سياسة دولية

تأبين خاشقجي بإسطنبول وأصدقاوه يطالبون ببيت القنصل مزارا

أصدقاء خاشقجي طالبوا بجعل بيت القنصل السعودي مزارا باعتباره قبرا له وفق قولهم- عربي21
أصدقاء خاشقجي طالبوا بجعل بيت القنصل السعودي مزارا باعتباره قبرا له وفق قولهم- عربي21

عقد الأحد حفل تأبين الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، في إسطنبول، بدعوة من أصدقائه من عرب وأتراك، والذين شكلوا رابطة لتخليد ذكراه، بعد مقتله في قنصلية بلاده في 2 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

 

وبحسب مراسل "عربي21"، فقد طالب أصدقاؤه بأن يتم جعل بيت القنصل السعودي، مزارا باعتباره قبرا له.

 

ولقي الحفل حضورا كبيرا من أصدقاء ومعارف خاشقجي وخطيبته التركية خديجة جنكيز، والمتعاطفين مع قضيته، إلى جانب حضور شخصيات بارزة، مثل ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والناشطة اليمنية توكل كرمان، وحضور إعلاميين بارزين، وحضور رئيس جمعية بيت الإعلامين العرب في تركيا توران كيشلاكشي.

 

ياسين أقطاي

 

من جانبه، ألقى مستشار الرئيس التركي الدكتور ياسين أقطاي، كلمة استهلها باللغة التركية، قائلا بأنه بعد 40 يوما من استشهاد جمال خاشقجي، لم يتم العثور على جثمانه.

 

وأضاف: "هم حاولوا إسكاته وكسر قلمه، فانقلب السحر على الساحر، كما حصل مع نبى الله موسى.. نعم التاريخ يعيد نفسه، واليوم الفراعنة يحكمون في استشهاد جمال".

 

وقال إنه في قضية مقتل خاشقجي، تم ارتكاب جرائم عدة، مثل القتل وإخفاء الجثة، والكذب والتضليل.


وأضاف: "لابد أننا سنتعقب هؤلاء القتلة لينالوا عقابهم في الدنيا قبل الآخرة، واتهامهم خاشقجي بالإسلامية الراديكالية ظهر من خلال قتلهم جمال بهذه الوحشية، ما جعلها قضية إنسانية لكل حر وشريف".


وأكد أنه بعد مرور أربعين يوما على مقتل خاشقجي، فإن المطالبة بالعدالة أمر لا رجوع عنه، والعدالة ليست انتقاما، نحن فقط نحتاج إلى العدالة. كما أن الله سمى نفسه العادل والملك".

 

وقال: "الذي يسمى بخادم الحرمين الشريفين، يجب عليه من أجل أن يستحق هذا الوصف أن يحقق العدالة، اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم، فهو قال لو سرقت فاطمة لقطعت يدها، وهؤلاء القتلة لا يمكنهم تنفيذ الجريمة بدون أوامر من جهات عليا".

 

وزاد بالقول: "إن المشتبه بهم، لا يمكنهم حتى الذهاب الى المرحاض بدون أخذ إذن، فكيف لهم بتنفيذ جريمة قتل في القنصلية دون علم الجهات العليا في السعودية بذلك".

 

وقال: "هذه الجريمة ارتكبت في الأراضي التركية، ويجب علينا استقدامهم ليمثلوا أمام القضاء التركي".

 

وأكد أقطاي أن الأتراك جميعهم والعالم باتوا يعرفون اليوم خاشقجي، نتيجة هذه الجريمة الوحشية، وهو ما ساهم في نشر أفكاره بشكل أكبر.

 

ودعا أقطاي إلى إقامة صلاة الغائب على روح خاشقجي في مسجد الفاتح في مدينة إسطنبول التركية،
الجمعة المقبل. وأكد المطالبة بالكشف عن مصير جسد خاشقجي.

