ملفات وتقارير

AP تكشف تفاصيل صادمة عن سجون إماراتية سرية باليمن

اليمن الحديدة معارك الامارات جيتي
اليمن الحديدة معارك الامارات جيتي

كشفت وكالة أسوشيتدبرس في تقرير لها تفاصيل صادمة عن طبيعة الانتهاكات المستشرية في سجون تسيطر عليها الإمارات في اليمن.

وجاء في تقريرها أن التعذيب في تلك السجون يتبع برنامجا خاصا. ففي يوم السبت ضرب، ويوم الأحد تعذيب، ويوم الاثنين عطلة، وبعدها يتم اتباع الأيام الثلاثة بنفس الروتين السابق. أما أيام الجمع فهي للحجز الانفرادي.

ونقلت الوكالة عن معتقل يمني (فنان) حديثه عن الطرق التي يتم من خلالها تعذيب المعتقلين اليمنيين في سجن تديره الإمارات التي تعد حليفا للولايات المتحدة. وتحدث عن التعذيب الجنسي في سجن "بير أحمد" جنوب ميناء عدن. ويقدم رؤية قاتمة عن العالم السري للانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان على يد الضباط الإماراتيين الذين يتصرفون بحصانة.

ويقول التقرير إن العنف الجنسي هو الوسيلة الرئيسية لممارسة الوحشية على المعتقلين وانتزاع اعترافات منهم، حسبما نقلت عن الفنان وستة معتقلين آخرين.

إقرأ أيضا: الحوثيون يعلنون مقتل نائب رئيس أركان الجيش الإماراتي

 

وجاء في التقرير أن الرسوم التي شاهدها مراسل الوكالة كانت على لوحات بلاستيكية، وتظهر رجلا عاريا معلقا بالسلاسل في وقت كان يتعرض فيه للضربات الكهربائية، فيما ظهر معتقل آخر وهو ملقىً على الأرض وحوله كلاب تنبح. ويشارك عدد كبير في ضربه وتصوير تفصيلي لعملية اغتصابه جنسيا.

ويقول الفنان: "أسوأ شيء بشأن كل هذا هو أنني أتمنى الموت كل يوم ولكنني لا أجده". هكذا لخص فترة السجن لعامين إثر انتقاده الإماراتيين علنا.

وقالت الوكالة إن قصة السجون السرية التي تديرها الإمارات والتعذيب قامت "أسوشيتدبرس" بفضحها في تقرير نشرته في حزيران/يونيو 2017. وحددت فيه الوكالة خمسة سجون سرية، حيث تقوم قوات الأمن فيها بالتعذيب والانتهاكات الجنسية لكسر إرادة المعتقلين.

وخلال الحرب الأهلية اليمنية التي مضى عليها ثلاثة أعوام قامت القوات الإماراتية التي تقاتل نيابة عن الحكومة اليمنية بالسيطرة على مناطق شاسعة، وشنت حملة اعتقالات واسعة لمن اشتبه بعلاقتهم بالقاعدة في 18 معتقلا.

 

إقرأ أيضا: الغارديان: إيران أغرقت الإمارات والسعودية بحرب اليمن

 

وقال شهود عيان إن الحرس اليمني الذي يعمل نيابة عن الضباط الإماراتيين يستخدمون عددا من الأساليب للانتهاك الجنسي والإهانة واغتصاب المعتقلين وتصوير ذلك.

ويقوم أولئك الحرس باستخدام الأدوات الكهربائية لضرب الأجزاء الحساسة من أجساد المعتقلين، أو تعليق حجارة ثقيلة في خصيّهم. وعادة ما ينتهكون المعتقلين جنسيا باستخدام عصي خشبية أو قضبان حديدية.

وقال معتقل عمره 46 عاما قضى عامين في المعتقل: "يجردونك من ملابسك وبعدها يقيدون يديك بعمود فولاذي من اليمين واليسار وبعدها تبدأ عملية اللواط".

وقال مسؤول سجن سابق شارك في التعذيب لانتزاع اعترافات للوكالة إن الاغتصاب استخدم كوسيلة لإجبار المعتقل على التعاون كجاسوس مع الإماراتيين. وقال: "في بعض الحالات يقومون بالاغتصاب ويصورونه، ويستخدمونه كوسيلة للابتزاز بهدف التعاون معهم".

وقد انشق هذا المسؤول عن الإماراتيين وهرب من البلاد.

وقال مسؤولون أمريكيون إنهم حققوا مع معتقلين في سجون سرية يديرها الإماراتيون، إلا أن البنتاغون يؤكد أن لا علم له بانتهاكات حقوق الإنسان.

 

إقرأ أيضا: أجواء العيد.. حزن وكآبة على ذوي المعتقلين باليمن


وسألت الوكالة البنتاغون عن انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها الإمارات العربية. ورغم التقارير التي  توثق تورط الإمارات في الانتهاكات، إلا أن الميجر أدريان رانكين، المتحدث باسم البنتاغون قال إنه لم ير أدلة على انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن.

وقال: "يطلب من القوات الأمريكية نشر معلومات ذات مصداقية عن المعتقلين"، و"لم نتلق معلومات ذات مصداقية عن اتهامات يمكن التأكد منها ووردت في قصتك (معد التقرير)".

وكان مجلس النواب قد صوت في 24 أيار/مايو لصالح قرار يطلب من وزير الدفاع جيمس ماتيس التحقيق في  مدى تورط الجيش الأمريكي في السجون السرية، وطلب من وزارة الدفاع تقديم تقرير في مدى 120 يوما.

ومن بين خمسة معتقلات كشفت الوكالة عن انتهاكات وتعذيب في أربعة منها في عدن، حسبما قال ثلاثة مسؤولين أمنيين وعسكريين يمنيين. وواحد منها في قاعدة البريقة في عدن والتي تعتبر المركز الرئيسي للقوات الإماراتية، حيث شوهدت القوات الأمريكية إلى جانب المرتزقة الكولومبيين، حسب شهادات سجينين ومسؤولين أمنيين.

وفي داخل تلك السجون؛ قال السجناء إن الأمريكيين لا علاقة لهم مباشرة، ولكنهم يعرفون بالتعذيب؛ إما من خلال سماع الصياح أو مشاهدة آثاره على أجساد المعتقلين. وقال مسؤول أمني في سجن الريان قرب المكلا: "يستخدم الأمريكيون الإماراتيين كقفاز للأعمال القذرة".

وقال مسؤول يمني بارز في الرياض: "يرتكبون في السجون أبشع الجرائم" وتهمة "الانضمام للقاعدة وتنظيم الدولة أصبحت طريقة للانتقام وبكل ألوان الانتهاكات الجنسية واللواط". مضيفا أنهم يقومون "في السجون بتصنيع تنظيم الدولة".

التعليقات (0)