كتاب عربي 21

أيام مرسي الأخيرة!

سليم عزوز
1300x600
1300x600

من سوء الحظ أن "عربي21" ليس موقعاً معادياً، فيمكن أن نطوي ملف ما نشره عن الأيام الأخيرة لمرسي والسيسي بالإعلان بأنه يستهدف تشويه مرحلة لا نعرف حقيقة ما دار فيها حتى الآن!

"عربي21" نشر تقريراً معلوماتياً مهماً تحت عنوان "عربي21 تنشر تفاصيل الأيام الأخيرة بين مرسي والسيسي"، وما جاء في هذا التقرير ينشر لأول مرة، وهو منسوب لمصادر لم يحددها الموقع، ولا نعرف لماذا لم تعلن المصادر عن هويتها؟.. ففي الحقيقة أن هذا هو بيت القصيد!

فدائماً هناك حساسية من ذكر المعلومات الخاصة بالمرحلة التي سبقت الانقلاب، من منطلق أن هذا ليس وقته، وعندما تحاصر أحداً من المقربين من السلطة في ذلك الوقت، فإنه ينفي أي علم له بما جرى. فمن يمثلون "الصندوق الأسود" في السجون، وعندما يخرجون منها بالإمكان سؤالهم. ولا أخفي أنني في الواقعة الواحدة أسمع معلومات متضاربة أحياناً من شخص واحد، فالأمر بحسب اتجاه الريح، فإذا أخذت على الرئيس محمد مرسي أنه وثق في السيسي أكثر من اللازم، وعلى نحو ليس معقولاً، يكون الرد بأنه كان كاشفاً لحقيقته وسابراً لأغواره، وأنه فكر في الإطاحة به، بيد أن من عرض عليهم منصب وزير الدفاع اعتذروا وأبلغوا السيسي بما حدث! وإذا قلت بأنه كان بإمكانه أن يستدعي جنرالات بعينهم بعيداً عن المجلس العسكري الذي عزل الرئيس معظم أعضائه، كان الرد أن السيسي كان منصاعاً لمرسي أكثر مما ينبغي، وكان طبيعيا - والحال كذلك - أن يدخل عليه الغش والتدليس، فمن خدعنا بالله خدعنا له!

 

في الواقعة الواحدة أسمع معلومات متضاربة أحياناً من شخص واحد، فالأمر بحسب اتجاه الريح

 

ومنهم من يريد أن يقدم الرئيس على أنه كان "قليل الحيلة". فليس هو من عزل "طنطاوي" و"رئيس الأركان"، وأن ملف الجيش كان خارج نفوذه. وفي مواجهة من يقول بضعف الرئيس، يكون الرد بأنه يكفي أنه عزل وزير الدفاع ورئيس الأركان!

فما يقال إنها معلومات؛ هو بحسب اتجاه النقاش، ومن هنا جرى تغييب المعلومات الحقيقية التي يمكن البناء عليها في المستقبل؛ إذا كنا راغبين بالفعل في إزاحة حكم العسكر، والانتصار لثورة يناير المجيدة!

تشغلني المعلومة دائماً بحكم المهنة، ومنذ وقوع الانقلاب وأنا ألهث وراء الحقيقة، وكلما وجدت من كان قريباً من هذه المرحلة، وظننت أن على النار هدى، وجدتني أمام سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء. ومن إدراكي لقيمة المعلومة، فقد كان أكثر ما يزعجني في ملف توريث الحكم في مصر؛ أن معلومات كثيرة عن حوادث في مرحلة مبارك يمكن أن تظل سراً أبدياً بموت أطرافها، لو وسد الحكم لجمال مبارك، فلما قامت الثورة، وجدت أنها فرصة مواتية للوقوف على أبعاد ما جرى، لولا أن الثورة المضادة، شغلتنا بعيداً عن هذه المرحلة!

الأزمة الحقيقية أن الذين كانوا مقربين من دوائر الحكم في عهد الرئيس محمد مرسي، يتحركون من داخل قفص الاتهام، لذا فهم يرون أن الولاء التنظيمي يستدعي إخفاء معالم الجريمة، خشية أن يكون فيها ما يسيء للقوم في هذه المرحلة. والتقديرات الخاطئة لم ينتج عنها فقط تمكين العسكر من الانقلاب على ثورة شعب، ولكن فيما نتج عن هذا الانقلاب من آثار، أخصها المجازر التي ارتكبت، والتفريط في الأرض وفي مياه النيل!

