صحافة إسرائيلية

هذه استراتيجية نتنياهو للعودة إلى أفريقيا.. ما علاقة إيران؟

اعتبر الكاتب الإسرائيلي أن "هذا التقارب كفيل بأن يساهم في تقليص النفوذ والتواجد الإيراني في القارة"- جيتي
اعتبر الكاتب الإسرائيلي أن "هذا التقارب كفيل بأن يساهم في تقليص النفوذ والتواجد الإيراني في القارة"- جيتي

أكد كاتب إسرائيلي، أن العلاقات التي تتمتع بها "تل أبيب" مع تشاد، سيمنحها "شرعية " لفتح علاقات جديدة مع دول عربية أخرى، وهو ما يأتي ضمن الاستراتيجية التي يتبناها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تعامله مع أفريقيا.


وأوضح الكاتب الإسرائيلي عومر دوستري في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم"، أن زيارة الرئيس التشادي إدريس ديبي الأحد الماضي، "التاريخية إلى إسرائيل، كشفت العلاقات خلف الكواليس بين تل أبيب وتشاد، ولا سيما في العقد الأخير".


ونوه إلى أن تشاد هي دولة إسلامية سنية، "توجد في موقع استراتيجي في قلب أفريقيا، قرب ليبيا والسودان، كانت قد قطعت علاقتها مع إسرائيل عام 1972، بسبب الضغط الليبي"، مؤكدا أن "الموضوع الأهم لتشاد في علاقاتها مع إسرائيل هو الأمن".


وأشار دوستري إلى أن "تشاد في السنوات الأخيرة تتصدى لتهديدات من جانب "بوكو حرام" النيجيري وتنظيمات أخرى متفرعة من تنظيم الدولة الإسلامية"، منوها أنه "رغم انتهاء الحرب الأهلية، وتبدد التوتر مع السودان، لا تزال تشاد تقاتل الثوار في شمالي البلاد".


وبحسب منشورات أجنبية، "ساعدت إسرائيل تشاد في صراعها هذا في الماضي، وتشاد مثل معظم الدول الأفريقية التي اقتربت من إسرائيل، فهي معنية بالتكنولوجيا الإسرائيلية المتطورة في مجالات الزراعة والمياه، ولا سيما في كل ما يتعلق ببحيرة تشاد؛ التي توجد منذ 1960 في تراجع كبير لدرجة الاختفاء، وهي اليوم لم يبق من مياهها سوى 5 بالمئة من مساحتها الأصلية".

 

اقرأ أيضا: موقع عبري: لهذا تهتم إسرائيل بتشاد ذات الموقع الاستراتيجي


وذكر الكاتب أن "تشاد تلك الدولة الصحراوية الفقيرة، لا تريد أن تبقى متخلفة"، معتبرا أنه من "المعقول الافتراض أنها ترغب في استغلال العلاقات الوثيقة بين إسرائيل وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".


وأضاف أنها "تتعاون مع الولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب، ولكن واشنطن تحافظ على قدر ما من المسافة منها، فالولايات المتحدة في أيلول/ سبتمبر 2017، حظرت على مواطني تشاد دخول أراضيها".


ورأى أن "تعزيز العلاقات مع تشاد؛ هي تحصيل حاصل لسياسة الخارجية التي يتصدرها في العقد الأخير نتنياهو تحت عنوان: إسرائيل تعود إلى أفريقيا وأفريقيا تعود إلى إسرائيل".


وزعم دوستري، أن "نتنياهو اختار التقرب من أفريقيا؛ في محاولة لتغيير الموقف المعادي لإسرائيل في دول القارة بالمحافل الدولية، وردا على محاولات إيران الحصول على موطئ قدم في هذه القارة"، موضحا أن "نتنياهو في السنتين والنصف الأخيرة، زار أفريقيا ثلاث مرات، بما في ذلك زيارته التاريخية في حزيران/ يونيو 2017 إلى أوغندا، كينيا، رواندا، أثيوبيا وليبيريا".


وخلال هذه الزيارة، "أصبح نتنياهو الزعيم غير الأفريقي الأول الذي يخطب بمؤتمر دول غرب أفريقيا (ثلث أعضائها مسلمون"، وفق الكاتب الذي ذكر أنه "في حزيران/ يونيو 2016، استؤنفت العلاقات مع غينيا، وبعد عام من ذلك اتفق نتنياهو ورئيس مالي على تحسين العلاقات الثنائية".


وكشف أن "إسرائيل تتمتع بتعميق العلاقات مع تشاد، والاعتراف الرسمي من جانب تشاد بعلاقاتها مع إسرائيل، سيمنح شرعية متعاظمة لعلاقات تل أبيب مع دول عربية سنية"، لافتا أن "هناك فضلا آخر ينبع من كون تشاد رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، وهذا المنصب كفيل بأن بمنحها قوة سياسة كفيلة بأن تساعد إسرائيل على أن تقبل من جديد في المنظمة كعضو مراقب".


ونبه دوستري، أن "إسرائيل بإمكانها الاستفادة استخباريا، من الدور الذي تقوم به تشاد في قوات حفظ السلام في أفريقيا، ومن مشاركتها في النشاط العسكري ضد المنظمات الإسلامية"، معتبرا أن "هذا التقارب (بين إسرائيل وتشاد) كفيل بأن يساهم في تقليص النفوذ والتواجد الإيراني في القارة".

التعليقات (0)