ملفات وتقارير

كيف تسير مفاوضات تشكيل الحكومة العراقية المقبلة؟

ختمت المجلة تقريرها بالقول إن "الصدر سيتوقف عن أي شيء حتى ينجح في تشكيل الحكومة المقبلة"- جيتي
ختمت المجلة تقريرها بالقول إن "الصدر سيتوقف عن أي شيء حتى ينجح في تشكيل الحكومة المقبلة"- جيتي

تحدثت مجلة أمريكية السبت، عن تطورات المشهد العراقي وما يجري بين الأحزاب السياسية من مفاوضات واتفاقيات لأجل حسم تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.


وقالت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية في تقرير ترجمته "عربي21" إن "الفوضى التي تجتاح العراق أصبحت عميقة للغاية، حتى بمعايير الشرق الأوسط"، مشيرة إلى أن "زعيم التيار الشيعي الأكبر في البلاد مقتدى الصدر أخذ على عاتقه محاولات حثيثة لاستعادة الهدوء وخلق خريطة طريق سياسية".


وذكرت المجلة أن "التأخير في تشكيل الحكومة العراقية وما نتج من احتجاجات ومظاهرات عنيفة في البصرة؛ دفع المرجع الديني الأكبر للشيعة علي السيستاني إلى الدخول مباشرة بالنزاع السياسي، وأعلن أنه لن يسمح بأن يكون رئيس الوزراء المقبل من شخصيات السلطة الحالية".


ويتولى السُنة رئاسة البرلمان، والأكراد رئاسة الجمهورية، والشيعة رئاسة الحكومة، بموجب عرف دستوري متبع في البلاد منذ الإطاحة بنظام صدام حسين في 2003.

 

اقرأ أيضا: برلمان العراق يلتئم من جديد لاختيار رئيسه وسط انقسام كبير


وأكدت المجلة أن "السيستاني عادة ما يلتزم بالتقاليد الإسلامية الشيعية ولا يتدخل في السياسة، إلا في مناسبات نادرة، وعندما يكون العراق على حافة الكارثة"، مشددة على أنه "اتخذ خطوة غير عادية وأعلن أن السياسيين السابقين يجب أن يتنحوا جانبا، وأن يتم عزلهم من منصب رئيس الوزراء الجديد، لأن معظم الناس لم يعد لديهم إيمان بالقادة الحاليين".


وأضافت أنه "نتيجة لرأي السيستاني فقد أصبح رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي الذي كان يأمل بولاية ثانية، خارج سباق تشكيل الحكومة المقبلة"، منوهة إلى أن "الائتلافين اللذين فازا بأكبر عدد من الأصوات كانا يتنافسان لتشكيل الحكومة، ما تسبب بجمود سياسي".


وتابعت: "المحادثات السرية التي جرت على مدار الأسبوع الماضي في المدينة الشيعية المقدسة النجف، والتي تشكل قاعدة سلطة للسيستاني، ربما نتج عنها اتحاد بين الائتلافين لتشكيل حكومة في 15 أيلول/ سبتمبر الجاري".


وتطرقت مجلة "ناشونال إنترست" إلى أن "الائتلاف الأول يرأسه مقتدى الصدر الرجل المناهض للولايات المتحدة، والذي يسعى إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، أما الائتلاف الآخر الذي جاء في المرتبة الثانية فهو برئاسة هادي العامري، وهو قائد مليشيا وموالٍ قوي لإيران".


ولفتت إلى أن "الصدر أبدى استعداده للتوحد مع العامري لتشكيل حكومة وفق شروط معينة"، موضحة أن "أحد هذه الشروط أن يتم اختيار الحكومة الجديدة ورئيسها بحسب الكفاءة وليس وفق معايير سياسية وطائفية".

 

اقرأ أيضا: البصرة تفكك التحالفات وتضعف آمال العبادي بولاية ثانية


ورأت المجلة أن "افتقار الجمهور إلى الثقة في سلسلة من الحكومات العراقية كان السمة المميزة لتاريخ البلاد الحديث"، معتبرة أن "الأزمة الأخيرة في البصرة، هي درس واسع النطاق لسياسة الشرق الأوسط، فقد كانت إيران المجاورة هي التي قطعت إمدادات الكهرباء، والآن أصبح من الواضح أن إيران قد بالغت في تدخلها، فقرر العراقيون التمرد ضد التدخل الأجنبي ومن ضمنه تدخل طهران".


وأشارت إلى أن "طهران كانت تأمل في أن يؤدي العنف وعدم الاستقرار في البصرة، إلى تمكين الموالين لها أثناء محاولتهم تشكيل الحكومة المقبلة، واختيار العامري رئيسا جديدا للوزراء"، مستدركة بقولها إنه "بالنسبة لإيران انتهى كل شيء".


وختمت المجلة تقريرها بالقول إن "الصدر سيتوقف عن أي شيء حتى ينجح في تشكيل الحكومة المقبلة"، منوهة إلى أنه "سارع بالرد على الغضب الموجه إلى العبادي، بمطالبة الأخير بالاستقالة، رغم أنه كان على بعد خطوة من ائتلافه الفائز".

التعليقات (0)