قضايا وآراء

من الذي أهان القضاء؟

محمد أحمد سليمان
1300x600
1300x600
لا الرئيس مرسي، ولا المستشار الخضيري، ولا الأستاذ عصام سلطان، ولا الدكتور البلتاجي، ولا الدكتور الكتاتني، ولا الأستاذ صبحي صالح، ولا الأستاذ محمد العمدة، ولا الأستاذ ممدوح إسماعيل، ولا الأستاذ منتصر الزيات، ولا الأستاذ نور الدين عبد الحافظ، ولا الأستاذ أحمد الشرقاوي، ولا الأستاذ عبد الرحمن يوسف، ولا الأستاذ أحمد أبو بركة، ولا الشيخ وجدي غنيم ولا الدكتور محسوب...

***

- من أهان القضاء هو المستشار عبد المعز إبراهيم، يوم أن تدخل في قضية التمويل الأجنبي وشكل دائرة خاصة انعقدت في جنح الظلام لإخلاء سبيل المتهمين الأمريكان الذين كانت تنتظرهم طائرة عسكرية أمريكية في أرض مطار القاهرة، قبل صدور قرار إخلاء سبيلهم.

- من أهان القضاء هو أحمد الزند؛ عندما تحالف مع حركة تمرد الممولة من الخارج لأغراض مشبوهة، وروج لها وسمح لها بدخول نادي القضاة وتجميع توقيعات من داخله.

- من أهان القضاء هو أحمد الزند؛ عندما أجلس متهمين ومشبوهين وسليطي اللسان وفنانين على منصة الجمعية العمومية لنادي القضاة.

- من أهان القضاء أحمد الزند؛ عندما شجع قضاته على أن تهتف من داخل بهو دار القضاء العالي "يسقط يسقط حكم المرشد".

- من أهان القضاة هو أحمد الزند؛ بمشاركته في فعاليات عورة 30 حزيران/ يونيو والتحالف مع قيادات الانقلاب ضد أول رئيس مدني منتخب في مصر.

- من أهان القضاء هو أحمد الزند؛ يوم أن أرسل وفدا من قضاته يلقي بيانا من على منصة تمرد بميدان التحرير يوم النكسة يهتف بسقوط الرئيس.

- من أهان القضاء هو أحمد الزند؛ يوم أن قال لتوفيق عكاشة: "نحن السادة ومن دوننا العبيد".

- من أهان القضاء هو أحمد الزند؛ يوم أن اتصل يمدح ويثني على توفيق عكاشة عقب اتهامه القضاة بالتزوير، بعد نجاح الرئيس مرسي في أول انتخابات رئاسية حقيقية في مصر.

- من أهان القضاء هو أحمد الزند؛ يوم أن خطط وتآمر لعزل كل قاض يجهر بالحق في وجه سلطان جائر.

- من أهان القضاء هو أحمد الزند؛ يوم أن اتهم المعتصمين في رابعة بممارسة جهاد النكاح، وهو كذاب أشر.

- من أهان القضاء هو أحمد الزند؛ عندما كانت كل حواراته تكبر وتعال وغطرسة.

- من أهان القضاء هو أحمد الزند؛ عندما لم يسلم شريف من تطاوله.

- من أهان القضاء هو أحمد الزند؛ عندما كان يدنس كرسي وزير العدل، ووقف أمام القابع خلف أسوار الاتحادية مطأطئ الرأس، والأخير ينهره ويعنفه هو وقضاته وقد وقفوا وكأن على رؤوسهم الطير.

- من أهان القضاء هو أحمد الزند؛ الذي أصدر قراراً وزارياً بتشكيل لجنة من القضاة العسس للتجسس على كتابات القضاة وآرائهم، وإعداد تقرير يُعرض عليه يومياً لمحاسبتهم.

- من أهان القضاء هم ثلاثة من القضاة العسس ارتدوا البدلات الفاخرة وربطات العنق الفرنسية، وكانوا يدخلون وزارة العدل يومياً، حيث خًصصت لهم المكاتب وكانوا يتقاضون آلاف الجنيهات وليست لهم من وظيفة إلا مراقبة ماذا يكتب القضاة على صفحات التواصل، وضبط من يتشككون في ولائه للنظام، أو أن لديه عزة نفس القاضي وكرامته وقوته في الحق، بينما الواحد منهم لا يصلح إلا أن يكون أمين شرطة في نقطة شرطة الزاوية الحمراء.