 

 

الأزمة الحقيقية أن الذين كانوا مقربين من دوائر الحكم في عهد الرئيس محمد مرسي، يتحركون من داخل قفص الاتهام، لذا فهم يرون أن الولاء التنظيمي يستدعي إخفاء معالم الجريمة، خشية أن يكون فيها ما يسيء للقوم في هذه المرحلة

ولا يخفى على أحد أن هناك محاولات خجولة لكشف بعض الحقائق؛ قام بها الوزير السابق الدكتور محمد محسوب، لا سيما في مرحلة التفاوض، ووجِهت بتحريض "كلاب السكك" على مواقع التواصل الاجتماعي، لتشويهه بهدف إسكاته، ولكي يكون عبرة لغيره؛ من يظن أن ما يملكه من معلومات قابل للنشر!

يمكن الرجوع إلى المنشور في موقع "عربي21"، وهو خطير من وجهة نظري، فلم يكن الانقلاب مفاجأة، فقد كانت هناك تهديدات من قبل السيسي وغيره، مثل اللواء العصار نقلت للمهندس خيرت الشاطر، لكن اللافت هو أن السيسي كان يتعامل على أنه ناقل لمطالب القوى المدنية، ولأعضاء المجلس العسكري، وكان يخشى من انفضاح أمره واكتشاف أنه شريك في المؤامرة، وليس وسيطاً نزيهاً!

 

 

 

من حقنا أن نتساءل عن الأسباب التي دفعت الرئيس والجماعة إلى عزل أنفسهم ليصبح السيسي هو "مرسال الغرام" بين أعضاء المجلس العسكري وبين القوى المدنية الداعية لمظاهرات 30 حزيران/ يونيو؟!

ومما عرضه؛ حكومة لإدارة الدولة لا يوجد فيها عنصر واحد من الإخوان، على أن تنتقل لها صلاحيات الرئيس، وهي التي تدعو لانتخابات رئاسية مبكرة، وإلا فإن البديل هو بحور من الدماء!

إذا صح هذا (ولا أسلّم به حتى تتواتر الروايات وتتطابق)، يكون من حقنا أن نتساءل عن الأسباب التي دفعت الرئيس والجماعة إلى عزل أنفسهم ليصبح السيسي هو "مرسال الغرام" بين أعضاء المجلس العسكري وبين القوى المدنية الداعية لمظاهرات 30 حزيران/ يونيو؟!

لقد تكلم السيسي باسم أعضاء المجلس العسكري، وكان على الرئيس أن يدعو أعضاء المجلس للاجتماع، ليمكنه بنفسه أن يستمع إليهم. وفي مثل هذه اللقاءات الجماعية والفردية، تظهر شخصيات تسعى لـ"القرب"، كما كان السيسي من قبل، وقد تولى منصب وزير الدفاع بهذه الطريقة!

ولماذا تُرك السيسي ليدير ملف التفاوض مع القوى المعارضة، ومن بين الإخوان من هم على علاقة بكثير من قادة هذه القوى، اللهم إلا إذا كانت الرغبة جامحة في الاستمرار في إبعاد شخصيات معروفة، كالدكتور محمد البلتاجي مثلا!

وإذا كانت الأمور واضحة لهذه الدرجة، فلماذا صدرت جريدة الحزب الحاكم (الحرية والعدالة) وهي تبشر الناس بأن نزول الجيش هو لحماية الشرعية؟!

 

 

 

لماذا تُرك السيسي ليدير ملف التفاوض مع القوى المعارضة، ومن بين الإخوان من هم على علاقة بكثير من قادة هذه القوى، اللهم إلا إذا كانت الرغبة جامحة في الاستمرار في إبعاد شخصيات معروفة


لقد جاء في "عربي21" أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما نصح مرسي بالتنازل، وقال له إن هذا هو زمن التنازلات الكبرى. وإذا كان هذا صحيحاً، فلماذا لم يتم تسريب موقف الرئيس الأمريكي، بل وموقف المجلس العسكري وما دار في لقاء السيسي وخيرت الشاطر، إلى وسائل الإعلام، ليصبح الرأي العام على بينة مما يجري؟ وهل كان للقوم اتصالات بإعلاميين، غير رؤساء تحرير الصحف القومية الذين جرى اختيارهم وفق قاعدة "القامات المنخفضة"، ليصبحوا في حجم صهر الرئيس ورئيس مجلس الشورى "أحمد فهمي"، وهو في حجم "عقلة الإصبع" قيمة وقامة؟ وهل كانت لديهم اتصالات بغير وكالة الاناضول التي كان يتم تفضيلها بالأخبار، التي كانت تحجب عن "الجزيرة"؟ فلم يتعامل الحكم القائم وقتئذ مع "الجزيرة" على أنها من أدوات القوة، فقد كان الانحياز، لأسباب غير معلومة، لوكالة ضعيفة في الانتشار والتأثير!

