ملفات وتقارير

ما وراء مشاركة المخابرات المصرية بتأبين شهداء القسام؟

عبد الخالق خلال مصافحته السنوار في حفل تأبين شهداء القسام بخانيونس- فلسطين الآن
عبد الخالق خلال مصافحته السنوار في حفل تأبين شهداء القسام بخانيونس- فلسطين الآن

بدت مشاركة رئيس وفد المخابرات العامة المصرية اللواء أحمد عبد الخالق في حفل تأبين شهداء كتائب القسام الذين سقطوا خلال مواجهة وحدة إسرائيلية قبل أيام ملفتة كونها المرة الأولى التي يشارك فيه رسميون مصريون بهكذا فعاليات.

ورأى مراقبون أن المشاركة كانت رسالة احتجاج ضد الجانب الإسرائيلي الذي خرق التهدئة عبر إرسال وحدة من قواته الخاصة إلى خانيونس والتي اشتبكت لاحقا مع المقاومة ما أدى إلى استشهاد 7 من أفرادها ونشب على إثرها تصعيد خلق أجواء أشبه بالحرب.

وصافح عبد الخالق قيادات حماس المشاركة في المهرجان وعلى رأسهم رئيس الحركة في غزة يحيى السنوار وقام بمصافحة ذوي الشهداء وتقبيل أيدي أطفالهم.

وفضلا عن المشاركة بالحفل زار الوفد المصري موقع الاعتداء الإسرائيلي وتفقد ساحة الاشتباك الذي قتل فيه قائد مجموعة "سييرت ميتكال" الإسرائيلية وجرح آخرون.

رسالة احتجاج

المحلل السياسي طلال عوكل قال إن مشاركة مسؤول أمني مصري بهذا المستوى في مهرجان تأبين شهداء لحركة حماس "أمر مقصود بالتأكيد وهذا التحرك رسالة واضحة".

وأوضح عوكل لـ"عربي21" أن المصريين يريدون التعبير عن مدى غضبهم واحتجاجهم من العملية العسكرية التي نفذتها إسرائيل في خانيونس والتي خرقت التهدئة التي سعوها إليها بالتعاون مع أطراف إقليمية.

وأضاف: "الطرف المصري هو الضامن للتهدئة وما قام به الإسرائيليون ضرب لجهودهم واستهتار بدورهم في تثبيت وضع الهدوء في قطاع غزة".

ولفت عوكل إلى "أن المصريون يحتجون بشدة على ما قام به الاحتلال بعد تثبيت التهدئة خاصة أن الجميع يراقب الوضع ويدرك عمق الأزمة والخيارات في إسرائيل والتي ربما تبحث عن مخرج لها بإشعال الأوضاع مرة أخرى في غزة".

 

إقرأ أيضا: الوفد المصري يغادر غزة بعد زيارة استمرت ليومين

 

وعلى صعيد العلاقة بين الجانب المصري والفصائل الفلسطينية في غزة قال المحلل السياسي إن: "الفلسطينيين وخاصة حركة حماس من الواضح أنها تتعامل بإيجابية مع متطلبات الأمن المصري بشأن سيناء ومتطلبات التهدئة في غزة وغيرها مع الجوانب".

وتابع: "المؤشرات تقول أن العلاقات جيدة وربما بدأت تخلق قاعدة من الثقة بين الطرفين".

وبشأن النظرة الإسرائيلية لهذه المشاركة المصرية غير المسبوقة قال عوكل بالتأكيد ليس من مصلحة إسرائيل إثارة مشكلة مع مصر وهم غارقون حاليا في أكبر وأسوأ أزمة داخلية بعد فشلهم واستقالة ليبرمان والحديث عن انتخابات مبكرة.

علاقات متقدمة

من جانبه قال الناطق باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع إن مشاركة الوفد المصري في مهرجان التأبين "دليل على تقدم وعمق العلاقة معهم فضلا عن زياراتهم الميدانية في القطاع للفصائل الفلسطينية".

