سياسة عربية

انتقادات لأمني تونسي شرح على الهواء كيفية تحضير قنبلة

أصيب مدني وثمانية من رجال الأمن جراء تفجير نفذته إمرأة كانت ترتدي حزاما ناسفا في تونس- تويتر
أصيب مدني وثمانية من رجال الأمن جراء تفجير نفذته إمرأة كانت ترتدي حزاما ناسفا في تونس- تويتر

أثارت تصريحات مسؤول أمني في تونس، جدلا واسعا، خلال تعليقه على الهجوم الانتحاري، الذي استهدف دورية للأمن وسط العاصمة، وشرحه كيفية صنع قنبلة بمواد كيميائية بسيطة على الهواء مباشرة.


وقال الناطق الرسمي السابق للداخلية، العميد هشام المدب، خلال استضافته في لقاء تلفزيوني مباشر على قناة "الحوار التونسي": "إن على التونسيين أن يعلموا أن العمليات الإرهابية، ستتواصل في تونس، مثلما ستتواصل في باقي أنحاء العالم، على مدى الثلاثين و الأربعين سنة القادمة".

 

ولم يكتف المسؤول الأمني بعرض تكهناته حول تواصل العمليات الإرهابية في تونس، بل ذهب أبعد من ذلك، حين نبه إلى تخلي الإرهابيين عن المتفجرات العالية الدقة والمعتمدة من قوات الجيش بسبب استحالة حصولهم عليها، "بل إنهم توصلوا لبدائل من خلال صنع متفجرات بدائية بمواد كيميائية سهل شرائها"، معددا إياها بالاسم. 


تصريحات الناطق السابق، أثارت غضبا عارما وصدمة في صفوف المشاهدين، الذين اعتبروا ما جاء على لسانه سقطة مهنية من مسؤول أمني، مطالبين بمحاسبته، فيما رأى آخرون أن تصريحاته  لا تمس الأمن العام، مبررين ذلك بسهولة الحصول على وصفات صناعة المتفجرات عبر الانترنت. 

 

اقرأ أيضا: الإرهاب يضرب قلب العاصمة تونس وأحزاب تدين وتحذر

وفي تعليقه على الانتقادات التي طالت حضوره التلفزيوني، شدد العقيد المدب في تصريح لـ"عربي21" أن ماجاء على لسانه حول صناعة قنبلة يعد معلومة علمية وليست أمنية، لافتا إلى أن مواقع كثيرة عبر الانترنت تعج بوصفات في كيفية صناعة القنابل اليدوية. 


وأضاف: "ما قدمته من معلومات، لم يكن مسقطا، بل جاء ضمن سياق حديثي عن تاريخ العمليات الانتحارية في العالم وتضاعفها بسبب تطور التكنولوجيا ونشاط الجماعات الإرهابية، وسهولة الحصول على المواد الكيماوية لصنع القنابل".


وكان عضو الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري –هيئة مستقلة تعنى بمراقبة وتنظيم المشهد الإعلامي- هشام السنوسي أكد لوسائل إعلام محلية، أنه تمت دعوة صاحب القناة ومسؤولها القانوني، والاستماع لهما بخصوص ماجاء على لسان الناطق السابق باسم الداخلية.


وكانت شبكات التواصل الاجتماعي قد عجت بتعلقات تراوحت بين النقد والسخرية لما جاء على لسان المسؤول الأمني.


وتساءلت الصحفية شهرزاد عكاشة، عن طبيعة الرسالة التي يريد الأمني إيصالها للتونسيين، وإن كانت تطبيعا مع الإرهاب أم تحريضا عليه، مطالبة بإحالته على القضاء العسكري.

 

واستغرب الباحث في الشأن السياسي، سامي جلولي، أن تكون التصريحات المثيرة للجدل صادرة عن ناطق رسمي سابق في وزارة تحارب الإرهاب.

 

اقرأ أيضا: 9 جرحى بتفجير نفذته إمرأة وسط العاصمة التونسية (شاهد)

وقال العضو السابق في الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، سامي بن سلامة، في تدوينة له عبر فيسبوك إن "ما جاء على لسان المدب يتناسق مع الظرف الذي تعيشه البلاد"، في إشارة إلى التجاذبات السياسية،والصراعات الحزبية التي تعيشها تونس.

 

مقابل ذلك، قلل الإعلامي وليد الفرشيشي، من خطورة ما صرح به الناطق السابق باسم الداخلية، منتقدا الهجمة ضده عبر شبكات التواصل الإجتماعي.


وأكد الفرشيشي في تدوينة عبر فيسبوك، أن "الإرهابيين لا ينتظرون نصائح المسؤول الأمني في ظل توفر أغلب المعلومات على الانترنت، لكنه نبه لخطورة ما قاله المسؤول الأمني، بالنظر لطبيعة المنصب الذي كان يتقلده بوزارة الداخلية".

 

 

 

 

 

 

 

 

التعليقات (0)