- من أهان القضاء هو حامد عبد الله؛ عندما حضر بيان الانقلاب مشاركا في جريمة عقوبتها الإعدام، بينما هو يجلس على كرسي شيخ القضاة.

- من أهان القضاء أعضاء مجلس القضاء الأعلى الذين رفضوا تنفيذ قرارات صادرة من المحكمة؛ تعسفاً وتعنتاً وانتهاكاً لأبسط مبادئ القانون.

- من أهان القضاء هو حامد عبد الله؛ عندما وضع ومجلسه قواعد خاصة لتطبق على أشخاص بعينهم بأثر رجعي، ضارباً بمبادئ القانون عرض الحائط، ليتمكن بها من إصدار قرار يسلب حق المستشار أحمد سليمان، وزير العدل الأسبق، في العودة لمنصة القضاء.

- من أهان القضاء هو حامد عبد الله؛ عندما سمح لنفسه أن يستعيد بعد الانقلاب قراراً سبقت الموافقة عليه، بتعيين دفعة من معاوني النيابة العامة، ويستبعد منهم 201 مرشح سبقت الموافقة عليهم؛ بحجة الإخوان.

- من أهان القضاء هو عدلي منصور؛ عندما كان يجلس على كرسي رئيس المحكمة الدستورية العليا، وسمح لنفسه أن يستخدم كدمية يحركها العسكر للتمكين لاغتصاب السلطة.

- من أهان القضاء هو نبيل بطرس ودائرته من أعضاء مجلس تأديب القضاة؛ عندما أحالوا قضاة البيان وقضاة من أجل مصر للمعاش دون سماع مرافعتهم أو تمكينهم من إبداء دفاعهم.

- من أهان القضاء هو أحمد جمال الدين الذي رأس مجلس التأديب الأعلى للقضاة، فأحال ودائرته 48 قاضيا من أشرف قضاة مصر للمعاش، بعد أن بخسهم حقوقهم في محاكمة عادلة.

- من أهان القضاء هو أحمد جمال الدين؛ عندما كان يجلس على كرسي رئيس محكمة النقض، واستعمل سلطاته ونفوذه على الموظفين لإجبارهم على عدم قيد الطعن بالنقض من قضاة البيان على حكم عزلهم.

- من أهان القضاء هو أحمد جمال الدين؛ عندما وضع قاعدة خصيصاً تسمح بعودة نائب رئيس محكمة النقض الذي عمل وزيراً في حكومة محلب، خروجاً على القاعدة الخاصة التي وضعها حامد عبد الله..

- من أهان القضاء هو من أغلق ملف فساد أحمد الزند في أرض الحمام.

- من أهان القضاء هو عبد المجيد محمود؛ عندما قبل هدايا بمناسبة عمله قبل أن تجبره البلاغات المقدمة ضده على ردها.

- من أهان القضاء هو سعيد يوسف (قاضي إعدامات المنيا) الذي أحال أوراق المئات للمفتي في قضيتين، بعد جلسة واحدة استغرقت نصف ساعة.

- من أهان القضاء هو شرين فهمي الذي قضى بإعدام متهم بتوقيع منفرد منه، دون مشاركة عضوي الدائرة، وكأنه في محكمة جزئية. ومحكمة النقض ألغت حكمه لذلك السبب.

- من أهان القضاء هو حسن فريد ودائرته؛ عندما قضوا في قضية هزلية بإعدام  75 بريئا، بينما هم غير صالحين أصلاً للفصل فيها أو النظر بها، بعد سبق إبدائهم الرأي فيها.

- من أهان القضاء هو حسن فريد؛ عندما نظر قضايا قضى فيها بإعدام أرواح، بينما هو في حالة صحية لا تسمح له ذهنياً وبدنياً بالنظر بها والحكم فيها، بسبب سبق إصابتة بجلطة دماغية حادة في نهاية عام 2015؛ أثرت على مداركه.

- من أهان القضاء هو ناجي شحاتة وأراؤه السياسية في أشخاص المتهمين الماثلين أمامه.