وأشار القانوع لـ"عربي21" إلى أن "المصريين يتابعون عن قرب كل تفاصيل التهدئة في القطاع ويقومون بواجبهم لضمان استمرار هذه الحالة فضلا عن المشاركة في بعض المواقف والاطلاع على مجريات الوضع بشكل عام في غزة".

ورأى أن الاحتلال "خرق دون أدنى شك التهدئة المبرمة بجهود مصرية وأممية وضرب بها عرض الحائط وهو ما دفع الوفد الأمني المصري للعودة إلى القطاع والوقوف على كافة تفاصيل التفاهمات الماضية على أرض الواقع".

يشار إلى أن اتفاق تهدئة بوساطة مصرية أبرم بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في التاسع من شهر آب/أغسطس الماضي بعد تصعيد إسرائيلي أدى لاستشهاد 4 فلسطينيين وعشرات الجرحى.

وقام الاحتلال في حينه بقصف مقر الجالية المصرية وسط مدينة غزة والذي كان يضم واحدا من أكبر المراكز الثقافية على مستوى القطاع ورآى فيه محللون محاولة للضغط على الجانب المصري في مسائل التهدئة.

التعليقات (1)
القضية المركزية
الإثنين، 19-11-2018 07:07 م
الاستخبارات المصرية معنية بشكل كبير بتثبيت التهدئة بين حماس و (إسرائيل) ، و تعزيز التعاونين الأمنى و الاستخبارى مع حماس بغرض السيطرة على أنشطة جماعات السلفية الجهادية داخل قطاع غزة ، و التى ينتقل عناصرها من غزة إلى سيناء عبر الأنفاق لتنفيذ عمليات تستهدف الجيش و الأمن المصرى هناك ، ثم يعودون بعد ذلك عبر الأنفاق إلى داخل القطاع ! فعقيدة الجهاد العالمى التى تعتنقها جماعات السلفية الجهادية فى غزة ، و سيناء ، و سائر بقاع الأرض ؛ لا تعترف بالحدود السياسية المصطنعة بين بلاد المسلمين ، و لا تنصاع للشرعية الدولية التى تحافظ على تثبيت تلك الحدود ، بل تقوم على التضامن الكامل و المؤاخاة بين عناصرها فى عملياتهم المشتركة عبر تلك الحدود ! فى المقابل فإن القيادة المصرية تدرك أن تواطؤها مع أى اجتياح عسكرى صهيونى لقطاع غزة ، و ما يترتب عليه من إسقاط حكومة حماس ؛ كفيل بتحول قطاع كبير من عناصر كتائب الشهيد عز الدين القسام - الجناح العسكرى لحركة حماس - إلى صفوف جماعات السلفية الجهادية ، و نزوحهم بأسلحتهم و خبراتهم العسكرية الواسعة إلى سيناء ، ليفتحوا بذلك جبهة أوسع على (إسرائيل) عبر حدودها البرية مع مصر ، و يصعدوا من هجمات السلفية الجهادية ضد الجيش و الأمن المصرى فى سيناء ، و يستنفروا المصريين للإنضمام لصفوف المجاهدين فى سيناء من أجل حرب اليهود ، و حماة حدودهم الجنوبية ! بينما ستتضرر المصالح الأمريكية على إمتداد الأرض من أى عدوان صهيونى على قطاع غزة ، بحكم أن فلسطين هى القضية المركزية للمسلمين حول العالم ، الأمر الذى يؤدى إلى ازدياد تجنيد الشباب الغاضب فى صفوف جماعات الجهاد العالمى ، و تصاعد الهجمات ضد المصالح الأمريكية فى كل مكان ! لذلك فإن خيار التهدئة ، و تثبيت الهدنة القائمة بين حماس و (إسرائيل) منذ العدوان الصهيونى على غزة صيف عام 2014 م ، هو خيار أمريكى بالأساس تتعاون كل من القاهرة و تل أبيب فى تنفيذه ضمانا للحفاظ على المصالح الأمريكية فى المنطقة !