات_مصر_أولى، مخاطبا من سماهم بكل الأحرار لمشاركته دعوته، مشيرا إلى أن الكل متضرر من الأوضاع السياسية والاقتصادية المتدهورة إلا من دعاهم بالفاعلين المقربين من النظام العسكري الحاكم.

وقال إن فكرته برنامج عمل الأحرار في مصر الفترة القادمة لوقف التدهور ورفع الانتماء الحقيقي وإعادة صياغة الصورة الذهنية لكل الأحرار في مصر بشكل صحيح ، مؤكدا أن هذا هو الممكن والأفيد في هذا الوقت وليس انهيار مصر هو الحل.

"لهذا كانت دعوتي"

وبعد مرور نحو يومين من طرحه المبادرة "عربي21" توجهت للدكتور جمال حشمت، لسؤاله عن تقيمه لردود الفعل حول المبادرة، وتأثيرها في تغيير الصورة التي يروجها النظام عن المعارضين والإخوان لدى الشعب وإثبات ولاءهم وحبهم وحرصهم على الوطن، وإمكانية تنفيذ المبادرة وإجماع المعارضين عليها.

وفي رده قال القيادي بالإخوان: "نحن في مصر ضحية عنف زائد وغل لا ينتهي لمدة خمس سنوات من نظام انقلابي يسيطر علي كل مناحي الحياة في البلاد بشكل أثار غضب وكراهية الشعب تجاه النظام وأذرعه المختلفة".

 

اقرأ أيضا: مصر تقع في هوة ديون بسندات جديدة بالعملة الصعبة

وأوضح لـ"عربي21"، أنه "لذا كانت الدعوة لتشجيع المنتج الوطني غريبة عند الكثيرين بين رافض ومتخوف خشية دعم بقاء الانقلابيين لفترات أطول".

وأضاف: "أعتقد أن هناك وطنيين لهم أعمال وتجارة وإنتاج وهم يُحارَبُون من النظام بشكل واضح وهم يقاومون وحدهم دون شعب يدعمهم للاستمرار والحفاظ على وطنية رجال الأعمال المخلصين".

وأكد حشمت أنه "لذلك كانت الدعوة لدعم هؤلاء دون غيرهم من رجال أعمال قامت أنشطتهم على الاغتصاب والاحتكار ممن هم تحت سيطرة العسكر"، معتبرا أن "هذه مهمة وطنية تحتاج إلى وعي ودراسة لتصيب الهدف وتحقق المراد".

"هيّا نبدأ"

وفي تعليقه على مبادرة الدكتور جمال حشمت بدعم الصناعة في مصر لإنقاذها، أعلن القيادي بالإخوان، ورئيس لجنة الصناعة والطاقة بمجلس الشعب سابقا، المهندس السيد نجيدة، موافقته التامة على كل ما جاء بدعوة حشمت مشددا على ضرورة دعمها والدفع بمثل تلك الأفكار الإيجابية لإنقاذ الوطن.

نجيدة، قال لـ"عربي21": "أوافق تماما على تلك الدعوة"، مؤكدا أن "مصر بلد المخلصين الأحرار وليست بلدا للعسكر الذين خانوا ولن تكون أبدا"، مخاطبا الأحرار والوطنيين في مصر: "هيا نبدأ حفاظا على ما تبقى من مصرنا".

وفي تقديره، يعتقد المهندس نجيدة أن مثل تلك المبادرة تعد خير رد من جماعة الإخوان المسلمين على من يتهمونها بتخريب الوطن والاقتصاد وما إلى ذلك من تخاريف ومزاعم وافتراءات لإعلام الانقلاب.

انتقادات للمبادرة

ووجه متابعون ونشطاء عبر صفحة الدكتور حشمت، انتقادات للمبادرة، فيما تخوف منها البعض الآخر وسخر منها بينما أيدها آخرون.

 

اقرأ أيضا: أرقام جديدة للفقر في مصر.. كم بلغت؟ (إنفوغرافيك)

وتساءل الطبيب أمجد حلمي: كيف سيرحل الانقلاب؟ مضيفا أن "الأولى هو عمل مجهود في سبيل اصطفاف حقيقي بين كل القوى الموجودة على الساحة تكون بديلا لنظام العسكر وتقنع الشعب بضروره التغيير والعودة للديمقراطية".

ليرد عليه صاحب المبادرة بقوله: "هذا هو فن الممكن إذا كنت تستطيع الآن ابدأ دون أن ترفع السقف بلا عمل حقيقي ليسقط الانقلاب".

وأعلن الناشط أدهم عاشور، عن مخاوفه قائلا: "معظم الصناعة والتجارة في أيدي الجيش واللواءات اللصوص القتلة، كيف ندعم هؤلاء اللصوص وأيديهم ملوثة بدماء الأبرياء في مصر".

 

وهو ما أكدته أيضا جميلة محمد، بقولها إن "الجيش سيطر علي كل المؤسسات، والأدهى من ذلك أنه أصبح البديل للباعة المتجولين والتجار والجزارين ومحلات الحلوى، فلا ترهقوا أنفسكم في الدعوة للانتماء والوطنية".

ليرد الدكتور حشمت على عاشور بقوله: "مستحيل أن أدعو لدعمهم. هذا بديهي لكن هناك ربما من يحاول أن ينجح وتنفض الناس عنه لدعم اللصوص"، مخاطبا جميلة محمد: "لا أعتقد أن ما ينتجه الانقلابيون هو إنتاج مصري وطني بل هو نتاج اغتصاب واحتكار لا يستحق أي دعم، بل إننا ندعم البدائل هذا ما أدعو إليه".