أما التلفزيون الرسمي، فلم يكن في قبضتهم حتى في وجود وزير الإعلام المنتمي للإخوان، بعد الإصرار غير المبرر على استمرار رجل الأجهزة الأمنية رئيساً لقطاع الأخبار. وقد كتبت كثيراً حتى اليأس أطالب بعزله، ومن خلاله أذيع بيان الجيش الذي يحمل تحذيرات للقوى السياسية، وبدون علم الوزير، فقد استقل رئيس قطاع الأخبار بالشاشة، كما باع رؤساء تحرير الصحف القومية (اختيار الإخوان) النظام بالرخيص، وصدرت جريدة "الأهرام" بمانشيت قبل عزل مرسي بيوم عنوانه: "استقالة أم إقالة"!

ماذا كان في يد مرسي أن يفعل؟

لقد كان عليه في جميع الأحوال أن يضع الرأي العام المصري والعالمي "في الصورة"، وليفاضل بين خيارين:

 

 

لا أسلم بصحة ما نشر في "عربي21" تماماً، ولا أعرف دوافع "المصادر" التي اختصت الموقع بما نشره، لكني أرى أنه لئن يقال إن الإخوان اجتهدوا فأخطأوا؛ لهو خير من حلة الكتمان هذه!

الأول: إذا قرر المواجهة، فقد كان عليه أن ينزل للشارع، ولا ينزل في نادي الحرس الجمهوري فيسهل اختطافه. وكان عليه أن يلتحم بالجماهير، أو أن يستدعيها إلى القصر لتقوم هي على حمايته، ثم يعزل السيسي ورئيس الأركان، فإذا حدث التمرد كان أمام العالم كله انقلاب عسكري من جنرال مقال. ولا تنسوا أننا بذلنا جهودا كبيرة في حوارات بيزنطية لإثبات ما جرى أنه انقلاب عسكري في مواجهة الرأي القائل بأن الجيش حمى إرادة الجماهير!

الخيار الثاني، وهو عكس الخيار الأول، وهو يستجيب لما هو مطلوب منه، ويصبح من حق الشعب أن يتصرف على بيّنة، فمن يرفض ذلك فليفعل، بدلاً من تأميم النضال، ومحاصرة حرية الحركة، حتى استنزاف الثورة تماماً في مظاهرات لا تقدم ولا تؤخر. ولا يزال الثمن يدفع إلى الآن من لحم الحي، ومن نساء وشباب؛ ربما كان يمكن أن يواجهوا بشكل أفضل، ومن آخرين ربما لم يكن سيأخذهم الحماس بعيداً، حد أن يقتلوا في السجون أو أن يصفوا في الشقق!

لا أسلم بصحة ما نشر في "عربي21" تماماً، ولا أعرف دوافع "المصادر" التي اختصت الموقع بما نشره، لكني أرى أنه لئن يقال إن الإخوان اجتهدوا فأخطأوا؛ لهو خير من حلة الكتمان هذه!

