ملفات وتقارير

"الناتو العربي" ضد إيران.. فكرة أمريكية للمناورة أم التنفيذ؟

أكد محلل سياسي أن "الاستراتيجية الإيرانية ضد العرب تبتعد كثيرا عن التصادم المباشر وتفرض حروب بالوكالة"- جيتي
أكد محلل سياسي أن "الاستراتيجية الإيرانية ضد العرب تبتعد كثيرا عن التصادم المباشر وتفرض حروب بالوكالة"- جيتي

عاد الحديث الأمريكي عن سعي إدارة الرئيس دونالد ترامب في تشكيل تحالف أمني وسياسي جديد، بهدف التصدي للتوسع الإيراني في المنطقة، من خلال تعزيز التعاون مع دول الخليج العربية ومصر والأردن، بخصوص الدفاع الصاروخي والتدريب العسكري ومكافحة الإرهاب وقضايا أخرى.


وبحسب مصادر في البيت الأبيض، فإن الخطة الأمريكية ترمي إلى تشكيل نسخة عربية من حلف شمال الأطلس أو ما يعرف بـ"ناتو عربي" للحلفاء المسلمين السنة، من شأنها على الأرجح أن تزيد التوتر بين الولايات المتحدة والقوة الشيعية إيران، والمحتدم بالفعل بشكل متزايد منذ تولى ترامب للرئاسة.


وقال مصدر أمريكي إن مسؤولين سعوديين طرحوا فكرة إقامة حلف أمني قبيل زيارة قام بها ترامب العام الماضي إلى المملكة، حيث أعلن عن اتفاق ضخم لبيع الأسلحة، لكن اقتراح تشكيل الحلف ظل يراوح مكانه.

 

اقرأ أيضا: تفاصيل "الناتو" العربي الذي يسعى ترامب لتشكيله ضد إيران


ويتزامن عودة الحديث عن تشكيل "الناتو العربي"، مع تصريحات لافتة لوزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، الذي أبدى استعداد بلاده لتحمل عبء أمني أكبر في منطقة الشرق الأوسط، معتقدا أنه لم يعد بالوسع الاعتماد على حلفاء غربيين مثل الولايات المتحدة وبريطانيا.


وعلى ضوء ذلك، تتبادر تساؤلات عدة أبرزها؛ ما واقعية تشكيل "الناتو العربي" في ظل الخلافات التي تحكم عددا من الدول العربية، وهل تنجح واشنطن بإيجاد مثل هذا التحالف في الوقت الراهن رغم طرح الفكرة قبل عدة شهور؟ وما الشكل المتوقع لهذا الناتو؟


خلافات عميقة


أستاذ العلاقات الدولية الدكتور ضياء عباس يستبعد نجاح فكرة تشكيل الناتو العربي، قائلا إنه "من خلال متابعة الواقع العربي فإن إمكانية نجاح هذه الفكرة صعب جدا"، موضحا أنه "من الصعب جمع الدول العربية تحت غطاء عسكري موحد، بدليل الخلافات الموجودة في مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية".


ويضيف عباس في حديث خاص لـ"عربي21" أن "التهديدات الإيرانية تقرب بعض الدول العربية من بعضها، لكن بالنتيجة هناك خلافات عميقة"، مشددا على أنه "يجب حل هذه الخلافات كخطوة أولى تسبق تشكيل أي تحالف".


ويبين عباس أن "أزمة قطر مثلا تعد عائقا أساسيا لتشكيل الناتو على صعيد الدول الخليجية"، معتبرا أن "إعادة طرح واشنطن لهذه الفكرة في هذا الوقت، يأتي من باب زيادة الضغوط على طهران، نظرا لأن الولايات المتحدة أعلنت أنها ستفرض المزيد من العقوبات".


التصادم المباشر


ويشير المحلل السياسي إلى أن "أمريكا تضغط على دول الخليج للحد من نفوذ إيران في المنطقة"، متوقعا أن يكون شكل الناتو العربي ضد إيران في حال نجاح تشكيله، بقيادة السعودية التي تنافس كثيرا لزعامة الدول العربية، كما هو حاصل في ترؤسها للتحالف العسكري العربي في اليمن.

 

ويستدرك عباس قائلا: "الاستراتيجية الإيرانية ضد العرب تبتعد كثيرا عن التصادم المباشر، وتحاول استغلال الوكلاء وفرض الحروب بالوكالة، إلى جانب تصدير المشاكل وإشغال المنافسين في مشاكلهم الداخلية"، معتقدا أن "إمكانية الصدام المباشر بين العرب وإيران ربما ترتفع بعد نجاح تشكيل الناتو العربي، لكن على المستوى المتوسط أو البعيد وليس على المستوى القريب".


من جهتها، رأت صحيفة "يني شفق" التركية، أن التوتر المتزايد بين الولايات المتحدة وإيران قد أعاد خطة ترامب لبناء الناتو العربي ضد طهران"، متوقعة أن "يكون شكل التحالف مكونا من مصر والأردن ودول الخليج الست".

 

اقرأ أيضا: صحيفة روسية: الناتو العربي بلا مستقبل وسيعمق الانقسام


وذكرت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21" أن "الولايات المتحدة تسعى لإحياء فكرة الناتو العربي بشكل أساسي في قمة مرتقبة بواشنطن منتصف تشرين الأول/ أكتوبر المقبل"، مشيرة إلى أن "المحاولات السابقة من قبل الحكومات الأمريكية لتشكيل تحالف رسمي مع الخليج وحلفائها العرب لم تكن ناجحة".


في المقابل، تعتبر طهران أن عودة الحديث الأمريكي عن تشكيل حلف ضدها، يأتي ضمن ممارسات الولايات المتحدة لتأجيج التوتر في المنطقة بذريعة تأمين الاستقرار في الشرق الأوسط، مؤكدة أن "هذا النهج لن يسفر عن أي نتائج، بخلاف توسيع الفجوات بين إيران وحلفائها الإقليميين من جانب، والدول العربية المدعومة من واشنطن من جانب آخر"، وفق ما أوردته وكالة رويترز عن مسؤول إيراني كبير.

التعليقات (1)
كاظم أنور دنون
الثلاثاء، 31-07-2018 09:52 ص
خيار الحرب لن يكون كارثيا إلا على الكيان الصهيوني وكلابه من الماسونيين (الزعماء العرب وعبيدهم وجواريهم ممن يرضى بهم ويرى بالكيان الصهيوني دولة وكيان) فالأعتماد على أنظمة واهية تلفظها شعوبها بات أمر مقلق ويؤرق الصهاينة والأمريكان على السواء، بوقت تتراجع فيه القوة والنفوذ الأمريكي بمقابل قوى التحرر والمقاومة، انظروا للأحداث التي عصفت بالمنطقة بالعقد الفائت تجد أن أمريكا والكيان الصهيوني كانوا يتعاملون مع أحداث لم يتوقعوها ووقفوا أمامها متخبطين، وكانت أدوارهم تنحصر برد الفعل ( الثورة المضادة) من خلال ثلة من عملاء وماسونين...... ومع الإقرار بأنهم نجحوا بتغيير النتائج، فيجب الأعتراف أيضا بأن ما هو قادم غير متوقع وسوف يتخذ أشكال أكثر حدة وقوة، وهذا الأمر الذي سوف يصل بالشعوب المسلمة والمقهورة الي النور حيث لا أمريكان ولا صهاينة ولا زعماء عرب عملاء ( صناعة ماسونية)...... قل عسى ان يكون قريب