 

توكل كرمان

من جهتها، هاجمت الناشطة اليمنية توكل كرمل، في كلمة لها في الحفل، المملكة العربية السعودية ووصفتها بأنها "أصبحت دولة إرهابية، تمارس الإرهاب على مواطنيها، وعلى الدول الأخرى مثل بلدي اليمن".

 

وطالبت بمحاكمة القتلة والأمرين بقتل خاشقجي، مشددة على ضرورة أن يتم ذلك في تركيا، أي خارج السعودية، "لأنه لا يمكن الوثوق بالمنظومة القضائية السعودية"، وفق قولها.


وأضافت: "أحذر من أي صفقات قد تعقد في الخفاء"، معبرة عن شكرها للمدعى العالم التركي، لبذله أقصى ما يمكن من أجل تحقيق العدالة".

 

بيت الإعلاميين العرب بتركيا


بدوره، قال ممثل بيت الإعلاميين العرب في تركيا، فاتح أولكي، إن خاشقجي كتب 14 مقالا في "واشنطن بوست"، مضيفا: "ولتعرفوا لماذا قتل جمال، اقرأوا هذه المقالات".

 

وأشار في معرض حديثه إلى شن ولي العهد السعودي حملة اعتقالات في صفوف المعارضين، وأصحاب الرأي في السعودية، وإلى أنه مرر قانونا يسمح للمرأة بقيادة السيارة، لكن الديمقراطية ليست قيادة المرأة للسيارة وحسب، وفق قوله.


وأضاف أن ولي العهد السعودي، وسع سيطرته على وسائل الإعلام في السعودية وخارجها، من أجل تمرير سياساته، وكان جمال كتب عن هذه الأمور من قبل.

 

كمال أوزتورك


وقال كمال أوزتورك الرئيس السابق لوكالة الأناضول التركية: "يجب علينا أن نعبر عن قضية جمال كنبراس للحرية وطريقا لمحاسبة القتلة، كل القتلة، في كل مكان، الذين يقتلون الصحفيين وينتهكون حريتهم".

 

وأضاف: "أنا كصحفي وكاتب رأي، أرى أننا يجب أن نتخذ جمال قدوة لنا، ولكل الكتاب في كل مكان في العالم، ويجب إقامة الكثير من الفعاليات حتى نحصل على حق جمال، ويجب أن نسير على درب جمال كما علمنا".

 

وألقى الشاعر المصري عبد الرحمن يوسف القرضاوي، قصيدة لخاشقجي، بعنوان: "هَذَا الرَّزِينُ المُطْمَئِنّْ"، وسبق أن نشرتها "عربي21".

 

وقال النائب التونسي، عماد الدايمي، في كلمة له، في حفل التأبين، إن خاشقجي "قد يمثل شرارة ربيع داخل السعودية والمنطقة كما كان بوعزيزي شرارة للربيع العربي".

 

ولم تلق خطيبة خاشقجي كلمة في حفل التأبين معتذرة عن الأمر، لعدم تماسكها، وعدم مقدرتها على عدم البكاء، بالإضافة إلى رئيس بيت الإعلاميين العرب في تركيا صديق خاشقجي، تورانكيشلاكشي، الذي فضل أن لا يتحدث بسبب مشاعره العميقة لفقدان صديقه.

 

 

 

وكانت خطيبة خاشقجي، قد دعت عبر صفحتها الرسمية على "تويتر"، إلى المشاركة في الفعالية.

 

 

 

 

 





 




التعليقات (1)
عابر سبيل
الأحد، 11-11-2018 08:33 م
تحية إجلال وتقدير واحترام لأصدقاء جمال خاشقجي جزاهم الله خيرا، ورحم الله شهيد الكلمة، أعتقد أن المشكل الكبير عند الشعوب العربية هو قلة الوعي ولابد من جرعة كبيرة من الوعي حتى تتمكن الشعوب العربية من التخلص من الظلم، والاضطهاد، والطغيان، والفساد، والنهب، والديكتاتورية...