مقابلات

"عربي21" تحاور والد الألماني المحتجز بمصر.. هذا ما يخشاه

السلطات المصرية تستخدم "الإرهاب" لتبرير اعتقال الشاب الألماني عيسى الصباغ- عربي21
السلطات المصرية تستخدم "الإرهاب" لتبرير اعتقال الشاب الألماني عيسى الصباغ- عربي21

أكد محمد الصباغ والد الشاب الألماني عيسى البالغ من العمر 18، أن نجله مازال محتجزا لدى السلطات الأمنية في مصر، ولا يعرفون عنه شيئا حتى الآن، وسط تكتم أمني وإعلامي.

وأعرب الصباغ في حوار خاص مع "عربي21" أنهم يخشون على ابنهم من أن يجبر تحت التعذيب على القول أو الاعتراف بأشياء لم يفعلها، كما يحدث في التحقيقات التي تجريها الجهات الأمنية.

وعلق على صورة نجله باللحية الطويلة التي نشرتها السلطات المصرية بالقول: "لم تكن بهذا الطول إذ كانت قصيرة لدى وصوله إلى مصر، ولكنه تم تصويره بعدها بنحو شهر لتظهر أطول وأكبر".

وكانت الخارجية الألمانية قد أعلنت اختفاء شابين ألمانيين من أصول مصرية، أثناء زيارتهما لمصر مؤخرا، هما محمود عمرو محمد عزت عبدالعزيز، 24 عاما، وعيسى محمد الصباغ، 18 عاما.

وتعززت مخاوف الجهات الحقوقية بحدوث مكروه للشابين، خاصة بعد حادثة مقتل الباحث الإيطالي، جوليو ريجيني، الذي اختفى بالقاهرة قبل ما يقرب من ثلاث سنوات، وعُثر على جثمانه في شباط / فبراير من عام 2016 وعليها آثار تعذيب.

وزعمت السلطات المصرية أن التحقيقات مع عيسى الصباغ الذي ألقي القبض عليه "وبحوزته خرائط لمحافظة شمال سيناء تجري أيضا باتجاه ترحيله إلى بلد الجنسية".

ورحلت السلطات المصرية الألماني من أصل مصري، محمود عمرو محمد عزت عبدالعزيز، الجمعة، خارج البلاد بدعوى "عدم ارتكابه إحدى الجرائم المنصوص عليها قانونا، وتنازله عن الجنسية المصرية، وترحيله إلى دولة ألمانيا بالتنسيق مع السفارة الألمانية".

 

اقرأ أيضا: القاهرة ترحل شابا إلى ألمانيا بعد أيام على اعتقاله

ملابسات احتجاز الصباغ

وعن ملابسات احتجاز نجله، قال: "لم أكن أتوقع ذلك، لأنه شاب صغير طالب ثانوي، وليس هناك ما يدعو ما حدث له، ولكني كنت قلقا كأب فقط؛ لأنها أول مرة يسافر فيفها وحده، وليس مباشرة إلى القاهرة، وللأسف وقع له ما يفوق كل التوقعات بل وأسوأها".

وفيما يتعلق بتعاون السلطات المصرية، أكد الصباغ أنه لم يلمس أي تعاون مع السفارة المصرية بألمانيا، وأن الخارجية الألمانية هي التي أبلغته أن "عيسى" محتجز، في مدينة الأقصر جنوبي البلاد، للاشتباه في تورطه في جرائم تتعلق بالإرهاب.

وذكرت الخارجية الألمانية أن عيسى الصباغ اختفى، أثناء قدومه إلى مصر عن طريق مطار الأقصر الدولي، في 17 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بينما اختفى مواطنه الثاني محمود عبد العزيز، أثناء قدومه إلى مصر عن طريق مطار القاهرة، في 27  من نفس الشهر الماضي.

وبشأن اهتمام الحكومة الألمانية بالقضية أكد أن "الحكومة والمسؤولين الألمانيين جادون في معرفة مصير ابنه، وملابسات احتجازه، وضروة الإفراج عنه بسرعة، والاطمئنان عليه، والتأكد من عدم تعرضه للتعذيب، أو الضرب أو حتى الأذى".

 

اقرأ أيضا: اختفاء مواطنين ألمانيين في مصر هل يعيد أزمة الإيطالي ريجيني‎؟

مخاوف التعذيب

وقال والد عيسى، إن أكثر ما يقلقه هو عدم السماح لممثلين للسفارة الألمانية في القاهرة برؤية ابنه أو أحد من ذويه حتى اللحظة، وأنه يخشى أن يكون ذلك "بسبب وجود آثار تعذيب على جسده، وأن السلطات المصرية تماطل لحين اختفائها أو إزالة آثاره".

ولكنه استدرك بالقول: "لكني أنتظر المزيد سواء من الحكومة أو الإعلام أو المنظمات المدنية في ألمانيا للضغط بقوة على السلطات في مصر من أجل الإفراج فورا عن ابني"، مشيرا إلى أن "العديد من المؤسسات الحقوقية تواصلت معه بهدف معرفة أي تفاصيل بخصوص واقعة اختفائه ثم احتجازه في مصر".

وأكد أن الحكومة المصرية تستخدم "الإرهاب" لتبرير اعتقال نجله، وإثارة المخاوف لدى السلطات الألمانية، قائلا: "إن استخدام لفظ الإرهاب هو عمل مشين يهدف لتبرير فعلة السلطات باحتجاز عيسى الفتى الصغير المتفوق في حياته، ولا يمكن قبوله".

من هو عيسى الصباغ؟

وعن سيرة عيسى الذاتية أكد والده أنه "طالب في المرحلة الثانوية، مواليد عام 2000 (18 عاما)، ليس له أي نشاط سياسي، وشخصيته هادئة جدا، وربما لا يحب الاختلاط كثيرا".

وأضاف أنه "مجتهد ومتفوق في دراسته، ويحب لعب كرة القدم كثيرا، ومشاهدة الأفلام القديمة، بالإضافة إلى أفلام الخيال العلمي، التي تجتذبه أيضا، ولم يكن عدوانيا في يوم من الأيام".

وعن سبب نزوله مصر، قال والده إن "عيسى نزل مصر لزيارة جده المريض لمدة أسبوعين، والترويح عن نفسه، وتغيير نمط الإجازة، كما أنه كان يفكر جديا في نقل دراسته من مدرسة لأخرى، أو البقاء في مصر للدراسة أيضا، ولم يتسن له أي شيء من كل ذلك".

 

التعليقات (0)