صحافة إسرائيلية

جنرال إسرائيلي يقدم خارطة طريق عسكرية للتعامل مع غزة

ديختر يقول إن التهديد القادم من قطاع غزة ليس وجوديا على إسرائيل لكن لا يمكن لنا التعايش معه
ديختر يقول إن التهديد القادم من قطاع غزة ليس وجوديا على إسرائيل لكن لا يمكن لنا التعايش معه

قال رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، آفي ديختر، إن "التهديد القادم من قطاع غزة ليس وجوديا على إسرائيل، لكن لا يمكن لنا التعايش معه، ولذلك لا بد من عملية واسعة، لأنه عاجلا أم آجلا لن يكون أمام إسرائيل مناص إلا بذلك، لتدمير البنية التحتية العسكرية لحركتي حماس والجهاد الإسلامي".


وأضاف ديختر، في حوار مطول مع صحيفة إسرائيل اليوم، ترجمته "عربي21" أن "قطاع غزة يضم اليوم قرابة أربعين ألف مسلح، بينهم ثلاثون ألفا لحماس، وعشرة آلاف للجهاد الإسلامي، وهم مسلحون بمعدات قتالية وقذائف صاروخية قادرة على الوصول إلى وسط إسرائيل، وفي هذه المعركة سنكون مضطرين لاعتقال عشرين ألفا منهم، وعشرة آلاف آخرون سوف ينسحبون من المعركة".


وأوضح ديختر، وزير الأمن الداخلي ورئيس جهاز الأمن العام الشاباك الأسبق، أن "المعتقلين الفلسطينيين خلال هذه العملية سيوفرون لنا كميات كبيرة من المعلومات خلال التحقيقات معهم ستمنع تنفيذ عمليات مسلحة معادية أخرى في الطريق، يحب القيام بذلك بكل رباطة جأش ودون تردد، لن تكون عملية كبسة زر، وانتهى الموضوع، هذه معركة قد تستمر ثلاث أو أربع سنوات".


وعند سؤاله عن العثور على حل سياسي قبل الذهاب لهذه المعركة الواسعة في غزة، قال ديختر: "سأكون سعيدا لو رأيت هذا الحل السياسي الذي يتضمن تفكيك سلاح حماس والجهاد الإسلامي، وبنيتيهما العسكرية، لكن لا وجود لما يسمى تهدئة أو ترتيبات حين تبقى قدراتهما العسكرية وإمكانياتهما التسلحية على ما هي عليه اليوم، حينها لا مكان للحديث عن تهدئات أو ترتيبات معهم، وحين يقف قبالتنا كيان عسكري بقدرات تسليحية فلا حديث عن تلك التهدئات".

 

اقرأ أيضا: جيش الاحتلال يتدرب على سيناريوهات لقتال حماس وحزب الله

وأشار إلى أن "الترتيبات السياسية تتحقق في غزة فقط حين تتمكن مصر من إقامة تحالف مع الدول العربية تستطيع أن تفرض على حماس تفكيك سلاحها، لكن احتمال تحقق مثل هذه الدعوة يقترب من الصفر".


حديث ديختر مناسبة للتذكير بأنه كان رئيسا لجهاز الشاباك خلال تنفيذ عملية السور الواقي بالضفة الغربية عام 2002، حين هاجمت خمس فرق تابعة للجيش الإسرائيلي كل مدن ومخيمات الضفة الغربية، وأوقعوا بالمنظمات الفلسطينية خسائر باهظة، وفرضت إسرائيل حصارا على المقاطعة حيث مقر الرئيس السابق ياسر عرفات، وكان حينها رئيس الحكومة أريئيل شارون ووزير الحرب شاؤول موفاز.


