صحافة إسرائيلية

جنرالان إسرائيليان يؤيدان التهدئة مع حماس.. لهذه الأسباب

قال جنرال إسرائيلي إن "حماس منظمة معادية في غزة لكنها شبه دولة"- جيتي
قال جنرال إسرائيلي إن "حماس منظمة معادية في غزة لكنها شبه دولة"- جيتي

أبدى جنرالان إسرائيليان دعمهما لخيار التهدئة مع حماس، رغم تحذيرهما من بعض تبعاته، لكنهما على المدى البعيد أكدا أنه أفضل من خيار المواجهة العسكرية الواسعة.


فقد ذكر الجنرال غرشون هكوهين في صحيفة "إسرائيل اليوم" أن "التسوية مع حماس تعتبر مصلحة إسرائيلية عليا، رغم وجود معارضة إسرائيلية لهذه التسوية، سواء من قبل المعارضة برئاسة تسيفي ليفني، أو من الخارج برئاسة رئيس السلطة محمود عباس".


وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أنه "رغم اختلاف دوافع الاثنين، ليفني وأبو مازن، في رفض التهدئة مع حماس، لكنهما يتفقان في أنها تدمر حل الدولتين، وكلاهما يعتقدان بأن مسألة غزة يجب أن تحل من خلال وجود السلطة الفلسطينية في القطاع، كي تكون هي العنوان المركزي للتعامل الرسمي".


وأوضح أن "هذه نقطة الخلاف التي ينطلق منها نتنياهو-ليبرمان من تأييد التهدئة، حيث ينطلقان من فرضية إبقاء الانقسام بين قطاع غزة والضفة الغربية، ويبدو أن ذلك هو الدافع الأكبر لكليهما، مع العلم أن دوافع المعارضة الإسرائيلية في رفض التهدئة مع حماس خشية منها على حل الدولتين ليس له ما يبرره، لأن هذا الحل ذاته لم يعد لديه أغلبية يهودية تؤيده".


وأردف قائلا: "رغم أن التهدئة الإسرائيلية مع حماس من شأنها إبقاء الانقسام بين غزة والضفة، إلا أنها في الوقت ذاته تعبر عن الفشل الذريع لمسيرة أوسلو"، منوها إلى أنه "يصادف في هذه الأيام مرور نصف اليوبيل الذهبي على توقيعها، وربما تكون هذه التطورات السياسية الجارية فرصة ثمينة لمن أراد التخلص من آثار أوسلو، والبحث عن مسيرة جديدة".

 

اقرأ أيضا: يديعوت: 3 خيارات تجاه حماس في غزة.. السلبيات والإيجابيات


وختم بالقول إنه "طالما أن التهدئة مع حماس لا ترضي أبو مازن وأصحاب مسيرة أوسلو فإنها تشكل فرصة لمعارضيها لشق طريق جديدة، لأن الخطوات الاستراتيجية الكبيرة تحتاج تغييرا كليا في الاتجاه العام لمسيرة العمل السياسي، وقد آن الأوان لانتهاج هذه المسيرة الجديدة، لأن التخلص من تبعاتها السياسية والأمنية بات مصلحة إسرائيلية عليا، ومن باب المفارقة أنها أصبحت مرتبطة بالتهدئة مع حماس".


أما الجنرال غيورا آيلاند الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي فقال إن "التهدئة مع حماس هي الخيار المفضل لإسرائيل على خيارات أخرى، لأن التعامل مع تنظيم مسلح فتاك أفضل من تحمل مسؤولية قطاع غزة، وأعبائها الكثيرة".

 

وأضاف في مقابلة مع صحيفة معاريف، ترجمته "عربي21" أنه "في حال تم انتهاك هذه التهدئة أو خرقها فإن إسرائيل سوف تهاجم بقوة كل البنى التحتية لحماس في غزة، علما بأن التغير الجوهري الذي حصل في مسيرة التهدئة هو الموقف المصري من حماس، ورغبتها بالحصول على الهدوء في غزة".


وأشار إلى أنه "على أساس هذه التهدئة تحصل إسرائيل على هدوء أمني في غزة، وتنال حماس شرعية دولية وإقليمية ومساعدات اقتصادية، والمصريون يحصلون على تعهدات من حماس بعدم التدخل في سيناء، وهذا هو الخيار الأقل سوءا على إسرائيل".


وأوضح أن "حماس منظمة معادية في غزة، لكنها شبه دولة، لها حدود جغرافية قائمة، سلطة إدارية، وسياسة خارجية، وجيش خاص بها، ودائما من الأفضل لإسرائيل التعامل مع دول وكيانات سياسية مستقلة أفضل من التعامل مع منظمات قتالية".