- من أهان القضاء هو شعبان الشامي الذي قضى على متهمين متوفين قبل ارتكاب الأفعال المنسوبة إليهم بسنوات.

- من أهان القضاء هم قضاة قضوا بالإعدام؛ فقط بموجب محضر تحريات مسطر على ورقة صفراء منتزعة من سلة مهملات.

- من أهان القضاء هو كل قاض كان عضواً فيما أسموها بدوائر الإرهاب.

- من أهان القضاء هو كل قاض سمح لنفسه أن يتلقى التعليمات ويقبلها، ويصدر حكمه تنفيذاً لها.

- من أهان القضاء من رسخ لفكرة تسييس القضاء وتسييس الأحكام.

- من أهان القضاء هو عبد الفتاح السيسي عندما جلس إلى جوار ترامب يومئ برأسه مبتسماً راضياً؛ عندما أعلن الأخير أن الإفراج عن آية حجازي كان بتدخل منه، بغض النظر عن كونها بريئة من التهمة.

- من أهان القضاء هو من صمت على تدخل ترامب في قضية معروضة على القضاء وتنفيذ أوامره.

- من أهان القضاء هو شيخ القضاة مصطفى شفيق؛ عندما كان يجلس على كرسي رئيس محكمة النقض ورفض تنفيذ حكم محكمة القضاء الإداري بتمكين قضاة البيان من الطعن بالنقض على حكم عزلهم، والمسارعة بعمل إشكال على تنفيذه أمام محكمة الأمور المستعجلة، وهو يعلم بعدم اختصاصها.

- من أهان القضاء هو شيخ القضاة مصطفى شفيق؛ عندما سمح لتاريخه أن يسطر بيده رفض عقد جمعية عمومية طارئة للقضاة؛ اعتراضاً على قانون تعيين رؤساء الهيئات القضائية بسبب اعتراض الأمن (ربما كان المقصود أمين شرطة بالأمن الوطني).

- من أهان القضاء هو من عجز عن عقد جمعية عمومية طارئة للقضاة للاعتراض على قانون ينتهك استقلالهم.

- من أهان القضاء هو من أصدر قانوناً يسمح للقابع خلف أسوار الاتحادية بأن يتحكم في اختيار رؤساء الهيئات القضائية؛ بناء على رؤية الأمن.

- من أهان القضاء هو من سمح بأن يتسلط القابع خلف أسوار الاتحادية على اختيارات مجلس القضاء الأعلى في اختيار معاوني النيابة العامة الجدد، ويفرض عليه إخضاع المقبولين لاختبارات بالكليات العسكرية لاختبار مدى ولائهم.

- من أهان القضاء هو من عقد دورة تدريبية للقضاة بمقر نادي القضاة النهري تنظمها وزارة الدفاع، ويحاضر فيها العسكر لتعظيم الولاء والانتماء لحكم العسكر.

- من أهان القضاء هو من تشدق بالشعارات وأطلق العبارات بالنزاهة والاستقلال بينما الفعل على غير ذلك.

- من أهان القضاء هو من استولى على أراضي الحزام الأخضر.

- من أهان القضاء هو من صمت عن محاكمة مرتكبي المذابح منذ الانقلاب.

- من أهان القضاء هو من صمت عن حالات التصفية الجسدية والإخفاء القسري.

- من أهان القضاء هو من سكت عن حالات مصادرة الأموال والممتلكات بغير الحق.

- من أهان القضاء هو من أصدر قراراً بفض اعتصام رابعة العدوية، ولم يفتح تحقيقاً في مقتل الآلاف ظلماً وعدواناً.

- من أهان القضاء هو من أرسل وفداً من النيابة العامة ليشهد مذبحة رابعة.

- من أهان القضاء هو من أحال الآلاف للمحاكمات العسكرية ظلماً وعدواناً.

- من أهان القضاء هو من سكت عن التسريب الذي يصرح فيه أحد العسكريين بنيته محادثة القاضي الذي ينظر في قضية سيارة ترحيلات أبو زعبل؛ لتبرئة ضابط متهم فيها.