حين سئل ديختر حول استطاعة حماس الحصول على هذه القوة العسكرية التي تجعلها تطلق خمسمئة صاروخ في يوم واحد على إسرائيل، أجاب بأنه "حين سيطر الإخوان المسلمون على مصر في 2012-2013 زمن الرئيس السابق محمد مرسي أدخل الفلسطينيون عبر سيناء معدات لإنتاج الوسائل القتالية وتصنيعها داخل القطاع، انظر إلى حزب الله في لبنان وسترى المنظمات الفلسطينية مثله بعد عشر سنوات.. وبالتالي فإن مشكلة غزة لن تحل بالنسبة لإسرائيل عبر جولات متقطعة تقرر فيها حماس متى ستطلق قذائف، وكم عددها".


وردا على سؤال حول ما إن كانت هذه العملية الواسعة ضرورية وحيوية في غزة، ولماذا تتأخر الحكومة في اتخاذ القرار بشأنها، أجاب ديختر، وهو من رموز حزب الليكود الحاكم، بأن "المستوى السياسي هو من يقرر متى موعدها، لأن العملية العسكرية من هذا النوع ستكون استراتيجية، وقد تتطلب تنفيذ خطوات تكتيكية، ولذلك فإن الإعداد لها، واتخاذ قرار متى، وكيفية القيام بها، وإلى أي حد زمني تستغرق مسؤولية المستوى السياسي".

 

اقرأ أيضا: خبير إسرائيلي يتوقع حربا قريبة مع حزب الله وحماس

الصحيفة سألت ديختر، عن مخاوف إسرائيلية من أن تنفيذ مثل هذه العملية الواسعة قد يوقع خسائر بشرية هائلة، ما يجعل الحكومة ترجئ تنفيذها إلى وقت لاحق، فأجاب بأن "التهديد في غزة ليس وجوديا على إسرائيل، لكن لا يمكن لإسرائيل التعايش معه حتى إشعار آخر، منظومة الأمن الإسرائيلية لديها القدرة على تحديد الموعد المناسب لتنفيذ هذه العملية بنسبة خسائر بشرية أقل قدر الإمكان، ويبقى القرار في النهاية للمستوى السياسي".


وحول ارتباط تأجيل العملية في غزة بالتهديد القادم من الجبهة الشمالية، قال ديختر إن "الجبهة الغزية ليست هي الأساسية أمام إسرائيل، رغم أنها تشكل لنا مشكلة، وتوتر أعصابنا، وتمثل تهديدا يوميا بسبب الطائرات المشتعلة وإحراق الحقول الزراعية، والمظاهرات على الجدار الحدودي".


وأضاف أن "أمامنا جبهة أخرى في لبنان وسوريا مقابل حزب الله وتنظيم الدولة، ونقل السلاح الإيراني إليها، كما أن لدينا جبهة في الضفة الغربية ليست هادئة، ولذلك فإنه في ظل جملة هذه التهديدات لا يمكن التعامل مع غزة، كما لو أنه ليس هناك جبهات أخرى".


وأوضح أن "غزة تمثل لإسرائيل مشكلة حيوية لأنها قريبة منا على بعد مئات الأمتار فقط من المستوطنات الإسرائيلية، وعشرة كيلومترات من عسقلان، وأكثر قليلا عن مدينتي أسدود وبئر السبع، غزة تمثل لنا مشكلة إذا انفجرت في وجوهنا، ولذلك يجب اقتلاع هذه المشكلة من جذورها".

 

اقرأ أيضا: حلول إسرائيلية إقليمية لمواجهة غزة المتجهة نحو "اللبننة"

وختم بالقول إن "المسلحين في غزة يحتمون بالواقع السكاني المزدحم هناك، لأن هذ الازدحام يوفر لهم مأوى وقدرة على التخفي، لكن لدى إسرائيل حلول وأدوات للتصدي لهذه المشكلة، والقوات القادرة على تنفيذ هذه المهمة بصورة مناسبة وملائمة.. في نظرة بعيدة المدى يمكن الوصول بقطاع غزة إلى وضع يجعل الفلسطينيين يعودون للعمل داخل إسرائيل، لأننا لا ننوي احتلال غزة، أو السيطرة عليها، وتعيين حاكم عسكري فيها".

التعليقات (0)