وختم حواره بالقول إنه "في الحالة الأولى تستطيع إسرائيل استخدام سياسات العصا والجزرة بالطريقة التي تحقق لها الفوائد المطلوبة، فليس لها أي مصلحة في غزة: جغرافية، أمنية، سياسية، اقتصادية. المصلحة الإسرائيلية العليا هي الأمن، والأمن فقط، بحيث يستمر أطول فترة زمنية ممكنة، وسيكون بيد إسرائيل العصا الغليظة في التعامل مع حماس، بحيث أن أي خرق للتهدئة سيقابله إغلاق المعابر التجارية مع غزة".

التعليقات (2)
اينشتاين
الأربعاء، 29-08-2018 11:07 م
ما جاء بواسطة أمريكا والتهدئة هو مغالطة بامتياز لا تحتاج إلى نظر . أهم ما في المسألة هو قول الجنرال غيورا ايلاند : " أما الجنرال غيورا آيلاند الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي فقال إن "التهدئة مع حماس هي الخيار المفضل لإسرائيل على خيارات أخرى " . ببساطة لأن جوهر صفقة القرن هو السماح بقيام دولة فلسطينية من دون القدس والضفة الغربية ، كيف ذلك ؟ عن طريق عزل غزة وإلحاقها بأرض من سيناء ( تم تحضيرها خلال منذ مدة من قبل نظام السيسي ) ، هذا هو حل الدولتين الذي تضمنته صفقة القرن ، لذلك هم يجتهدون لتشديد الحصار على الضفة ولاحقا القدس ، لذلك فهم لا يمانعون من قيام هدنة مع حماس وفصائل المقاومة داخل غزة ، أما ليفني فهي غير متحمسة لأنها تدرك أن فصائل المقاومة قادرة على إفشال المخطط ، وبالتالي ترفض تصفية السلطة داخل رام الله ، انتهى .
أمريكا و التهدئة
الأحد، 26-08-2018 07:07 م
الوساطة المصرية للتهدئة فى غزة تأتى لخدمة المصالح الأمريكية فى المنطقة ، و تدعيم جهود القاهرة فى الحرب على (الإرهاب) ! فقرار شن الحرب على غزة ، و اختيار توقيته لم يعد فى يد (إسرائيل) ، بل صار يأتى بضوء أخضر مباشر من الولايات المتحدة ! و نشأ ذلك بعد إدراك دوائر صنع القرار فى واشنطن خلال السنوات الماضية أن العدوان العسكرى الصهيونى ضد الفلسطينيين ، و ما يترتب عليه من استفزاز لمشاعر المسلمين المعادية للولايات المتحدة و (إسرائيل) ؛ هو أكبر تهديد للمصالح الأمريكية على إمتداد الأرض ! و قد تجلى ذلك بشكل واضح خلال انتفاضة الأقصى (2000 - 2005) ، و ما صاحبها من مجازر وحشية ارتكبها الصهاينة بحق الفلسطينيين ، فى تأجيج مشاعر المسلمين المعادية للولايات المتحدة فى كل مكان ، و تمهيد الطريق أمام هجمات 11 سبتمبر / أيلول عام 2001 م ، و ما سبقها من استهداف للمدمرة الأمريكية (يو إس إس كول) فى عدن بأكتوبر / تشرين أول عام 2000 م ! و لا ننسى تصريحا شهيرا أدلى به (ديفيد بترايوس) قائد المنطقة الوسطى للجيش الأمريكى عام 2010 م ؛ حين حمل سياسات (إسرائيل) المسؤولية عن ازدياد تجنيد الجهاديين الذين يستهدفون قواته ! و جاء وقف العدوان الصهيونى على غزة صيف عام 2014 م ، و إعلان الهدنة بين حماس و (إسرائيل) - بعد أن كان الجيش الصهيونى يعد العدة لاجتياح القطاع - بضغط أمريكى فى ظل التهديدات المحدقة بالمصالح الأمريكية فى المنطقة آنذاك ، و التى تمثلت فى التمدد المذهل لتنظيم داعش فى العراق و سوريا ، و هجمات مجاهدى أنصار شريعة فى بنغازى ضد مواقع قوات (خليفة حفتر) عميل واشنطن ، و إجلائهم عنها ! فلم يكن أمام الأمريكيين من خيار حينها سوى إيقاف الحرب على غزة من أجل الحد من التعاطف الشعبى المتزايد مع المد الجهادى فى كل مكان ، و التمهيد لإنشاء تحالف عسكرى (عربى - غربى) لحرب الدواعش فى سوريا و العراق ، و دعم فرنسا و الإمارات و مصر و الأردن لقوات حفتر لمواصلة الحرب ضد المجاهدين فى ليبيا !