كتاب عربي 21

قمة للتنوع الديني والروحي: هل يمكن شفاء العرب من جروحهم؟

قاسم قصير
1300x600
1300x600
بدعوة من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، شهدت العاصمة اللبنانية انعقاد قمة التنوع الديني والروحي الثانية، بمشاركة 130 مشاركا ومشاركة من مختلف الدول العربية، ومن كافة الاتجاهات الدينية والفكرية، وكان العنوان الأساسي لهذه القمة: ما هو دور المؤسسات والقيادات الدينية في تعزيز التسامح والتماسك الاجتماعي في المنطقة العربية؟

وكان الهدف الأساسي لهذه القمة؛ خلق مساحة مفتوحة بين قيادات دينية وباحثين وخبراء وفاعلين، للقيام بمراجعة شاملة وبنّاءة وجدية لدور القيادات الدينية والروحية والمؤسسات ذات الصلة في تنفيذ أجندة المواطنة الشاملة، وتعزيز التماسك الاجتماعي ضمن الإطار العام لأجندة التنمية المستدامة لعام 2030، وذلك اعترافا بأهمية الدور الذي تلعبه هذه المجموعة على هذا الصعيد. ومن خلال هذه المراجعة عمل المشاركون لتحديد مداخل واقعية وعملية يمكن البناء عليها، وتقديم اقتراحات عملية ومبادرات متنوعة حول جملة موضوعات هامة، ومنها: التنوع الديني، وبناء السلام والحد من النزاعات، ومواجهة الاستقطاب المجتمعي والتطرف العنيف، وإقامة الحكم الرشيد، وتحقيق المساواة الجندرية وتأمين حقوق المرأة.

وتميزت هذه القمة الثانية التي تشهدها بيروت بحضور حشد كبير من الشخصيات، وتقديم مداخلات متنوعة حول مختلف القضايا الحساسة التي يشهدها العالم العربي اليوم. كما انقسم المشاركون إلى مجموعات عمل من أجل وضع اقتراحات عملية لتحقيق الأهداف المنشودة من وراء القمة.
الناظر إلى الواقع العربي والإسلامي اليوم يلحظ ازدياد سياسات القمع وتعزيز حالات الاستبداد والديكتاتورية، والفشل الكبير لكل الثورات والتحركات الهادفة لمواجهة التسلط والقمع والديكتاتورية

ورغم أهمية هذه القمة، والتي تضاف إلى غيرها من الأنشطة والمؤتمرات التي يشهدها لبنان وغيره من الدول العربية والإسلامية، في إطار العمل لمواجهة آثار الحروب القائمة ووضع سياسات عملية لوقف النزاعات ومواجهة التطرف والعنف وسياسات القمع والاستبداد، فإن الناظر إلى الواقع العربي والإسلامي اليوم يلحظ ازدياد سياسات القمع وتعزيز حالات الاستبداد والديكتاتورية، والفشل الكبير لكل الثورات والتحركات الهادفة لمواجهة التسلط والقمع والديكتاتورية.

ويضاف إلى الفشل الكبير للثورات العربية الشعبية التي برزت في السنوات الثماني الأخيرة، عمق الجروح والآلام التي أصابت الشعوب والمجتمعات العربية طيلة تلك السنوات العجاف والصعبة.

وعلى ضوء هذه المخاطر، فإن تفاقم الأزمات القائمة يتطلب حراكا جديدا لا يقتصر على عقد القمم والمؤتمرات والندوات والأنشطة المغلقة، فنحن بحاجة إلى رؤية تجديدية وشاملة لكل الفكر الديني والسياسي في العالم العربي. فالصراع على السلطة أدى إلى إنهاك الشعوب العربية، وغياب الحكم الرشيد ساهم في انتشار الديكتاتوريات والقمع والاستبداد، وفشل التنمية أدى لزيادة الفقر وانتشار الجوع والأمراض.
الصراع على السلطة أدى إلى إنهاك الشعوب العربية، وغياب الحكم الرشيد ساهم في انتشار الديكتاتوريات والقمع والاستبداد، وفشل التنمية أدى لزيادة الفقر وانتشار الجوع والأمراض

نحن اليوم إزاء واقع مرير وصعب، وعدد اللاجئين والنازحين من الشعوب العربية فاق كل التوقعات، وانتشار الجوع والأمراض في العديد من الدول العربية وصل إلى مستويات كبيرة، وكل ذلك يحتاج من الأمم المتحدة ومن كل الهيئات والمؤسسات الدينية أو الحزبية أو الاجتماعية؛ إطلاق مبادرة شاملة وسريعة لوقف الحروب أولا في كل دول المنطقة، والعمل السريع من أجل معالجة الجروح التي ألمّت بالشعوب العربية والإسلامية، ووقف كل أشكال القمع والاستبداد، عبر إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين، وإعادة الحياة السياسية إلى طبيعتها، مع تأمين الحقوق الطبيعية لكل الناس.