- من أهان القضاء هو من سكت عن التسريب الذي يعلن فيه أحد العسكريين أن النائب العام هشام بركات قد استنجد به لاصطناع أوراق واستصدار قرارات بتواريخ سابقة؛ لشرعنة مكان احتجاز الرئيس مرسي، خشية تبرئته.

- من أهان القضاء هو من حاصر مكتب النائب العام الأشرف والأنزه في تاريخ القضاء، المستشار طلعت عبد الله.

- من أهان القضاء هو من أحال مستشاريَن لمجلس الصلاحية؛ لأنهما شاركا في إعداد قانون لمناهضة التعذيب.

- من أهان القضاء هو من خلق عداءً بين الشعب وقضاته.

- من أهان القضاء هو من قضى على منظومة العدالة في مصر.

- من أهان القضاء هو من وضع منزلة القضاء المصري عالمياً في أدنى المستويات، بعد أن كانت مصر تفاخر الأمم بقضائها.

- من أهان القضاء هم من كذبوا على الله ورسوله وخدعوا أنفسهم؛ جرياً وراء مكتسبات ومزايا زائلة.

- من أهان القضاء هو من باع آخرته واشترى رضى السلطة.

- من أهان القضاء هو من أعان الانقلاب على البطش والسلب والنهب، في مواجهة شعب مقهور مغلوب على أمره يصارع الفقر والمرض والجهل.

- من أهان القضاة هو من أؤتمن فخان، ومن تحدث فكذب، ومن خاصم ففجر.

- من الذي أهان القضاء؟

- هل هم قضاة البيان الذين جهروا بالحق فأحيلوا للمعاش ظلماً، أم المقال أحمد الزند؟

- هل الرئيس مرسي الذي اعتقل عدة أشهر عام 2005  لتضامنه مع استقلال القضاء، أم القابع خلف أسوار الاتحادية؟

- هل هو من نادى بتطهير القضاء من الفسدة وقضاة الزند، أم من أفرغ القضاء من شرفائه؟ أسود بلادكم أم كلاب أعدائكم؟

- هل هو من هلل وشمت وفرح في عزل قضاة تيار الاستقلال، أم من بكى حزناً على ضياع منظومة العدالة؟

ما أهان أحد القضاء على مدار التاريخ مثلما فعل المقال أحمد الزند وزبانيته... هانوا على أنفسهم فهانوا على الناس.. غرّهم ذهب المعز وأرهبهم سيفه.. خرست ألسنتهم عن الحق وجهروا بالباطل.. اشتروا الدنيا وباعوا الوطن.. قاتلهم الله في كل وقت وحين..

أقيموا الوزن بالقسط يا سادة..
التعليقات (2)
رافت
الخميس، 18-10-2018 06:51 م
ولا احسن واجمل من هذا المقال الرائع بارك الله لك وجعلك عونا للمظلومين
مصري جدا
الأربعاء، 17-10-2018 05:30 م
الكاتب المحترم ،، لا تجهد نفسك ،، ولا تكتب كأننا في دولة ومؤسسات ،،، يا سيدي نحن في مرحلة ما قبل الدولة وما قبل المؤسسات ،، نحن مازلنا في مرحلة القبيلة والصحراء او الوادي القديم،، نحن في مرحلة شيخ القبيلة لا رئيس الدولة ،، مرحلة المجالس شبه العرفية لا المؤسسات القانونية ،، لا تجهد نفس ،، ولا تضيع وقتك في غير المفيد ،، لكن اتعب واعمل في بناء الانسان المصري وبناء مؤسسات الدولة ثم بناء الدولة ،، غير ذلك فهو استنزاف واهدار للوقت والجهد والمال ،،، لا يوجد في مصر قضاء ،، والقول بالقضاء المسيس تجميل لوضع قبيح ،، بقايايا ما يسمى بالقضاء فاسد حتى النخاع ،،، خاصة ما بعد العام 52 حتى ما لانهاية ،، عندما اقتصرت المناصب الهامة لاولاد العسكر وذويهم من القضاء والشرطة والاعلام ،، فخرجت الاجيال التي تدير كبرى المؤسسات تنتمي بالولاء لمنجحاء بها لا للدولة ولا للشعب ،، نحن بحاجة لبناء جديد لانسان جديد ،، غير ذلك ،د هو بمثابة شغل الفراغ لديكم باي كلام فارغ ،،