التعليقات (5)
واحد وخلاص
الثلاثاء، 03-07-2018 12:43 م
لم يعد التساؤل عن تلك المرحلة مهما وأيضا التكهنات وتبرير المواقف والأحداث أو القاء التهم أو نفيها فلم تعد تجدي نفعا إلا من باب كتابة التاريخ فلدينا نتيجة مؤكدة وهي أن جميع الأطراف تم التلاعب بهم سواء بمحض إرادة بعضهم سرا أو علنا أو يالاستدراج أو بالاستعمال أو بالاستغفال تحت وطأة الكراهية أو الفساد أو الغباء، والمؤكد ايضا أن الحال مع الصمت أفضل من الكلام سواء كان لحماية أحد الأطراف الذين مازالوا آمنين للآن أو لعدم امتلاك معرفة أو للهرب من الاتصاف بالسذاجة والغباء، ولكن تظل النتيجة واحدة وهو نفسه سيناريو الانقلابات تآمر خارجي يصنع تحالف العمالة مع الجهل والفساد لاخراج أسوأ ما في الفرقاء فيتخلص من الجميع ثم يستدير العملاء على المتحالفين معهم من الجهال والفساد فتخلص الدولة للأعداء.
شاعر بالحسرة
السبت، 30-06-2018 01:37 م
شكراً للآستاذ سليم عزوز على مقاله الذي اتفق مع كثير مما جاء فيه. كان هذا الانقلابي الخبيث قد تجاوز الحدود منذ زمن بعيد بعد تعييه وزيراً للدفاع ببضعة أشهر إذ اصدر مرسوماً يحدد مَن يحق له التملك في سيناء ومن لا يحق له ذلك ويورد تفاصيل كثيرة. وقد ذُهلت آنذاك لأن هذا أمر يجب أن يصدر عن رئيس الجمهورية الدكتور مرسي لا عن شخص آخر، ولو كنت مكان الدكتور مرسي لعزلت هذا الخائن فوراً. فقد كان ذلك بمثابة بالون اختبار وطالما أن الرئيس قبل به فهذا حافز للخائن أن يخطو خطوات أبعد ومعه خونة العسكر. وجاءت أحداث نوفمبر وديسمبر 2012 وكان يجب على الرئيس في تلك اللحظة أن يعزل مع وزير الداخلية وزير الدفاع ورئيس الأركان ويأتي بوزير للدفاع من خارج المجلس العسكري وكان يوجد من يَصلح لذلك، لولا طيبة الإخوان والرئيس الزائدة، رغم حبي الكبير له ودعائي له بكل خير. كان المتظاهرون المؤيدون للرئيس يطالبون الرئيس بتطهير الإعلام وهو يومئ لهم ولم يعدهم بأنه سيفعل ذلك رغم أن السلطة التشريعية كانت بيد الإخوان ولكنهم لم يفعلوا شيئاً لوقف انحراف الإعلام والقضاء والشرطة والعسكر! كان الرئيس قوياً ولكن لا أعرف ما أو مَن عرقله وقيّده في هذه المرحلة، فقوته قد وضحت في إصداره الإعلان الدستوري الذي ألغى الإعلان الذي كان قد أصدره طنطاوي لجعل الرئيس رئيساً صورياً. ثم اتضحت قوته في إقالة مدير المخابرات العامة ورئيس الحرس الجمهوري ومدير أمن القاهرة بعد مؤامرة تشييع جنازة الجنود المغدورين في سيناء، ثم في صورة إصدار الإعلان الدستوري بعزل النائب العام وتحصين لجنة وضع الدستور. ما الذي حدث بعد ذلك، الله أعلم. كان يمكن للرئيس عندما أصدر الانقلابي الخائن الخسيسي إنذاره الأول في 25 يونيه أن يعزله ويعزل وزير الداخلية ورئيس الأركان وأعضاء المجلس العسكري كافة، ولكنه لم يفعل. حتى في آخر بيان للرئيس لم يسمعه الناس إلا بعد الانقلاب لم يحدِّث الناس عن الانقلاب ووجوب مقاومته. ولا ألوم الرئيس في ذلك وحده بل ألوم قيادات الإخوان كلها لأن الأمر سيعود إليهم باعتبارهم حزبه وأنصاره وأي مكسب سيُحسب لهم وأي خسارة ستُحسب عليهم. فك الله تعالى أسر الرئيس الشرعي د. محمد مرسي لنسمع منه ما جري ولتعود ثمار وآليات الثورة إلى مجراها الطبيعي.
المحامي مروان الخطيب
السبت، 30-06-2018 11:28 ص
ما حدث حسب المعلومات في اسرائيل ان طنطاوي وعنان كانو ينون على عمل انقلاب سريع بعد مقتل الجنود في سيناء الذي اوقف الانقلاب هو السيسي وطلب من الامريكان إقالة عنان وطنطاوي ويصبح هو وزيرا للدفاع ويجب منح فتره لللإخوان يتم فيها افشالهم وتشويههم أمام المصريين ليكون الانقلاب هو ثورة شعب ومن دعمه في ذلك المخابرات الامركيه وإسرائيل والإدارة والسعوديه
مسلمة
السبت، 30-06-2018 06:38 ص
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة في انتظار رد (عربي21)
مصري جدا
السبت، 30-06-2018 12:13 ص
ربما عيبا نفسيا اعانيه شخصيا عن اي اخبار تخص عام حكم الاخوان ،، اشعر بالخسرة والآلم لاسباب منها عدم قبول الاخوان نصح الناصخين وعدم الوفاء بوعودهم بعدم الترشح للرياسة ومخالفتهم لنسب الترشح في البرلمان واشياء كثيرة ربما اكثرها مرارة الحزن على هذا الشباب الذي سيق الى المذابح والمجازر لثقته المطلقة في قيادات دون المستوى ،، فضلا عن عشرات الاف داخل السجون ،، ومئات القتلى خارج اطار القانون ومآسي النلايين من النصريين اهالي وعائلات من سجن وقتل واعدم وهرب داخل او خارج البلاد ،،، تكلفة باهظة ولا عائد يذكر الا قصص وحكايات ورؤى ومنامات قيادات خارج الزمن ،،، بعيدا عن قصص وحكايات الساعات الاخيرة فلا فائدة منها لان الاخوان لم ولن يتعلموا ،،، لذا افضل ان اعيش بعيدا عن هذه الحكايات المؤلمة ،،، قد يكون هذا هروبا لا بآس ،، قد يكون احبط ،، ممكن ،، لكن يكفيني اعتقال 4 سنوات ،، خرجت بعدها ،، في مكان وزمان وبشر ينتمون لعالم اخر ،،، سامح الله الاخوان وقيادات الاخوان ،، ولعن الله من استحل الدماء والارواح والاموال والاعراض ،، ولعن الله السياسة عندما نمارسها في غير وقتها واهلها