سياسة دولية

رئيس وزراء باكستان يتعهد بإجراءات تقشفية وإصلاحات شاملة

خان: سيتعين علينا تغيير أساليبنا وإرساء سيادة القانون لإحداث تغيير- جيتي
خان: سيتعين علينا تغيير أساليبنا وإرساء سيادة القانون لإحداث تغيير- جيتي

تعهد رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، الأحد، بتحويل بلاده إلى دولة رفاهية إسلامية، من خلال إصلاحات شاملة في مختلف مجالات الحياة. 

جاء هذا في أول كلمة وجهها إلى الشعب الباكستاني، مساء الأحد، ونقلت نصها الإذاعة الباكستانية على موقعها الإلكتروني. 

وأعلن خان، عن عدد من التدابير التي تهدف إلى التقشف، والتخلص من القروض، وحشد الموارد المحلية والإصلاحات في قطاعات التعليم والصحة والزراعة. 

وقال إن نضاله السياسي يهدف إلى "إقامة دولة رفاهية إسلامية على نمط دولة المدينة (في إشارة إلى دستور المدينة الذي تم كتابته فور هجرة النبي محمد خاتم المرسلين إلى المدينة المنورة، وهو يعتبر أول دستور مدني في التاريخ)". 

وأشار إلى أن "الدول الغربية تقدمت وازدهرت من خلال اتباع المبادئ التي انتهجتها حكومة المدينة، ولكن في بلدنا يأتي الناس إلى السلطة لسك النقود".


وحذر من أن "الصعوبات الاقتصادية لم تكن بهذا السوء في تاريخ البلاد كما هي اليوم".


ولفت إلى أن "عبء الديون زاد من 6 آلاف مليار روبية (48.68 مليار دولار) إلى 28 ألف مليار روبية (227.18 مليار دولار) خلال السنوات العشر الماضية".

وأضاف: "في الماضي كان على البلاد الحصول على قرض بقيمة ملياري دولار سنويا لتسديد ديونها، واليوم، علينا أخذ ملياري دولار كل شهر لسداد الفوائد على القروض التي حصلنا عليها في الماضي".


ولفت عمران خان إلى أنه "بالإضافة إلى عبء الديون، فإن باكستان هي الأدنى في مؤشر التنمية البشرية، إذ يضطر الناس إلى شرب المياه الملوثة، ومعدل وفيات الأمهات والأطفال مرتفع للغاية".


وتابع: "سيتعين علينا تغيير أساليبنا وإرساء سيادة القانون لإحداث تغيير".


وأعلن رئيس الوزراء إنشاء فرقة عمل تحت إشراف "إشراط حسين" المصرفي والخبير الاقتصادي ومحافظ البنك المركزي السابق، وذلك لاقتراح تدابير لخفض نفقات الحكومة.


وأكد أنه سيبدأ بنفسه من خلال التخلي عن استخدام مقر رئاسة الوزراء كمسكنه الرسمي، وبدلا من ذلك، سيقيم في منزل من ثلاث غرف كان يستخدمه في السابق السكرتير العسكري لرئيس الوزراء. 

وقال، إن مقر رئاسة الوزراء سيتم تحويله إلى جامعة مخصصة للبحث في العلوم والتكنولوجيا، وسيطرح السيارات باهظة الثمن المخصصة للمقر للبيع في مزاد علني. 

ولفت إلى أن تدابير التقشف سيتم تنفيذها أيضا في منازل رؤساء حكومات المقاطعات، وستتشكل لجنة من المثقفين لاقتراح الاستفادة من هذه المنازل في المستقبل. 

كما أعلن عمران خان عن "تشكيل قوة عمل ذات صلاحيات واسعة لإعادة الأموال المنهوبة المهربة إلى الخارج"، لافتا إلى أن "عشرة مليارات دولار تخرج سنويا من البلاد، ولا بد من وقف هذا". 

وقال إنه بدلا من السعي للحصول على قروض أجنبية، سيعمل على حشد الموارد المحلية، مضيفا أنه "من بين 200 مليون نسمة يشكل دافعو الضرائب ثمانمائة ألف فقط، وعلينا تقديم التضحيات لمساعدة البلاد على الوقوف على قدميها". 

كما أعرب عن عزمه على تشجيع الباكستانيين في الخارج بحيث يقومون بتحويل الأموال من خلال القنوات المصرفية الرسمية، معتبرا أن البعثات الباكستانية بالخارج سيكون عليها أيضا أن تؤدي دورها في هذا الصدد. 

والسبت، أدى عمران خان، زعيم حزب "حركة الإنصاف"، اليمين الدستورية، رئيسا لوزراء باكستان أمام الرئيس ممنون حسين، في مراسم جرت بالقصر الرئاسي في إسلام آباد. 

والجمعة، انتخبت الجمعية الوطنية (مجلس النواب) خان، ليصبح رئيس الوزراء الـ22 لباكستان، في ظل وعود قطعها على نفسه بالإصلاحات الشاملة ومحاربة الفساد. 

جاء ذلك بعد أيام من فوز حزبه "حركة الإنصاف" بأغلبية الأصوات في الانتخابات العامة، التي جرت في 25 تموز/ يوليو الماضي. 

التعليقات (0)