قمة التنوع الديني والروحي الثانية، التي شهدتها بيروت بدعوة من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، كانت خطوة مهمة على صعيد تحديد الرؤية والمشكلات وتقديم الاقتراحات العملية ووضع بعض المبادرات والخطط المستقبلية، لكن التحدي الأهم هو كيف يمكن تحويل كل ذلك إلى خطط تنفيذية في الأيام المقبلة. والأهم من كل ذلك، أن يتعاون الجميع لشفاء الشعوب العربية من كل الجروح التي أصابتها خلال السنوات الأخيرة؛ لأن هذه الجروح لا تحتاج فقط إلى مبادرات أو أفكار أو نظريات، بل إلى جهد بشري شامل يساهم فيه كل إنسان عربي، من خلال برنامج شامل في كل مجالات الحياة.

فهل سننجح في ذلك؟ أم سنظل ندور في دائرة مغلقة من الأفكار والندوات والمؤتمرات؟
التعليقات (5)
العالول
السبت، 22-12-2018 02:41 م
الى مواكب.... انا الذي اعرفه ان الشيعة هم اتباع الامام علي بن ابي طالب امير المؤمنين بينما انت وغيرك من السنة الحاقدين على الشيعة انتم اتباع معاوية بن هند اكلة الاكباد عمر بن صهاك وعمرو بن النابغة و عبيد الله بن زياد بن سمية وغيرهم من ابناء صاحبات الرايات الحمر فلذلك طبيعي ان يحقد امثالكم على شيعة حيدر
مُواكب
الجمعة، 21-12-2018 06:27 ص
إلى العالول: تستطيع أن تقول ما شئت، لكن العبرة ليست في زخرفت القول، إنما هي في القول السديد. الشيعة جمع من القتلة الدمويين بدليل قتلهم المليون شهيد مسلم سني من أطفال ونساء سورية. الشيعة جمع من القتلة الجاهليين بدليل اتباعهم صانعيْ التأويلات والفتاوي: سيِّء نصر الشيطان الرجيم، وآية الشيطان الرجيم علي خامنئي. الشيعة التي تُقاتل تحت رايات الصليب الروسي لِإبادة أهل السنة ليست طائفية ولا حاقدة ولا أحد يقرف اغتيالاتها للحريري وأمثاله من الصالحين. هذه هي الشيعة بلون الجريمة والخيانة. وسنستمر بتذكيركم من أنتم وقد أخذتمونا على حين غرَّة.
العالول
الجمعة، 21-12-2018 03:43 ص
الى مواكب الى مواكب قرفنا منك ومن امثالك من الطائفيين اعداء الشيعة الله ياخدكم ونرتاح منكم ومن قرفكم وحقدكم الطائفي
مُواكب
الخميس، 20-12-2018 05:39 م
ما كان على عربي21 أن تحذف أجزاء من تعليقي لما يعنيه ذلك من وُقوفها بجانب المستبدين. لم تعد عربي 21 منبر حر بالمعنى الكامل وهذا أمر مؤسف. لو دقت عربي 21 في طبيعة المحنة التي نعيشها في المشرق العربي لوجدت أن الشيعة هي أسوأ أعداء أهل السنة على الرغم من وجود محور الشر الخليجي السعودي الإماراتي. فمن قتل أكثر من مليون شهيد مسلم سني، جُلُّهم من الأطفال والنساء، هم شيعة آية الشيطان الرجيم علي خامنئي وسيِّء نصر الشيطان الرجيم. فضلا عن بلاء ومعاناة لا يُحصى تعيشه سورية المنكوبة بسببهم . كيف تقدر الشيعة على إنتاج كل هذا الأذى لِمَن يُفترض أنَّهم اخوة وجيران؟ كذلك لم تُدقق عربي 21 في هذا الموضوع. تقوم العقيدة الشيعية على الثأر لِأهل البيت، وما بقي هناك من مسلم سني لم يُقْتل أو لم يتشيَّع فإن حربهم مُستمرة. ولهذا السبب فهم تحالفوا مع الصليب الروسي البوتيني ضد أهل السنة. يجب علينا معرفة العدو من غير العدو قبل أن يكون لنا أملاً في خير نتمناه.
مُواكب
الخميس، 20-12-2018 06:14 ص
.... كاتب المقال إذ هو يتحدث عن التنوع الديني وزُعمائه آية الشيطان الرجيم علي خامنئي وسيِّء نصر الشيطان الرجيم يُجبرون المسلمين السنة في سورية المنكوبة على أن يتشيعوا . لكن الكذب عند أعداءنا الشيعة هو فرض عين إذا كان فيه مصلحة من أجل استمرار ماكنة القتل في أداء واجبها بالثأر للحُسين ....