وسخر إيهاب إيهاب، قائلا: "بصراحة أرى أن ندعم السيسي أحسن ونجيبها على بلاطة"، ليعلق حشمت بقوله "هذا الخائن لن يدعو أبدا لدعم صناعة مصرية بل هو قادم لتدمير مصر وقدراتها الذاتية لذا دعوتي في عكس اتجاهه".

فيما أيد عبدالرحمن عاطف المبادرة، بقوله: "نقطة تحتاج لوعي كبير جدا"، فيما أكد أحمد ناصر، على عدم إساءة الظن بالقيادي الإخواني لدعوته.

فكر خارج الصندوق

وعبر صفحته الشخصية بـ"فيسبوك"، قال الناشط إيهاب علي: "أتفق تماما مع الدكتور حشمت وعقلية الممكن"، موضحا أن "أولويتنا الآن التلاحم مع الشعب الذي ضاق ذرعا بما فيه"، مضيفا أنه "إن كنّا حقا لا نعمل لحظوظ أنفسنا ولا للثأر فلنكف عن سب الشعوب، ولنكف عن إملاء الشروط ونفكر كيف يمكن إرجاع المسار الديمقراطي بكل الوسائل"، مؤكدا أنه "إذا كان طريق الثورة مسدودا الآن بالدبابات، فهناك طرق كثيرة. المهم أن نفكر خارج الصندوق".

‏وأيضا، أكد الناشط خالد كمال كمال‏، أنه "كلام مهم جدا"، مضيفا أن "مصر ملك شعب مصر وليست للسيسي".

 

 

 

 

 

 

التعليقات (5)
متفائل
الثلاثاء، 15-01-2019 07:21 م
صحيح ما ذهب إليه " مصري جدا " حسب منظوري الخاص ، مع التسليم بأن رأيي صواب يحتمل الخطأ ، و رأي الآخر خطأ يحتمل الصواب ، على أساس أن : " الحياة أسمى من الأفكار ، و أن الفكر من دون وحي كالجسد من دون وجدان " ولنا في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم في سلوكه تجاه مشركي قريش في السلم و في الحرب ، الأسوة الحسنة ، لذلك فإن التفكير بخصوص القواعد الصلبة للمجتمع التي تحتضن بالخصوص جنود المستقبل من الأولويات ، ومثل هذا الاهتمام هو الكفيل بتسريع تهاوي قلاع الاستبداد والفساد ، أما من يرى في الانصراف بعيدا عن الساحة حتى تزول آثار الانقلاب فهو واهم ، وواهم .
ما هذا يا حشمت؟
الثلاثاء، 15-01-2019 03:29 م
ما هذا يا حشمت؟ بل أنت بذلك تؤيد الانقلاب دون أن تصرح بذلك! عجباً لك، المطلوب الأول هو محاولة كسر الانقلاب وإنهائه أعلاءً لإرادة الشعب. أم أنت فضضت يدك من هذا الموضوع وربما تمهد للعودة في رحاب الخسيسي قائد الانقلاب الفاشي. أنت بذلك تدفع الآخرين دفعاً إلى التشكيك في الإخوان وفي أهدافهم وقياداتهم. فعلاً الميوعة القاتلة هي التي أوردت الإخوان المهالك. أرجو إن كان ما زال للإخوان قيادات أخرى خارج السجون أن تصدر توضيحاً فورياً حتى لا يفقد الشعب أي ثقة في الإخوان أو في محاولة إنهاء الانقلاب وسرقته لمقدرات الشعب والدولة. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
مصري جدا
الثلاثاء، 15-01-2019 02:34 م
هكذا اعرف الدكتور حشمت ومنذ زمن ،،، يفكر ويتكلم دوما بطريقة مختلفة قد لا تروق للكثيرين خاصة الإخوان قيادات وقواعد ،،، بالفعل هناك إشكالية ينبغي أن تطرح لها الحلول ،، وهي كيفية التوازن بين النضال السياسي للتخلص من الانقلاب العسكري الذي اغتصب السلطة وأهدر إرادة الشعب وفرط في سيادة الوطن وثرواته وأغرق مصر في الديون ،،، وبين طرح البدائل العملية الممكنة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في مجالات الحياة المختلفة خاصة التعليم والصحة والصناعة ،،، انقاذ ما يمكن إنقاذه رحمة وشفقة بأغلبية الشعب الذي يعاني ،، وحماية لثورات الوطن ووقف الانحطاط والانهيار الذي تقاسيه مصر ،،، هناك فرق بين العمل على هدم النظام الفاسد المستبد وبين هدم مصر الدولة والمجتمع والثروات ،، مصر الباقية والسيسي والعسكر والاخوان والمعارضة راحلون ،،، نريد جيل من قيادات المقاومة السلمية يصنع أدوات إعادة التوازن للصراع القائم وايضا يملك رؤية لنرحلة ما بعد السيسي وشاكره ،،، حفظ الله مصر ،،،
متفائل
الثلاثاء، 15-01-2019 02:34 م
هذا الرجل يفرق بين الحاكم من جهة ، والدولة في المقابل ، فإذا انحرف الحاكم ، وجب الوقوف إلى جانب الدولة ، والزمن جزء من العلاج ، هكذا وجب التفكير حينما يتعلق الأمر بالبناء ، و ليس سوى البناء ، لأن الهدم الذي يعتمده الحاكم المفروض على الشعب ، ليس من شيم أمثال السيد حشمت .