صحافة إسرائيلية

كيف تستغل إسرائيل معهد التخنيون لتشبيك علاقاتها الدولية؟

معهد التخنيون (صفحته على فيسبوك)
معهد التخنيون (صفحته على فيسبوك)
قال البروفيسور الإسرائيلي بيرتس ليفيا رئيس معهد التخنيون بجامعة حيفا إن "التعامل العالمي مع المجتمع الأكاديمي الإسرائيلي يعاني من انفصام الشخصية، فالعالم يستفيد من الجامعات الإسرائيلية وقتما أراد، ويصفها بأسوأ الصفات إن أحب، وقد يكون ذلك بسبب الضغوط التي تمارسها حركة المقاطعة العالمية BDS".

وأضاف في مقابلة مطولة مع صحيفة "إسرائيل اليوم"، ترجمتها "عربي21"، أننا "للسنة السابعة على التوالي نوجد في الجامعات المائة الأوائل على مستوى العالم، وقد يكون صعبا أن نرى أنفسنا في القائمة العشرين، ويبدو متعذرا أن نتنافس مع جامعات كامبريدج وأوكسفورد والجامعات الأمريكية".

وأوضح أن "ميزانية معهد التخنيون تصل إلى 414 مليون دولار، في حين أن موازنة الجامعات الأمريكية الكبرى تصل إلى مليار دولار سنويا، وبعضها موازنتها تزيد على موازنة جميع قطاعات التعليم في إسرائيل، لكن الميزة الأساسية ليست فقط في الموازنة المالية على أهميتها، وإنما في القدرة على استقطاب كبار العقول والأدمغة حول العالم".

وأكد أنه "في معظم الجامعات الأمريكية التي تمنح الدرجات العلمية الثانية والثالثة، الماجستير والدكتوراه، هناك 75% من الطلاب ليسوا أمريكيين، خاصة في تخصصات الهندسة والعلوم، في حين أن 40% من أعضاء السلك الأكاديمي ليسوا أمريكيين، وذات الأمر يحصل في أوروبا، نحن في عصر شراء الأدمغة واستيراد العقول، وربما ينجحون في استقطاب أكاديميين وباحثين إسرائيليين".

وقال: "إننا نجحنا مؤخرا في استقطاب 250 من أعضاء السلك الأكاديمي الشبان في إسرائيل، ونصف معهد التخنيون اليوم من المحاضرين الجدد، هناك 570 محاضرا أكاديميا، بينهم 220 تم تعيينهم في السنوات التسع الأخيرة، معظمهم من الشبان".

وأكد أن "هناك هجرة عقول في كل دولة حول العالم، من بينها إسرائيل، هناك أكاديميون إسرائيليون في جامعات أوروبا وأمريكا، لكن ليس هناك أكاديميون أوروبيون وأمريكيون في إسرائيل، نحن نعيش ثورة كبيرة في مسألة هجرة العقول والأدمغة من الجامعات الكبرى حول العالم".

وأوضح أن "المسألة بحاجة لمزيد من الانفتاح، فلماذا يكون مقبولا استيراد 20 لاعب كرة سلة أجانب في فريق إسرائيلي، ولا أقوم بالفعل ذاته مع الأكاديميين الأجانب في جامعاتنا، بمنأى عن الدين والعرق؟".

وكشف النقاب عن أن "معهد التخنيون افتتح فرعا في الصين بمدينة شنتاو، وكانت الخشية لدينا من عدم القدرة على إحضار أكاديميين للعمل فيه، كون المدينة نائية عن مركز الدولة، وهي صغيرة نسبياً، عدد سكانها 6.5 مليون نسمة، نشرنا إعلانات عن حاجتنا لأكاديميين وباحثين جامعيين، فجأة وجدنا أنفسنا أمام 630 طلبا للتوظيف، أجريت معهم مقابلات، وسألتهم: لماذا تتركون نيوزيلاندا وأستراليا وكندا، وتأتون للعمل في التخنيون- فرع الصين؟ أجابوا بأنهم يريدون أن يكون العمل في التخنيون ضمن سيرتهم الذاتية الأكاديمية".

وأوضح أن "معهد التخنيون- غوانغ دونع GTIIT أقيم لمنح الطلاب الدرجة العلمية الثانية- الماجستير، وعددهم 500 طالب، وتتركز تخصصاتهم في الهندسة الكيمائية والبيئة والبيو-تكنولوجي والطعام".

وأكد أن "الصين ستكون بعد عشرين عاما الدولة الأكبر على مستوى العالم، ونحن نريد التواجد هناك، لأنك حين تدخل الجامعات الكبرى في العالم فستفاجأ بحقيقة أن الطلاب الأكثر كفاءة فيها هم أولئك القادمون من الشرق الأقصى.. هذا استثمار كبير لإسرائيل أن نكون هناك في الصين".

وأشار إلى أن "الموازنة التي منحتها الصين لفرعنا هناك نصف مليار دولار، وحصلنا على تبرع من الملياردير الصيني لي كاه شينغ بقيمة 130 مليون دولار للتخنيون في حيفا، والتقيت بوزير التعليم الصيني الذي دعاني لمكتبه".

وأوضح أن "إنجازات التخنيون تتحدث عن نفسها، ففي السنوات العشرين الأخيرة أقيمت في إسرائيل 1602 شركة على يد خريجيه، بينها 800 ما زالت تعمل حتى اليوم، وتصل أرباحها إلى 30 مليار دولار، كما أننا أقمنا فروعا جديدة في نيويورك والصين، وفي منهاتن أقيم فرع للمعهد بالتعاون مع جامعة كورنيل للعلوم الهندسية".

وأضاف أن "التخنيون فاز مع جامعة كورنيل بمسابقة أعلنت عنها بلدية نيويورك بمشاركة أكثر من خمسين جامعة كبيرة على مستوى العالم، وأصبح التخنيون أول جامعة غير أمريكية تحظى بمهام أكاديمية داخل الولايات المتحدة".

ويكشف رئيس التخنيون أنهم "أول ما وصلوا نيويورك، اتصل بي آريك شمايدت رئيس شركة غوغل، وأبلغني بأن لديهم مبنى كبيرا في مانهاتن بمطقة تشيلسي، ويرحب بنا لاستضافتنا هناك مجانا دون دفع أي مبالغ، لأنه يريد أن يكون قريبا من التخنيون".

 وأكد أن "لدى التخنيون شبكة تعاون مع العديد من جامعات العالم، وإن أكثر ما يتعبني هو كثرة الزيارات للمعهد، لم يبق رئيس جامعة مهمة في أوروبا إلا زارنا: كامبريدج، آيندهوفن، ميونيخ، EPFL، العالم ينظر إلى الأكاديمية الإسرائيلية على أنها موديل ونموذج يحتذى به".

وختم بالقول إن "لدينا مشكلة مع حركة المقاطعة العالمية BDS خاصة من خلال الكتل والمجالس الطلابية، هناك تحصل معارك جدية على الأرض، ومن الصعوبة أن نحاربهم للأسف الشديد".

التعليقات (1)
محمد محمد عبدالرحمن
الخميس، 09-05-2019 06:36 م
ماشاء