صحافة دولية

إندبندنت: كيف تستخدم السعودية الرياضة لتحسين صورتها؟

إندبندنت: الترويج للرياضة في السعودية لإخفاء القمع- جيتي
إندبندنت: الترويج للرياضة في السعودية لإخفاء القمع- جيتي

نشرت صحيفة "إندبندنت" مقالا للكاتب جوناثان ليو، يصف فيه الطريقة التي باتت فيها السعودية تعتمد على الترويج الرياضي لإخفاء معالم القمع داخل المملكة.

ويشير ليو في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن كلا من نوفاك جوكوفوبيتش ورفائيل نادال علقا في مؤتمر صحافي على مقتل الصحافي جمال خاشقجي في اسطنبول، ومباراتهما المزمع عقدها في جدة في شهر كانون الأول/ ديسمبر، فقال نادال: "أعلم أن شيئا سيئا للغاية حدث في الداخل هناك"، فيما علق جوكوفوبيتش قائلا: "في الوقت الحالي ليست لدينا معلومات كافية.. نحن بحاجة للنظر إليها أكثر". 

ويتساءل الكاتب: "ما هي المعلومات التي يريد لاعب التنس الصربي الحصول عليها ليحكم على بلد تحرم فيه المرأة من أبسط حقوق الإنسان، ويتم انتهاك حقوق العمال المهاجرين بشكل روتيني، دون أي إجراءات قانونية، ويتم ضرب وتعذيب المثليين، وبحسب الكثير من الخبراء، فإنه يقوم بارتكاب جرائم حرب في اليمن، وتحت ذريعة قتال الحوثيين الذين تدعمهم إيران". 

وينقل ليو عن جوكوفوبيتش، قوله: "لا أريد الدخول في حوار سياسي أو أوضاع"، ويعلق الكاتب قائلا إن "هذا أمر كان الضحايا اليمنيون يريدون تجنبه، وبعد أسبوعين حصلنا على الجواب، وتم إلغاء مباراة جوكوفوبيتش ضد نادال دون مبررات، حيث قيل إن نادال أصيب بكاحله". 

ويعلق الكاتب قائلا إن "إلغاء المباراة أو تأجيلها يقدم رؤية عن الاستراتيجية السعودية التي جعلت الرياضة ونجومها يقومون بجهود العلاقات العامة نيابة عنها، وقبل عدة أسابيع لعب الفريقان البرازيلي والأرجنتيني مباراة ودية في جدة، التي لم تكن مباراة مهمة لاي منهما باستثناء الشيكات التي دخلت حسابات اتحاد الكرة في كل من البلدين، وفائدة السعوديين الذين كانوا قادرين على نشر صور نيمار وباولو ديبالا وفيليب كونتينو على الأرض السعودية ولمشاهدين عالميين". 

ويشير ليو إلى أن جدة، ثاني مدن السعودية، استقبلت في أيلول/ سبتمبر مباريات الملاكمة العالمية، حيث هزم كالوم سميث جورج غروف، وحصل على لقب اتحاد الملاكمة العالمي للوزن المتوسط، لافتا إلى أن الرياض ستستضيف في كانون الأول/ ديسمبر موسم مباريات السيارات فورمويلا إي، فيما سيلعب فريقا يوفنتوس وإي سي ميلان، اللذان لعبا في قطر والصين وليبيا معمر القذافي، في كانون الثاني/ يناير. 

ويقول الكاتب إن "السعودية بدأت قبل عامين بإنفاق أموال النفط على النشاطات الرياضية، وأنشأت الهيئة العامة للتنمية الرياضية، حيث وجهت أموالا ضخمة لإنشاء بنى تحتية وميادين نخبوية، والترويج للمناسبات الرياضية العالمية واستقبالها، فقد ظلت المملكة المحافظة مترددة في تطوير القطاع الرياضي، وتعاملت مع المناسبات الرياضية على أنها في الحد الأدنى غير مهمة مثل بقية أشكال الترفيه، أو أنها تمثل تهديدا ثقافيا". 

ويجد ليو أن "موقفها هذا عكس تعاملها مع بقية العالم، وأنها تستطيع في أي مرحلة أن توقف صنبور النفط، بشكل يجعل الاقتصاد العالمي في حالة هبوط، لكن النفط، بالطبع سينضب يوما ما، ومن أجل فطم اقتصادها عنه فإن على السعودية التنويع، وهي بحاجة للاستثمارات الخارجية، وحتى تحصل عليها فهي بحاجة لأن يحبها الناس".

ويقول الكاتب: "مثل الولد الغني الذي يكرهه كل من في المدرسة، فأي طريقة لجعل الناس يحبونه غير تنظيم حفلة كبيرة؟ لكن هذه رؤية تبسيطية للأمور؛ لأن الاستثمار السعودي اتخذ عدة أشكال، فالمملكة أكبر مسثمر في (أوبر)، ولديها اسثتمار مهم في (تويتر)، وهناك مواطن سعودي اسمه محمد أبو الجدايل يملك حصة في صحيفة (إندبندنت)، إلا أن الرياضة أدت دورا مهما آخر، فهي ليست وسيلة للسياحة التي تريد المملكة التنويع فيها، لكن لسهولة الحصول عليها وجاذبيتها العالمية". 

ويلفت ليو إلى أنه "كما اكتشف قطر وأبو ظبي وروسيا من قبل، فعندما تدخل نفسك عميقا في المؤسسة الرياضية العالمية الواسعة، فإنك ستجد أعداءك الألداء يدعمونك".

ويرى الكاتب أن "الحاجة لتغيير صورة السعودية القاسية والمحافظة والقمعية، رغم وجودها حتى الآن، أدت إلى تقديم الرياضة على أنها مفتاح للأيام السعيدة، ورغم بقاء المرأة في ظل نظام وصاية الرجل، إلا أنها تستطيع حضور مباريات كرة القدم".

وينوه ليو إلى أنه في الوقت الذي تواصل فيه المقاتلات السعودية دك اليمن، فإن رئيس الفيفا جيانو إنفانتيني يقوم بجولات عالمية للترويج لمنافسات كأس النادي العالمي الذي تموله السعودية.

ويقول الكاتب إن "الرياضة هي وسيلة في السياسة الخارجية منذ الملك هنري الثامن وملك فرنسا فرنسيس الأول في ساحة الملابس الذهبية عام 1520، لكن في عصر تفوح فيه رائحة المال بطريقة واضحة وعالمية فإن من المستحيل تجنب الحديث علانية، فمن يأخذون المال عليهم واجب قول الحقيقة". 

ويختم ليو مقاله بالإشارة إلى ما كتبه جمال خاشقجي، قائلا: "الفشل في انتقاد انتهاكات حقوق الإنسان يخلق مناخا يقوي الحكام الديكتاتوريين لحرمان شعوبهم من حقوقها المدنية".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)